تلقي كتاتيب حفظ القرآن الكريم اهتماماً كبيرا من قبل كل أفراد المجتمع علي مختلف المستويات والمسئوليات. حتي خرجت مؤخرا توصية من مجلس الشوري بضرورة العودة لنظام الكتّاب في تحفيظ القرآن. لكن بشكل عصري يتماشي ومتطلبات العصر وبما يجذب إليه المزيد من الأبناء والأجيال الناشئة. ¢عقيدتي¢ قامت من جانبها بجولة في عدد من الكتاتيب لاستطلاع الصورة التي يسير عليها العمل بتلك الكتاتيب. وما هو المطلوب من جانب حفظة القرآن أنفسهم وكذا المسئولين عليها لتحقيق المزيد من التفوق والنجاح. فاكتشفنا التقدم التكنولوجي في تسيير أعمالها باستخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية وعلي رأسها الكمبيوتر. في البداية يشير فضيلة الدكتور أحمد عيسي المعصراوي- شيخ عموم المقارئ المصرية- الي ضرورة انتشار القراءات العشر حتي إذا ما حفظها الأبناء فلا يستطيع أحد الكذب والغش والتدليس علي الله في القرآن. سواء بالادعاء بأنها رواية لا يعرفونها أو غير ذلك . ولو استطعنا طباعة كل الروايات لكان هذا عملا جليلا وعظيما حتي تكون هذه الروايات وأولئك الحفظة حصنا حصينا في التصدي ومواجهة تلك الحملات المزيفة التي تريد تشويه صورة القرآن فيما يسمونه الفرقان وغيره. لأنهم مع الوقت يمكن أن يدسوا في القرآن أشياء علي أنها روايات قرآنية وتُطبع ويُدرّس فيها ما هو خارج من القرآن! فطباعة الروايات المتعددة ونشرها يحمي القرآن من الدس خاصة تحت شعار وستار الكذّابين بأنها رواية غير معروفة فكيف لا تعرفون الروايات الأخري؟! أشاد د. المعصراوي باستخدام الأجهزة الحديثة في عملية التحفيظ والشئون الإدارية بما يثبت للجميع أن الإسلام الحنيف ليس معرضا للتقدم العلمي أو التكنولوجي بل هو يساير كل تطور يخدم البشرية وحفظ الدين. وسيلة جذب وتشجيع وفي لقاء لنا بعدد من الحفظة أجمعوا علي كون وجود الأجهزة الحديثة تعتبر حافزاً كبيرا ومشجعا لهم علي مزيد من الالتزام والمواظبة علي الحضور لأنهم يجدون ما يريدون في الكتاب من حفظ للقرآن واستخدام لأحدث ما وصل اليه العلم. * فيقول هشام احمد سليم- بالصف السادس الابتدائي: بدأت حفظ القرآن الكريم وانا في التاسعة فالتحقت بمكتب ¢النور¢ بالقرية وقد وفقني الله تعالي لحفظ الحاديپعشر جزءاپحتي سورة هود علي يد فضيلة الشيخ ياسر توفيق. وهوايتي مراجعته يوميا وقراءة القصص والكتب الدينية. وأجد في الكمبيوتر سلوتي للتعلم من كبار القرّء المشاهير أمثال الطبلاوي ورفعت وعبد الصمد. حيث استمع لمخارج الحروف والتجويد. *تتفق معه ريهام محمد علي رمضان- بالصف السادس الابتدائي- فتقول: بدأت رحلتي مع حفظ القرآن الكريم وانا في سن السابعةپمن عمري حيث التحقت بمكتب تحفيظ القرآن الكريم ووفقني الله تعالي لحفظ عشرين جزءا حتي سورة العنكبوت. وهوايتي قراءة الكتب والقصص العلمية ولا أحرم نفسي من بعض الوقت علي الكمبيوتر لمتابعة الإطلاع ومزيد من المعرفة. وأتمني ان اتم حفظ القرآن الكريم وان اصبح طبيبة اطفال. * تلتقط خيط الحديث لمياء احمد صادق- بالصف الثالث الابتدائي- قائلة: بدأت رحلتي مع حفظ القرآن الكريم وانا في الخامسةپ حيث ألحقني والدي بأحد مكاتب تحفيظ القرآن الكريم. واحرص علي الذهاب يوميا عقب عودتي من المدرسة لمكتب التحفيظ. خاصة وأنه يوجد الكمبيوتر الذي يجذب الصغار له. ومنه نستمع لأصوات كبار المشاهير من القرّاء ونستمع كذلك للقصص القرآني مصورا. * أما هند جمال فخري- بالصف السادس الابتدائي- فتقول: بدأت حفظ القرآن في سن السابعة من عمري حيث التحقت بأحد مكاتب التحفيظ ووفقني الله تعالي لحفظ الثاني عشر جزءا حتي سورة يوسف. وهوايتي قراءته في كل وقت مع الحرص علي الاستماع له علي الكمبيوتر من كبار القرّاء حتي يكون الحفظ جيدا وصحيحا. وأتمني ان اتم حفظه في أسرع وقت ممكن. * تؤيدها وسام ممدوح خلف الله- بالصف السادس الابتدائي- فتقول: التحقت باحد مكاتب التحفيظ وانا في سن السابعةپ من عمري حيث ووفقني الله تعالي لحفظ ثمانية عشر جزءا حتي سورة يوسف علي يد فضيلة الشيخ محمد عبد الرازق جمعة. وأصبحت هوايتي قراءة القرآن الكريم في كل وقت. حتي عندما أريد قليلا من الراحة أستمع لسيديهات الكمبيوتر لتأكيد الحفظ والإجادة والتجويد. * وتقول ريهام محمود ابو القاسم- بالصف الخامس الابتدائي: أنا أيضا بدأت حفظ القرآن الكريم في سن السابعةپحيث التحقت بمكتب ¢الزهراء¢ ووفقني الله تعالي لحفظ ثمانيةپعشر جزءاپحتي سورة يوسف علي يد فضيلة الشيخ عماد احمد رشدي. وهوايتي القراءة والاطلاع الديني. وامنيتي ان اتم حفظه واصبح مهندسة. وقد كان لمكتب تحفيظ القرآن دوره في تفوقي الدراسي لأنه يُحفّظنا كتاب الله تعالي ويُعلّمنا التجويد والنطق الصحيح للغة العربية بالإضافة الي تدريبنا علي الكمبيوتر. * تتدخل ولاء احمد سعد زغلول- بالصف الخامس الابتدائي- في الحديث قائلة: التحقت بأحد مكاتب تحفيظ القرآن ووفقني الله تعالي لحفظ عشرة أجزاء حتي سورة العنكبوت علي يد فضيلة الشيخ علاء احمد سالم. ولأن هوايتي القراءة والرسم فقد يسّر لي الكمبيوتر مزيدا من الاطلاع وتحصيل العلوم والمعارف المختلفة في أسرع وقت. وأتمني ان اتم حفظ القرآن واصبح مهندسة وان تزدهر مكاتب تحفيظ القران الكريم وان يحفظ الصغار والكبار القرآن الكريم وان يعملوا بما فيه. * وتقول لبني احمد امين- بالصف السادس الابتدائي-: التحقت بمكتب تحفيظ القرآن الكريم بمسجد ¢الوحدة المجمعة¢ في سن السابعة ووفقني الله تعالي لحفظ ثمانيةپاجزاء حتي سورة فاطر علي يد فضيلة الشيخ ابراهيم عبد الرحيم والشيخ عبد الرازق احمد. وهوايتي قراءة الكتب والقصص الدينية. وأتمني ان اتم حفظه واصبح مهندسة. كما اتمني أن تنتشر أجهزة الكمبيوتر في المساجد أيضا حتي تكون جاذبة لأقراننا ويتحول المسجد الي عنصر جذب ويجمع كل الأعمار السنية فيه. فيجد كل فرد مراده. *تؤيدها سارة محمد عدلي- بالصف السادس الابتدائي- فتقول: بفضل الله تعالي وحفظي للقرآن الكريم استطعت ان احصل علي المركز الاول في امتحانات الفصل الدراسي الاول علي مستوي مدرستي. مرجعة اسباب تفوقها الي المداومة علي أداء الصلاة في اوقاتها واستذكار دروسها اولا باول والانصات لشرح المعلم والمراجعة المستمرة وعمل الواجبات المدرسية وممارسة الانشطة المدرسية "الصحافة والاذاعة والمسرح" وتشجيع والديها. وتري ¢سارة¢ ان الكمبيوتر أصبح اليوم أساسيا في كل مكان ولا يمكن الاستغناء عنه سواء في تحفيظ القرآن أو القراءة والدراسة. * وتقول شهد صابر عبد الرحيم - بالصف الرابع الابتدائي-: أحفظ من القرآن بفضل الله تعالي خمسة عشر جزءا من سورة الناس إلي سورة الكهف. وقد بدأت الحفظ قبل سن المدرسة في مكتب "فاطمة الزهراء"پثم انتقلت إلي مكتب "عثمان بن عفان" تحت إشراف الشيخ أحمد خليل ومازلت به حتي الآن. ومتفوقة في دراستي بالمدرسة والحمد لله وأحصل علي المراتب الأولي سنويا بفضل الله. تضيف: أبي معلم أول للغة العربية بالإعدادية وأمي مُدّرسةپأيضا. واحرص علي التمكّن من التعامل مع الكمبيوتر لأنه لغة العصر. ويقول والدها: الحمد لله أن اكتشفت ملكة الحفظ لدي ابنتي ¢شهد¢ منذ صغرها فأحببت أن أستغلها في حفظ القرآن الكريم. و أنا دائم المراجعة لها فيما سبق حفظه من السور القرآنية. وتقدم ¢أم شهد¢ نصيحة لكل من يحفظ القرآن فتقول: لا تتركوا السور التي سبق حفظها بدون مراجعة لأن القرآن يتفلّت من الإنسان إن لم يراجعه يوميا. ويقول مصطفي أحمد علي- بالصف الأول الإعدادي- للأسف الشديد بدأت الحفظ متأخرا بعض الشئ حتي أنني مازلت في حفظ الجزء الخامس. وكلي إصرار علي إكمال الحفظ خاصة وأن والدي مدرس العلوم يُحفّزني ويشجعني وشيخ الكُتّاب لا يدخر جهدا في تحفيزنا بكل السبل ومنها توفير الكمبيوتر. تتفق معه أسماء فوزي وشقيقها حسن- بالصف الثاني الإعدادي- قائلين: الحقيقة أن والدنا وشيخنا والمسئولين بالكُتّاب لا يتأخرون في توفير كل ما نطلبه وما يشعرون برغبتنا فيه حتي نتم الحفظ وهذا يضع علي كاهلنا مسئولية أكبر في ضرورة سرعة الانتهاء من حفظ القرآن الكريم كاملا إن شاء الله حيث أننا مازلنا في الجزء الخامس. نفس التعهد يقطعه علي نفسه زميلهما حسين أحمد عبد الكريم مؤكدا أنه يشعر بالتقصير لأنه لم يحفظ القرآن كاملا بالرغم من توافر كل الإمكانات. ويقول: خلال الإجازة الصيفية القادمة إن شاء الله سأبذل كل جهدي لحفظ المزيد من سور القرآن الكريم. لغة العصر ولاستكمال بقية أضلاع وأطراف عملية حفظ القرآن الكريم التقينا عددا من المسئولين والقائمين علي أمانة التحفيظ. فيقول إكرامي السيد توفيق - ليسانس دار العلوم جامعة المنيا 2006 - وخريج معهد اعداد الدعاة. تخصص القراءات. معلم بمعهد العركي الابتدائي الازهري بفرشوط- فيقول: حفظت القرآن الكريم والحمد لله تعالي في سن مبكرة وانتظرت بفارغ الصبر حتي أتممت تعليمي لأقوم بفتح مكتب ¢التقوي¢ لتحفيظ القرآن الكريم بقريتي وهو يتبع الأزهر الشريف والجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية. والمكتب مُقسّم الي ثماني مجموعات كل منها تقوم بتحفيظ مجموعة معينة من أجزاء القرآن الكريم ويتم تصعيد المتميزين الي المستوي الأعلي الي أن يتم حفظ القرآن الكريم كاملا. وقد حفظ القرآن بالمكتب منذ انشائه وحتي الآن واحد وعشرون تلميذا. والجميل أن الفتيات اللائي حفظن القرآن الكريم علي يدي يساعدنني في تحفيظ الفتيات الصغيرات حاليا. ويتمني الشيخ اكرامي أن ينال محفظوپوحافظو القرآن الكريم علي التكريم اللائق بهم لأنهم حملة كتاب الله تعالي وأن يتم نشر مكاتب تحفيظ القرآن الكريم في كل مكان علي أرض مصر. مع ضرورة تدعيمها بأجهزة الكمبيوتر لأنها أصبحت مهمة جدا حاليا في كل مراحل العمل بالكُتّاب بداية من التسجيل والتعليم للقراءة الصحيحة والتجويد فضلا عن عنصر الجذب والتشويق للأجيال الحديثة التي وُلدت وفي يدها كمبيوتر! ميراث النبي يتفق معه الشيخ سعد البرعي- رئيس جمعية ميراث النبي بمركز كوم امبو بأسوان- قائلا: لابد من تسخير ما يسّره الخالق سبحانه وتعالي من اختراعات وتكنولوجيا حديثة لخدمة كتاب الله خاصة بعد أن أصبح الأبناء شغوفين بالتعامل مع الكمبيوتر مثلا. وبالتالي فهذا يفرض علي المسئولين كنوع من الجذب والتيسير توفيره في مكاتب تحفيظ القرآن. أضف الي ذلك فهو فعلا يُيسّر العمل سواء الإداري أو التخصصي في تحفيظ القرآن حيث يتم الاستعانة به في عرض وسماع أصوات كبار المشاهير من القرّاء والشرح للأبناء كيفية التعلّم منهم. يضيف البرعي: لقد أنشأنا جمعية ¢ميراث النبي¢ بعد تفكير واتفاق بين مجموعة من شباب 9 قري متجاورة بمركز كوم امبو لإحياء والحفاظ علي ذلك الميراث النبوي. وأنعم به من ميراث. ليس هذا فحسب بل ونشره بين الأجيال الناشئة. وتعاون معنا أهل الخير باموالهم وجهودهم وتشجيع أبنائهم علي المواظبة والحضور. يلتقط خيط الحديث نائبه الشيخ أحمد عبد السلام النجار مشيرا الي أن الجمعية تحولت بفضل الله وتعاون الجميع الي واقع ملموس فأنشئ المقر بقرية الرغامة البلد علي مساحة 200 م وارتفع 4 أدوار ويتم تزويده بأجهزة الكمبيوتر لتسجيل البيانات والمعلومات فضلا عن المساعدة والإسهام في تسهيل عملية التحفيظ. يضيف الشيخ حسام أنور عبد الظاهر- أحد المحفظين-: نتعاون جميعا أبناء القري المشاركة في الجمعية علي نشر كتاب الله تعالي. ورغم قصر عمر الجمعية الذي لا يتجاوز الأعوام الخمسة إلا أننا خرّجنا المئات وليس العشرات الحافظين للقرآن الكريم بمستويات متنوعة ما بين الحفظ الكامل أو الثلاثة أرباع أو النصف أو الربع. والجميل أن من يحفظ اليوم علي يد المشايخ يتحول الي مُحفّظ لغيره من صغار السن. خاصة الفتيات اللاتي لا يحرصن علي تحفيظ الفتيات الصغيرات فقط بل يُحفّظن السيدات في البيوت أيضا. أوقات مرنة من جانبه يؤكد المهندس مصطفي شيبوب- رئيس جمعية آل العزائم بالأسكندرية- أنهم بدأوا الاستعانة بالكمبيوتر مبكرا جدا في عملية تحفيظ القرآن فيقول: نحن نواجه تحديات كبيرة في عملنا لأن الأطفال مشغولين طوال العام بالدراسة ثم يأتي الصيف فينغمسون في المصيف. وبالتالي فكّرنا كيف نجعل المصيف فرصة لطاعة الله ودون تقييد أو حرمان للأطفال من الاستمتاع بالأجازة الصيفية في المصيف. فكان قرارنا بدعم مكتب التحفيظ في الجمعية بعدد من أجهزة الكمبيوتر كنوع من الجذب والتسهيل في تحفيظ الأبناء المصطافين كتاب الله دون إشعارهم ¢بالزهق¢ أو الملل من الأجازة. ونحرص علي تحديد أوقات لا تتعارض مع أوقات استمتاعهم بالمصيف. وجعلها مفتوحة ويحددها الطفل أو من يريد الحفظ بنفسه. سواء الكبار أو الصغار.