يقول الشيخ محمد السيد الحاصل علي الجائزة الاولي في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم أن القران وهبة راحة نفسية واستقراراً معنوياً لا مثيل له وانه لم يذكر منذ من الله عليه بحفظ القرآن أن شعر بتوء او ضيق او غيرهم من المشاعر التي تطاردنا بين الحين والآخر. وأضاف الشيخ السيد في حواره لعقيدتي: ان ثورة يناير انقذت حفظة القرآن الكريم الذين يدخلون المسابقات الدولية من براثن ضباط أمن الدولة حيث اصبح الفائز هو الحافظ الحقيقي وليس الحاصل علي اعلي تقدير في تقارير تحريات امن الدولة.. تفاصيل الحوار في السطور التالية: ** أسمي محمد السيد أحمد أعمل كمحفظ للقرآن الكريم بصفط اللبن:- * نريد أن نتعرف علي قصتك مع القرآن الكريم؟ ** لي مع القرآن الكريم قصة أرجو ان تكون عبرة لجميع الشباب فقد بدأت الحفظ وأنا عمري ست سنوات وظللت احفظ القرآن الكريم حتي اتممت الحفظ وانا في الصف الثالث الثانوي وتوقفت بعدها عدة شهور لم أقرأ فيها القرآن وانني نسيت ما حفظت وهنا أدركت انني ارتكبت خطأ كبيراً عندما لم أداوم علي قراءة القرآن فأنساني الله تعالي ما حفظت ومن هنا قررت ان ابدأ في حفظ القرآن من جديد وبفضل الله تعالي اتممت الحفظ في فترة وجيزة لم تتجاوز العام وهكذا حفظت القرآن كاملا في عام واحد علي يد الشيخ إبراهيم حسنين عيسي محفظ القرآن في بلدتنا والذي خرج من تحت يده اكثر من مائة وخمسين حافظا للقرآن من بلدتنا صفط اللبن بخلاف من جاءوا من خارج البلدة ولم يخرجوا من عند الشيخ إلا وهم يحفظون القرآن الكريم كاملاً. ** بعد ان اتممت الحفظ هل حصلت علي الاجازة؟ * نعم فبعد ما اتممت الحفظ علي يد الشيخ حسنين التحقت بمعهد القراءات بشبرا وحصلت علي شهادة التجويد وذهبت بعدها إلي الشيخ عبدالباسط هاشم وقرأت عليه القرآن كاملاً بروايتي "حفص وشعبة عن عاصم" واجازني الشيخ هاشم كذلك اجازني الشيخ عبدالفتاح مدكور مدير شئون القرآن بالجيزة سابقاً في رواية حفص عن عاصم وفي متن السلسبيل الشافي والذي يتعلق بالتجويد. * تقول انك حفظت ثم نسيت فلماذا؟! ** لابد أن نعترف ان القرآن الكريم يحافظ علي من يحافظ عليه والقرآن كما قال النبي صلي الله عليه وسلم أشد تفلتاً من الابل في عقالها "فالقرآن يحتاج من الحافظ ان يداوم علي المراجعة وهذا هو المقصود من قول النبي صلي الله عليه وسلم "تعاودا القرآن فإنه والذي نفسي بيده أشد تفلتاً من البعير في عقالها" وانا عندما تركت قراءة القرآن فوجئت انني نسيت الآيات ولهذا فأنا اليوم اظل اقرأ القرآن طوال اليوم اذا ركبت مواصلة اقرأ القرآن حتي اصل واذا خلوت إلي نفسي اقرأ القرآن ولقد فوجئت باستقرار نفسي عجيب في ظل مداومتي علي قراءة القرآن الكريم. المسابقات * هل شاركت في أي مسابقات قرآنية؟ ** شاركت في العديد من مسابقات حفظ القرآن الكريم ووفقني الله في نيل الكثير من الجوائز فقد شاركت في مسابقة تابعة لوزارة الشباب ونجحت في الحصول علي المراكز الاولي ولكن قبل التصفية النهائية توقفت المسابقة بسبب ثورة يناير وشاركت ايضا في مسابقة اقامتها الجمعية الشرعية وحصلت علي المركز الأول بفضل الله تعالي وكرمني في هذه المسابقة الشيخ الدكتور أحمد العصراوي شيخ عموم المقاريء المصرية وكذلك شاركت في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها وزارة الاوقاف وقد وفقني الله هذا العام وحصلت علي المركز الاول وكان وساماً علي صدري واشاد بي عدد من كبار قراءة القرآن في مصر والعالم العربي ومنهم الشيخ فرج الله المشاربي والشيخ يوسف بدر والشيخ عبدالسلام داوود عضو لجنة مراجعة المصحف ولي قصة غريبة مع مسابقة مصر الدولية لحفظ القرآن الكريم حيث تقدمت للمسابقة عدة مرات. تحديداً منذ عام 2009 ولكنني لم أوفق في الوصول إلي المراكز النهائية الا هذا العام وتحديداً في أول مسابقة تقام بعد الثورة المصرية المجيدة ولا أنسي أبدأ تشجيع علماء مصر للمتسابقين المصريين في هذه المسابقة فعندما سألني الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف سؤال فأجبته قال لي ما شاء الله انت موفق ولكنني اريد منك كثرة المراجعة لكي تحافظ علي مستواك وقال لي في المراحل الاولي للمسابقة انت تقرأ بصوت جميل ولهذا فلن يضيعك الله تعالي. * تقول انك نجحت في الدخول للمسابقة بعد الثورة فهل تعامل الدولة مع حفظة القرآن اختلف بعد الثورة عما كان قبل الثورة؟ ** بصراحة فأنا اري أن مصر دولة تحب القرآن الكريم والذي اختلف فقط هو تعامل الدولة مع الفائزين بالجوائز الاولي في المسابقات المختلفة حيث كان الفائز الأول يتعرض لعمل تحريات أمنية مكثفة قبل منحه الجائزة حيث كان أمن الدولة يصنف حفظة القرآن ويستبعد الكثيرين لمجرد انهم ينتمون للجماعة السلفية او جماعة الاخوان المسلمين رغم ان قاريء القرآن الكريم لابد ان يتم تكريمه دون النظر إلي ميوله السياسية أما بعد الثورة فالحمد لله الامور تحسنت كثيراً فليس للحكمين علي التسابق الا التلاوة الجيدة وقراءة القرآن كما انزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بدون تحريات أمنية. * تعمل كمحفظ للقرآن فهل تغير اقبال الناس علي حفظ القرآن بعد الثورة؟ ** اقبال المصريين علي حفظ القرآن عظيم في كل وقت ولم يتأثر بأي شيء ولكن المشكلة التي تواجه المجتمع المصري تكمن في تكاسل الشباب عن حفظ القرآن بعد ان شغلتهم الدنيا واصبحوا بعيدين عن القرآن فلابد علي اولياء الامور ان يشجعوا ابناءهم علي حفظ القرآن ويدفعوهم دفعاً نحو تقوي الله بالصلاة فإذا حرص الشاب علي اقامة الصلاة في مواعيدها سيقبل علي قراءة وحفظ القرآن الكريم ووقتها ستختفي من حياتنا العديد من الظواهر المرضية التي تسببت في هذا الانفلات الامني الذي نعيشه في مصر اليوم. * وهل تقوم الدولة بدورها في رعاية القرآن وحفظته؟ ** الدولة تقوم بدورها علي اكمل وجه فهي لاتمنع ابداً اقامة اي كتاتيب او مقاريء لحفظ القرآن ووزارة الاوقاف تقوم من جانبها بانشاء مقرأة في كل المساجد التابعة لها ولكل مقرأة شيخ تم تخصيصه لتحفيظ الناس القرآن وبعد ستظل دولة اهل القرآن ان شاء الله حتي يوم القيامة. * وهل تري اهتمام الاعلام المصري بحفظة القرآن مناسباً؟ ** للاسف فالإعلام المصري يهتم اكثر بلاعبي كرة القدم وبمطربي الفيديو كليب ولكن رغم ذلك فإن اقبال الناس علي حفظ القرآن يثير الفرحة والسعادة والفخر والحمد لله. * ماذا تقول للشباب الذين انصرفوا عن حفظ القرآن الكريم؟ ** أقول لكل مسلم أن القرآن حياة المؤمن واذكرهم واذكر نفسي ان النبي صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف "مثل القلب الذي فيه شيء من القرآن والذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب"... معني الحديث. وانا أقول لكل شاب مسلم ان القرآن بالنسبة للمسلمين دستور ومرجع في كل شيء حيث يقول الله تعالي "ما فرطنا في الكتاب من شيء" فلا ينبغي ان تكون مسلماً ولاتعرف كلام ربك سبحانه وتعالي ولاينبغي ان تحفظ اسماء لاعبي الكرة والراقصات والمطربات ولاتحفظ آيات القرآن الكريم.