· مبروك عطية: الفن رسالة متي كان محترما وإذا تحول إلي شيء مبتذل يصبح مرفوضا · يوسف البدري: ليت الراقصات لايزنين ولايتصدقن.. البري: الفن خيبة ويؤدي إلي الهلاك مرفت عامر حين يؤكد مشايخنا الأفاضل أن الفن حرام والفنانين شياطين ونحن في القرن الحادي والعشرين يصبح الأمر كارثة.. ولكننا سنطرح القضية بحيادية فهم وقبل كل شيء علماء للإسلام أعلم بتعاليمه منا وان كنا نتوقع أن تثير جدلا. قال المشايخ إن الراقصات زانيات ولايجب أن يقمن موائد رحمن وتوعدوهن بالعذاب في الدنيا قبل الآخرة. من جانبه قال الشيخ يوسف البدري إن التمثيل حرام من أوله إلي آخره ويؤدي إلي مخالفات شرعية كثيرة منها العري والاختلاط الذي يؤدي إلي المعصية والفاحشة، فضلا عن العبث بالطلاق والزواج والانساب فيظهر الممثل بأن هذه زوجته وهذه أخته بالمخالفة للحقيقة والتمثيل علاوة علي أنه حرام شرعا كله كذب في كذب ويجعل الناس تعيش في أوهام وأحلام ولابد من التقوي والعبادة والبعد عن الحرام فكيف يملأ الناس شهر رمضان بمشاهدة هذه الفواحش فإن الله قيد الشياطين في شهر رمضان وسلسلها في هذا الشهر المبارك. وقال الشيخ يوسف إن شياطين الانس من الفنانين لم يسلسلوا وشياطين الانس هم أشد في المعاصي وفي ارتكاب الفحشاء من شياطين الجن ويختفي المشايخ في الشهر الكريم ويظهر الداعرون والعراة ومن يقول إن للفن رسالة وهدفا فالهدف رسالة الشيطان ولو كان التمثيل فيه خير لاجازه النبي صلي الله عليه وسلم حيث كان التمثيل موجودا قبل النبي في عهد الرومان والمصريين القدماء مما يوكد أن التمثيل لاخير فيه. وأشار البدري إلي أن التمثيل يجبر الناس علي المعصية ويسئ إلي ذكر الله لقوله تعالي: «ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله» ولهو الحديث ما نسميه الآن «الفن» حيث يعيش الناس في حياة آثمة طوال النهار. ووصف الشيخ الراقصات بالزانيات ضمنيا واكتفي بقوله عن الراقصة التي تعد موائد رحمن في رمضان «ليتها لم تزن ولم تتصدق». وأضاف الدكتور عبدالمنعم البري مؤسس جبهة علماء الأزهر إن أغلب ما يعرض من مسلسلات وأفلام لايتفق مع شهر رمضان ويجب أن يكون لهذا الشهر قداسته وعلي المشاهدين أن يهتموا أكثر بالدين واقامة الشعائر وألا ينساقوا خلف هذه المسلسلات ونسأل الله أن يصحح مسيرة الأمة حيث إن الله تعالي يقول: «إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم». ووصف البري الفن بأنه خيبة وضياع ويؤدي إلي الهلاك والله سيعاقب الفنانين في الدنيا قبل الآخرة يقول تعالي: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميراً». في المقابل قال د.مبروك عطية استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر إن الفن له رسالة تحترم تعمل علي تنقية وجدان الانسان وهذا يستدعي من القائمين علي الفن أن يقدموا أعمالا رفيعة المستوي في المعاملات الانسانية وطريقتهم الحياتية أما إذا تحول المنتج الفني إلي شيء مبتذل فهذا مرفوض. قال الشيخ مبروك عطية عن التكدس الفني في رمضان: نحن لا ندعو إلي الأدب وحسن الخلق في رمضان «وقلة الأدب» في غير رمضان فقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أحب الاعمال الي الله فقال: أدومه فهل يصح أن نتجنب في رمضان الإسفاف والخلاعة وإذا ذهب رمضان عدنا للنقيض، وأقول والحديث علي لسان عطية إننا لا نعيش حالة ولا شهراً فالأدب مطلوب في كل الشهور ولكننا في رمضان أكثر طلبا لأنه شهر القرآن والذكر والتقرب والحسنة والسيئة مضاعفة في هذا الشهر الكريم. ويؤكد عطية أن هناك مسئولية مشتركة تقع علي من يعرض هذه المشاهد المبتذلة وبين من يشاهدها فيجب علي المشاهد أن يمتنع عن مشاهدة الخلاعة لأنها تؤذيه بإثارة غرائزه في الدنيا واكتساب سيئات في الآخرة. أما أهل الفن فالخسارة بالنسبة لهم أكبر وسيئاتهم تعود عليهم لأنه إذا امتنع المشاهدون عن مشاهدة الخلاعة التي يقدمها الفنانون سيكونون خاسرين وقتهم وأموالهم وجمهورهم إلي جانب غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة، فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول: من سن سنة حسنة فله مثلها ومن سن سنة سيئة فعليها وزرها، والمرأة إذا سارت في الشارع كاسية عارية يقولون عنها ضلت وأضلت أي ضلت في نفسها وأضلت غيرها إذن فهؤلاء الفنانون الخادشون للحياء علي وزر والمسئولية عليهم أكبر لأنهم يدعون للخلاعة وبالتالي الفسق والفجور. وعن رأيه في المسلسلات الدينية التي تضاءلت في رمضان وحل محلها الكثير من المسلسلات الاجتماعية والكوميدية قال عطية إنه لايوجد في اعتقادي ما هو يسمي بمسلسل ديني ومسلسل غير ديني فكل عمل إنساني هو عمل ديني لأن ديننا يحس علي المعاملات الانسانية والمسلسل الديني ليس معناه أن يقدم شخصية دينية تحكي سيرته الذاتية فكل إنسان له حسناته وعليه سيئاته ويقدم المسلسل السيرة الذاتية حسب رؤية المخرج أو المؤلف وحسب قناعته إلا إذا كان المسلسل إنسانيا هادفا ومحترما فهو ديني. وحول الفنانين الذين يتجهون للاعمال الخيرية بهدف الشهرة واكتساب جماهيرية أعلي قال عطية إن الله قال: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره». وإذا كان هؤلاء الفنانون يتجهون لفعل الخير فهذا جيد أما النية فلله ولكل امرئ ما نوي. وقال إن التراث يحترم الكتب التراثية يؤخذ منها ويرد حتي في أمهات الكتب الدينية المعتمدة بمعني أن هناك أقوالا لايجب عرضها علي الناس برغم أنها كتب تعليمية ولا يعرض علي الناس إلا ما يفيدهم وفي ذات الوقت لايجب أن نحرق تراثنا، والذي يعرض قصة من ألف ليلة وليلة وبها مجون وخمر يكون الأمر فاحشة وهو كتاب ليس مقدسا وعمل بشري يمكن أن يسعد إنسانا ويمكن أن يحزنه أو يفسده. وقال د.صلاح زيدان استاذ علم الحديث بجامعة الأزهر إن الفن إذا كان هادفاً بصورة محترمة وجيدة بصفة عامة فلا غبار عليه أما إذا كان مبتذلا وبه خلاعة فعلي الفنان والمشاهد التوبة، كما أن النظرة الي الحرمانية تعد من مراتب الزني لأن العين تزني والأذن تزني إذا سمعت ما لايرضي الله ويخدش الحياء، وبالتالي فمن يشاهد المسلسلات والافلام الخارجة عن الحياء يرتكب معصية ومن يحرض عليها ذنبه أكبر. فما بالنا في رمضان الشهر الكريم الذي هدفه الاول اقامة شرع الله وعبادته وتقواه وإذا صمت رمضان ولم يتحقق الهدف من الصيام فكأن لم يكن شيئا فأنا صائم ولساني بذئ أوصائم ومرتش أو صائم وأزني فكيف أكون صائما؟! وللأسف هناك البعض يدخل عليهم رمضان ويمضي بهم بخير كثير والبعض كأنه لم يمر عليهم لما ارتكبوه من سيئات والبعض الآخر يقضونه بأمور اسوأ من قبله.