الله عز وجل يقول عن أمر تحويل القبلة بلفظ قد نري ولفظ قد يدل دلالة واضحة علي التحقيق وأن هذا الأمر مؤكد وحقيقي ولا شك فيه اي أن رسولنا الكريم ونبينا العظيم راض كل الرضا وراغب تماماً عن التحويل من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة حرم الله الآمن وأن هذه الرغبة وهذا الرضا متعلق بعاطفته فالرسول عليه السلام اتجه إلي بيت المقدس امتثالاً بأمر الله وتنفيذاً لأمر الله تعالي ولكن عاطفته تتجه إلي البيت الحرام أي جهة المسجد الحرام لعاطفة ترغب في ذلك الذي بيت الله باختيار الله أي المساجد كلها فهي باختياره خلق لبيوت الله وهذه الأمة نزلت والمسلمون في مسجد بني سلمة وحتي لا يظن أحد أن ذلك خاص بمسجد بني سلمه فقال الله تعالي وحينما كنتم فولوا وجوهكم شطره" فهذا حق مؤكد يعرفه أهل الكتاب أنفسهم لوجوده في كتبهم التي يؤمنون بها والله عالم بذلك وليس غافلاً عما يعملون فتشكيكهم لا يقدم ولا يؤخر وكله مكابره وسفه وحماقه. وأنت يامحمد مهما أوتيت من أدلة وبراهين وحجج قاطعة لا يتبعون قبلتك بأي حال من الاحوال ولا أنت ولا أمتك يتبعون قبلتهم والخلاف في القبلة يستمر إلي يوم القيامة فالله تعالي يخاطب أمه محمد في شخص محمد وأنت يا محمد يا نبي الأمة ياخاتم الأنبياء والرسل الكل يعرف ويعرف أن رسالتك الخاتمة فمعرفتك لهم ومعرفتهم لك اشد وأقوي من معرفتهم لأبنائهم الذين اتيناهم الكتاب بعرفونه كمايعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم يكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكون من المتميزين ولعلنا نعرف أن كعب الاحبار كان جالسا وعمر أبن الخطاب كان موجوداً قال عمر اكنتم تعرفونه ياكعب الذي هو خير من أجبار اليهود قال نعم اعرفه معرفتي لابني ومعرفتي لمحمد أشد فلما سألوه لماذا قال أخاف أن تكون إمراتي خانتني فيه أما محمد فأوصافه مذكروة بالدقة في التوارة بحيث لا نخطئه وأهل الكتاب يعرفون رسول الله صلي الله عليه وسلم ويعرفون زمنه ورسالته والذين أمنوا به فعلوا ذلك عن اقتناع أما الذين كفروا بما جاء به رسولنا للعناد والمكابرة والشق والحرج فالله تعالي اكد تحويل القبلة في ثلاث آيات أحدها للمتجه وهو داخل المسجد والثانية وهو خارج المسجد والثالثة للمتجه من أي مكان ولحل ذلك طاعة لله تعالي فالجهد الذي يبذل من الانسان في الاتجاه إلي البيت المقدس والجهد الذي يبذل في الاتجاه إلي الكعبة جهد واحد ولكنها طاعة لأمر الله تعالي فهذا أمر تعبدي جاءكم الله تعالي فاطمئنوا انكم علي حق فالله سبحانه وتعالي محيط بكم وعالم وبكل ما تعملون وتفعلون وما الله بغافل عما تعملون هذا وبالله التوفيق.