* يهدف الاسلام إلي تأصيل حقوق الجار وتقوية الاهتمام بها وترسيخ الايمان بمضمونها الاجتماعي. وجعل حفظ الجوار أحد أسس قيام المجتمع المثالي.. وقد جعل الله تعالي من الحقوق للجيران ما لم يجعله لغيرهم من الناس. يؤكد هذا قول الحق تبارك وتعالي "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احساناً وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب" "النساء: 36" فقد قسم الله تعالي الجار إلي ثلاثة أقسام في هذه الآية الكريمة: الأول: هو الجار القريب منك والثاني: هو الجار البعيد المسكن عنك أو المراد بها قرابة النسب. والثالث: الرفيق في السفر. * إن الوصية بالجار مأمور بها. مندوب إليها. مسلماً كان أو كافراً. فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه" "رواه مسلم والترمذي". * ولقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم حقوق الجار مفصلة. ففي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قالوا: يارسول الله. ما حق الجار علي الجار؟ قال: إن استعان بك أعنته. وإن استقرضك أقرضته وإن افتقر عدت إليه وإن مرض عدته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته وإن مات تبعت جنازته. ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه. ولا تؤذه بفتار قدرك "برائحته ودخانه" إلا أن تغرق له منها. وإن اشتريت فاكهة فاهد له فإن لم تفعل فأدخلها سراً. ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده "رواه البيهقي". أحمد محمد صالح بورسعيد المدير العام بالتعليم سابقاً