الرياض: أكد الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود أن الإسلام عظَّم حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه). وقال الخثلان في برنامج " فتوى" الذي بثته قناة دليل الفضائية، أن القرآن قد أوصى بالإحسان إلى الجار لقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ} مشيرا إلى أن الجار إذا كان قريبا فله حقان حق القرابة وحق الجوار أما إذا كان بعيدا فيكون جار جنب. وأضاف الخثلان أن الإحسان إلى الجار يكون غالبا عن طريق تبادل الزيارات و السلام والتهنئة وأيضا عن طريق تبادل الهدايا مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حض على الإحسان إلى الجار وإكرامه لقوله: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه). وكان الشيخ علي بن عبد الله النمي قد أكد أن الإسلام أوصى بالجار، فأمر بالإحسان إليه، وأكد حقه وحذر من إيذائه وقهره ولقد كان العرب في الجاهلية والإسلام يحمون الذمار، ويتفاخرون بحسن الجوار، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار. وقال إن الجار الصالح أخ لك لم تلده أمك، يذب عن عرضك، ويعرف معروفك، ويكتم عيوبك، ويفرح إذا فرحت، ويتألم إذا حزنت وصدق رسول الله إذ يقول: (أربع من السعادة وذكر منها الجار الصالح)، ثم قال: (أربع من الشقاوة: وذكر منها الجار السوء)، رواه ابن حبان في صحيحه، وكان رسول الله ، يتعوذ من جار السوء فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول)، رواه ابن حبان في صحيحه. وقال الشيخ النمي إن للجار على جاره حقوق عظيمة، أوصى الله بها في كتابه، وعلى لسان نبيه: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب [النساء:36] كما روى أبو هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها، وصدقتها، وصيامها. وفي رواية تصوم النهار، وتقوم الليل، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال : (هي في النار)، وقال: إن فلانة تذكر من قلة صيامها، وصلاتها، وإنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال: (هي في الجنة) رواه أحمد. وأضاف، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، إن من حق جارك عليك، إن مرض عدته، وإن مات شيعته وإن استقرضك وأنت قادر أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك على بنائه تؤذيه وإذا رأيته على منكر نهيته، وإذا رأيته على معروف أعنته، فلربما تعلق برقبتك يوم القيامة، يقول: يا رب رآني على منكر فلم يأمرني ولم ينهني، ولقد ابتلينا في هذا الزمان، بالإعراض عن الجار، فكثير من الأحياء، الجار فيها لا يعرف شيئا عن جاره، بل لا يعرف اسمه، ولا بلده، ولا غناه ولا فقره. وأشار إلى أن واجب المسلم تجاه جاره أن يتحسس حاله، فإن رآه على خير أعانه، وإن رآه معوجاً أقامه. كما عليه أن يتفقد حاله ومعاشه فإن النبي قال: (ما آمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهم يعلم) رواه الطبراني.