* يسأل عبدالسلام الدفراوي: البتانون منوفية: هل من الممكن خصم الديون المتعثرة علي بعض الناس لي من حساب الزكاة. دون اشعارهم بذلك لعدم احراجهم وحفاظاً لماء وجوههم؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: يجوز خصم الديون عن بعض الناس المتعثرين من مال الزكاة. ويجوز اخبار أصحابها بالتنازل عن ديونهم دون اشعارهم بأن ذلك من مال الزكاة حفاظاً علي مشاعرهم وادخال السرور عليهم لقول رسول الله: "من فرج كربة عن مسلم فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة". وقوله: "لا يستحقرن أحدكم أقل معروف ولو يدخل السرور علي مسلم". وبهذا قال جماعة من علماء الشافعية. وأشهب من المالكية. وهو مذهب الإمام جعفر الصادق. والحسن البصري. وعطاء بدخول هؤلاء المدينين تحت صنف والغارمين في الآية الكريمة التي تنص علي مصارف الزكاة الثمانية. ومن الأدلة القرآنية علي ذلك قوله تعالي: "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلي ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون" "البقرة : 280". فهذا تصدق علي المدين المعسر وإن لم يكن فيه إقباض ولا تمليك له. بناء علي أن الأمور بمقاصدها. وأن الإبراء في ذلك بمنزلة الإقباض. فإنه لو دفع إليه زكاته تم أخذها منه لسداد دينه جاز. فكذلك لو أسقط الدين عنه من الزكاة لحصول الغرض بكل منهما. وهو ازاحة هم الدين عن كاهل المدين. ولا بأس كذلك بعدم اشعار الغارمين بأن ذلك من الزكاة لما فيه من جبر خاطر المدينين ورفع معنوياتهم وحفظ ماء وجوههم. وكل ذلك معان سامية وقيمة أخلاقية عالية دعا إليها الدين الإسلامي .