أسعدني أن أجد من يسعي لفك الكرب عن الغارمين بعدما نجحت مؤسسة مصر الخير التي يرأس إدارتها د. علي جمعة مفتي الجمهورية في إخراج 5 آلاف من السجناء العاجزين عن سداد ديونهم من السجون هذا العام وطالب المفتي المساهمة في هذا العمل العظيم لأنه ليس هناك بلاء أعظم من دخول السجن بسبب العجز عن سداد الدين. هذا العمل العظيم الذي تقوم به مؤسسة مصر الخير لفك أسر الآلاف من السجناء من الرجال والنساء والأمهات والعجائز العاجزين عن سداد أقساط السلع المعمرة التي قاموا بشرائها.. أو بسبب العجز عن سداد أقساط الصندوق الاجتماعي.. وكلها أقساط لا يزيد حجمها عن بضعة آلاف من الجنيهات دخلوا بسببها إلي السجون في الوقت الذي نجد فيه من قاموا بالاستيلاء علي المال العام بالملايين أو المليارات يرفضون سدادها، ولم تتم محاكمتهم أو وضعهم في السجون. فعلينا أن نتذكر ونحن في رمضان أن مساعدة الغارمين هي أحد مصارف الزكاة الشرعية ومن المحزن أن يكون بيننا مسجون عجز عن سداد دينه.. وفي هذا المجال يمكننا أن نطالب بإنشاء جهة شرعية تتلقي الزكاة وتقوم بإنفاقها في مصارفها الشرعية ويكون لديها القدرة علي الوصول إلي مستحقي الزكاة ورفع الحرج عنهم خاصة أن الكثيرين منهم ممن قال الله تعالي فيهم «تحسبهم أغنياء من التعفف».. خاصة مع زيادة حجم الفقر في مصر ووجود عشرات الملايين من مستحقي الزكاة وربما لا يمكننا الوصول إليهم عن طريق اجتهاداتنا الشخصية وكل رمضان وأنتم بخير.