مازال حديثنا موصولاً عن الفنون الصوفية التي منحنا الله تعالي وهبه استخلاصها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.. فنقول وبالله التوفيق: الفن العاشر: تزود في دينك فإن لم تتزود فتكون في نقصان ويكون الموت خيراً لك. قال عز من قائل: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي" البقرة: 197 وقال: "وإذ قال موسي لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم" البقرة: .54 التقوي: معناها اللغوي تجنب المحارم وهي تخصيص العبد بالاستعداد التام بحسب العناية ووضع عوار النقص عنه وهي أمر وفرض علي كل مؤمن بالإضافة إلي ان بها يتم كمال الإيمان وبها ايضاً يصل إلي حقيقته وبها يصعد المؤمن إلي الوادي المقدس. أعني أول معارج الاحسان وبدونها ينقص إيمان المؤمن ويصبح قلبه معرضاً للآفات والأمراض القلبية التي تدمر إيمانه فلا يصلح له إيمان ويصبح من الخوان. قال سبحانه وتعالي: "وان منكم إلا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا" مريم 71. .72 وقال تعالي: "ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون" فصلت: ..18 وقال عز من قائل: "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" الاعراف: .201 وقال: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" الطلاق: 4 وقال: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" الطلاق 2. ..3 وقال: "ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً" الطلاق: .5 أولاً: التقوي في الشريعة: أ عصمته عن الجفاء والمخالفة. ب عمل القلب بآكد الآداب في الطاعات والعبادات والعادات للوصول إلي الكمال.. أقصد صورة الكمال الإلهي فيجب أولاً تجنب المعاصي حيث قال سبحانه: "أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون" النحل: .2 وقال صلي الله عليه وسلم لسيدنا معاذ عليه السلام: أوصيك بتقوي الله فإنها رأس الأمر كله. وقال صلي الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس.. وقال صلي الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. ج الحياء والخشية من الله لتجنب سخطه ومقته وطرده حيث قال: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد" الحشر: .18 د المحافظة علي محبة المولي عز وجل حيث قال: "إن الله يحب المتقين" التوبة: .4 ثانياً: التقوي في الطريق: وهذا ما سنعرفه في العدد القادم إن شاء الله.