مازال حديثنا موصولاً عن الفنون الصوفية كما استخلصناها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.. فنقول وبالله التوفيق: الفن الثالث: أن تتبع أولياء الله والذين أمنوا وتطيعهم حيث قال جل جلاله: "إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" المائدة: .55 وقال تعالي: "يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" سورة النساء .59 الفن الرابع: وإن انت حزنت علي الدنيا أصبحت ساخطاً عليه جل شأنه تعالي ولا تزداد من الله إلا بعداً وفي الدنيا إلا كداً وفي الاخرة إلا جهداً قال تعالي: "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون". البقرة: .86 الفن الخامس: وإن شكوت مصيبة أحلت بك فمعناها أنك تشتكيه جل جلاله: قال تعالي: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن" الفجر 15. .16 بل تقول حيث قال تعالي: "الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" البقرة: .156 والبلوي: اسم مصدر بمعني البلاء: أي الغم لأنه يبلي الجسم ولذا كان التكليف بلاء لأنه شاق علي البدن أو لأنه اختيار من الله تعالي قال تعالي: "ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم" سورة محمد أيه .31 كما قال سيدي عمر بن الفارض رضي الله تعالي عنه: بانكساري بذلتي بخضوعي لا تكليني إلي قوي جلدخان فافتقاري بفاقتي بغناكا فاني اصبحت من ضعفانا والشكوي: ولو في نفسها لنفسها فإنها أثر الرعونات وهي من: السالكين قبيحة ومن المحبين فضيحة ومن المجذوبين إذا كانت لله وبالله صحيحة ومن الكاملين موازين رجيحة أي مطلوبة منهم. قال تعالي: "قال انما أشكو بثي وحزني إلي الله". فالمطلوب من كل من يدعي حب الله تعالي ألا يبث شكواه في سره ونجواه إلا إليه تعالي لا لغيره ولو لنفسه ولذا عوتب أيوب في أنينه يوماً من الأيام فأوحي الله إليه يا أيو ب شكوتني فقال: إلهي وسيدي إلي مْنَ ولم يسمع أنيني أحد فقال: إلي أعدي عدو وهو نفسك. وفي حديث ثلاث من كنوز البر: كتمان الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان الشكوي. يقول الله تعالي: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشكني إلي عواده أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه فإن أبرأته أبراته ولا ذنب عليه وإن توفيته توفيته إلي رحمتي فعلم من هذا أن المحب لا تصعد منه شكوي. ولذا قال العارف بالله سيدي مصطفي البكري رضي الله عنه ونفعنا به آمين: