كانت دوما تحلم بحب تقول عنه إنه حب حياتها ظلت تنتظره سنوات وسنوات وعندما خشيت فوات قطار الزواج الذي لم يعد سريعا وافقت علي خاطب من أقربائها عاشت معه ما يقارب ثمانية أعوام قضتها تصف حبها له وحلو كلامه ورقة مشاعره مما دفعها لحبه والتعلق به ولحكمة لا نعلمها تأخر إنجابها ومات زوجها فجأة بعد مرض استمر خمسة عشر يوما قضاها بالمستشفي كان صديقه الحميم يحضر إليه كل يوم ليراه ويطمئن عليه يتحدث للأطباء عارضا خدماته عليها في حال احتياجها لشيء أثناء إقامتها مع زوجها لمست فيه شهامة غير معتادة وود خالص يصعب وجوده بين الأصدقاء تحمل كل الإجراءات ووقف كتفا بكتف مع أخيه لتلقي العزاء.. اتصل بها بعد أيام عارضا عليها القيام بإنهاء متعلقات زوجها رحبت بما عرض أوفي بكل وعوده وكانا يتحدثان كلما كان هناك جديد حتي صار الاتصال بينهما يوميا.. حضر إليها مساء ليقدم لها شيكا دعته لتقدم له التحية جلسا يشربان شايا وحكي كل منهما للآخر عن حياته.. عرفت أنه أب لثلاث أولاد بنتين وولد وعلي غير وفاق مع زوجته فهو يعيش من أجل أولاده والقرابة بينهما حتي لا يجر أمه وأمها لشقاق تأثرت لحاله قائلة بوجود بعض سبل التفاهم بينهما وأخذ يسوق لها تلميحات بإعجابه.. منذ رأها لأول مرة مع زوجها وشعوره يتأكد ويتزايد مع الأيام وبادلته هي الأخري إعجابا وأفصحت له عن مكنون نفسها بأنها كانت تتمني دائما حبا يحتويها تعيش حلاوته صحيح أنها أحبت زوجها الراحل لكنه لم يكن أبدا الحب المنتظر، بعدها أصبح متفانيا في خدمتها ويأخذها في نزهات لأماكن لم تدخلها من قبل يعرب لها في كل نظرة عن حبه الملتهب لها وإمكانية ارتباطه بها فلا ترد، داخلها شعور بالتردد ماذا سيفعل بزوجته وأولاده.. فقد كانت لا تريد أن تكون سبب خراب بيته وضياع أولاده وتشتتهم وعدت بالتفكير بالموضوع وهي تتمني أن يتم هذا الارتباط لأنها أدركت أن هذا الحب هو حب عمرها الذي انتظرته طويلا.. وافقت علي الزواج الذي تم يوم موافقتها عاشا سنوات ثلاث في هناء حتي علمت زوجته بما كان من ابنها فهو الوحيد الذي يعلم بزواج أبيه خيرته الزوجة الأولي بين تركه للوضع كله الزوجة والأولاد والبيت وبعض ممتلكاته وبين الزوجة الثانية.. اختار الزوجة الجديدة فهي حبه وحياته ووجوده وعندما علمت بما كان منه تعجبت كيف يمكن للأب أن يتخلي عن أولاده قد يترك زوجة واثنتين وثلاثا لكنه لا يستطيع أن يقتلع أولاده من داخله وبتأكيده علي قدرته علي تركه أولاده للأبد طلبت الطلاق لإدراكها أنه يحب نفسه ويفضلها ويدللها وقد يأتي يوم يقتلعها هي أيضا من حياته.. خلع بيچامته لاستقبال المأذون للطلاق ووضعها في الزبالة؟! أدركت أنها علي صواب..