أعيش في دوامة بين زوجي الذي لا أحبه ولا أكرهه وأولادي الثلاثة الذين هم مصدر صبري وسلواني الوحيد علي الحياة، لكن حدث ما لا يحمد عقباه في حياتي غير المستقرة، وهذه هي قصتي... أنا متزوجة منذ أكثر من 21 عاما، ولدي 3 أبناء أحبهم لدرجة العشق، لكن مشكلتي بدأت قبل أن أتزوج. تزوجت دون إرادتي، فقد حاول أهلي إقناعي بزوجي الذي كان عريسي وقتها دون جدوي، قالوا لي إن الحب سيأتي بعد الزواج لكنني أصررت علي الرفض، حتي جاء القرار من »الجهات العليا« ليحكم علي بما لا أريد. تزوجت، وانتظرت هذا الحب الذي أوهموني به، لكنه لم يأت بعد ولا أعتقد أنه سيأتي مستقبلا مع زوجي الحالي. كنت ككل المصريات احتمل الحياة معه رغم إرادتي حتي لا أخرب بيتي، وبمرور الوقت ازداد ارتباطي به لأن زواجنا نتج عنه إنجاب أبنائنا الثلاثة الذين يهونون عليّ الحياة. أضيفي إلي ذلك سيدتي أنه كان يصطنع الرقة والعذوبة قبل الزواج من أجل أن يفوز بي، لكن بعد الزواج أظهر لي وجهه القاسي القبيح، طال صبري عليه حتي يتغير لكن شيئا جديدا لم يحدث. قررت أن أعيش حياتي من أجل أولادي، وأن أتعايش مع أزماتي وأحاول تلافي مساوئها حتي تمر عجلة الحياة بأقل مشاكل. لكن حدث ما لم أكن انتظره.. وقعت في حب رجل آخر! أعرف أن هذا يخالف الشرع والأعراف والتقاليد، لكن هذا ما حدث رغما عني، ووصلت درجة الحب بيننا إلي أقصي مداها، وزادت عندما عرفت أنه هو الآخر يبادلني الشعور ذاته. فهل أنا سيدتي أعيش مرحلة مراهقة متأخرة؟ أم أن ما حدث نتيجة طبيعية لجفاء زوجي لي، وزواجي منه دون اقتناع به علي الإطلاق؟ وماذا يجب أن أفعل الآن؟ هل أحاول نسيانه أم أطلب الطلاق أم ماذا؟! المقهورة »ت« الكاتبة: مشكلة حقيقية أن تمضي حياة إنسان بلا معني، وأن تبدأ وتنتهي دون أن يكون له رأي فيها، أو قرار يخرج من أعماقه أو قناعاته! مشكلة أن يعيش إنسان حياة زوجية مصطنعة، وينظر إليها كأنه يشاهد فيلما سينمائيا لا يمثل فيه، ولا يخرج، ولا حتي يكتب السيناريو والحوار! مشكلة أن تتزوج امرأة من رجل لا تحبه تحت زعم ان الحب سيأتي بعد الزواج، تلك المقولة المصرية الشائعة، وهي علي عيني ورأسي، لكن بشرط توافر الحد الأدني من القبول، والراحة النفسية، والتفاهم والإلتقاء علي أرضية مشتركة من الأفكار وأسلوب الحياة. وأنا شخصيا أعتقد أن هذا لم يكن موجودا عند زواجك، ولم يتطور بالعشرة لأنه لم يكن موجودا أصلا! لكن هذا الزواج الأعوج أثمر عن ثلاثة أبناء، أصبحوا كل حياتك، وكمعظم النساء المصريات احتملت الحياة مع زوجك حتي لا تخربي البيت. وبمرور الوقت.. تصاعدت حاجتك إلي دفء عاطفي، ورجل يشعرك أنك إنسانة ينبض قلبها بالحب، ومن حقها أن تحيا، فدق قلبك بالحب لرجل آخر غير زوجك. والآن وقعت فريسة للمثلث التراجيدي الشهير الذي طالما جسدته الروايات الأدبية والأفلام العالمية مثلث أضلاعه هم: الزوج.. الزوجة.. العشيق أو »العشيقة«. إنه الصراع الأقوي في الحياة، والألم الصاخب الذي يحتمل في أعماق مكابديه. صراع العشق والواجب. والفيصل فيه هو الإنسان نفسه. أي العاطفتين أقوي: الأمومة أم العشق؟ وكذلك قدرة المرأة علي تحمل الجفاء والمعاملة السيئة من زوجها، ومدي استعدادها لمواجهة الحياة بمفردها مستقلة بنفسها ماديا، وقدرتها علي احتمال المضايقات والحروب التي قد يشنها زوجها ردا علي رغبتها في الطلاق. ثم موقفها من أولادها، وكيفية تنظيم حياتهم بأقل قدر من الخسائر في حالة ما إذا تم الطلاق. و»إذا كان أبغض الحلال عند الله الطلاق« فأرجو أن تجعليه الحل الأخير بعدما تحاولي المحاولة المخلصة في التقرب إلي زوجك، وإقناعه بأن الحياة الزوجية مودة ورحمة. وحب وحنان، وإذا ضاقت الدنيا في وجهك ولم تجدي حلا ولا بديلا لإنهاء حياتك الزوجية للارتباط بهذا الرجل. فرجاء خذي الإجراءات الحكيمة والعاقلة للإبقاء علي علاقتك بأولادك قوية.. ولكن حاولي بقدر الإمكان أن تبتعدي عن أبغض الحلال..!