بسم الله الرحمن الرحيم .... سيدتى الكريمه اتوجهه اليكم بمشكلتى ربما اجد منكم العون فيها بعد ان عجزت على الفعل الصائب فترة ارى انها ليست طويله ربما عام او اكثر ولكن لشعورى بالاجهاد اردت ان استشير ..... انا رجل اعمل فى مركز مرموق تزوجت منذ اكثر من عشرين عاما وانجبت اولاد اصغرهم الان على وشك الالتحاق بالجامعه لا اريد ان اذكر عدد اولادى ولكنى اريد ان اوضح انهم ليس واحد ولا اثنان ...بل اكثر الحمد لله مقتدر ماديا ... مرضت زوجتى مرضا شديدا لعدة سنوات فتحملت وعاملتها معامله طيبه ولم اقصر مطلقا فى حق بيتى واولادى ...عانيت كثيرا من الوحدة والفراغ والاحتياج وتحملت اكثر واكثر الى ان قابلت بالصدفه انسانه تناسبنى فى كل شيئ ارتحت فى المعامله معها والتفاهم لا يوصف احببتها حبا شيديا وهى بادلتنى نفس الشعور ...من اسرة طيبه جميله ومثقفه وقبل كل هذا احبها حبا لا يوصف وهى تتمنى ان تهب لى حياتها ... تزوجتها وامضينا معا اياما وسنوات رائعه الى ان زاد المرض على زوجتى الاولى فغصب عنى اشعر اننى بدات فى عدم العدل مع زوجتى الجديدة رغم ان هذا خارج عن ارادتى كليا والامر يزداد سواءا من يوم الى الاخر حتى اصبحت انا وزوجتى الاولى واولادى فى بلد وهى وحدها فى بلد اخر ....بالله عليكى اريد منك المشورة هل طاعه لله اتركها تعيش حياتها مع انسان اخر واتلقى انا ما قدر الله لى من شقاء وحدى فهى ليست مسؤله عما امر به من ابتلاءات ام انتظر حتى تطلب هى منى الطلاق حتى يرتاح ضميرى .... س . ب القاهرة.... الاجابه ... السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .... اخى الفاضل .اريد ان ابدا بان الحياة الدنيا مشقه كبيرة مكبله بهموم وضغوط لا توصف وكلما افترب العبد من ربه زادت الابتلاءات للاختبار ومن هنا يمكننى بدا حديثى حيث ان اكبر شقاء فى حياتنا اننا لا نعترف باننا لم نخلق لنعيش الجنه فى الارض ولكننا نسعى اليها بالتفوق فوق المشاكل والابتلاءات حتى ندفع ثمنها ... اخى الفاضل فى مشكلتك هذة تكرار للملاين مثلك فلا تقلق المهم الان الهدوء حتى يمكننا ان نجد حلا مناسبا يرضيك ولا يظلم نفسك قبل غيرك ... فانت تقول انك انت الذى يشعر بعدم القدرة على العدل بينهم افهم من هذا ان الزوجه الثانيه لم تشتكى ولم تطلب الطلاق رغم بعدك عنها وهذا فى حد ذاته امر طيب وبشرى للخير مع العلم انها حتى لو كانت طلبت فكنت سوف انصحك ان تصبر ولا تلبى طلبها ...فانا اريد ان اوضح لك ان المراة اذا ما وافقت الزواج من رجل متزوج هذا يعنى قمه حبها له فالمرأة سوا الاولى او الثانيه لا تحب الشريك فى حبيبها وبما انها وافقت على التعدد فهى تستحق الصبر عليها ....اذا من هنا ليتك تنسى موضوع طلاقها للعدل هذا منتهى الظلم وحتى ان طلبت هى سيكون من واقع ضيق وتقصيريقع عليها و عليك علاجه بالحب حتى لو من بعيد وبالاخص ان حالتكم فيها جانب انسانى كبير وهو الزوجه الاولى المريضه .... كل ما اريد ان انصحك به الان ان تصبر انت قبل ان تامر اى شخص اخر بالصبر فانت رب بيتين وليس بيت واحد وعليك تحمل المشقه ربما الان ليس هناك عدل للثانيه ولكنى اراة وضع مؤقت سيزول باذن الله ... والان اريد ان اساعد ببحث اخر فى هذا الطريق ربما يساعدك فى تكمله مشوارك الى ان يتم الله عليكم الفرج الزواج نعمة من الله سبحانه وتعالى لما يحققه للزوجين من سكينة واطمئنان وهي شراكة بينهما وعلاقة متبادلة لم تكن يوما تجارية كونها إنسانية وهذه الشركة التي لها أهداف مشتركة وهي بناء البيت وتربية الأولاد ورعايتهم ليكونوا بدورهم أسرة جديدة وهكذا تكون ديمومة الحياة ومن النعم التي انعم بها الإسلام على البشرية وحقق فيها موازنة حقيقية في الحياة هي أن أباح للرجل الزواج بزوجة ثانية بل انه قال ( مثنى وثلاث ورباع ). تتضح عظمة الدين الإسلامي وكيفية تنظيمه للحياة البشرية وفق سياقات دينية مع المحافظة على كينونة الأسرة الأولى ومنحها حقوقها كاملة دون نقصان . من هنا نفهم ان إباحة الزواج بأخرى لا يعني إهمال الأولى او الثانية وأياً كان عددهن المهم هو ان يستطيع الرجل تحقيق العدل بينهن وبين أولاده منهن جمعيا لا يفرق هذه عن تلك ولا ولد هذه عن ولد تلك . فميزان العدل هو الفيصل في هكذا زواج. ورغم معرفة الجميع رجالاً ونساء بشروط الزواج وأركانه إلا أن هناك امتعاضاً لابد وان يحدث من قبل المرأة ترفض رفضا قاطعا ان يتزوج زوجها بأخرى وقد تفرض عليه شروطا معينة بل ان بعض الرجال يتخذ من موضوعة الزوجة الثانية تهديدا للمرأة كلما أزعجه منها تصرف ما. أولا علينا ان نحدد مفهوم السعادة بصورة عامة وعند المرأة بصورة خاصة فالسعادة عند البعض قد تكون بامتلاك المال او الجاه او القرب من شخص ما وقد تتوفر هذه السعادة بأبسط الأمور بالنسبة لنا لكنها عند المعني شيء مهم . لكن السعادة من وحي المنظور العام هو الشعور بالغبطة والفرح والارتياح والإنس وكل هذه الأمور لا تتحقق الا بالقرب من الله سبحانه وتعالى فالمؤمن إن إصابته سراء شكر وان أصابه مكروه صبر. ومن هذا المدخل ممكن ان يعي الطرفان الرجل والمرأة مفهوم السعادة قبل البدء في عملية البحث عنها، لأنها قد تكون بين أيدينا ونحن لا نشعر بها . فلو كل إنسان نظر الى النعم التي أنعمها الله تعالى عليه لشعر بالسعادة ولاحس بأنه يملك الدنيا وما فيها، والعكس الذي يحدث عندما ينظر الشخص إلى نعم أخيه وغبطه عليها عندها يفقد السعادة الحقيقية وكثيرا ما ينتاب مثل هذا الندم بعدها حيث لا ينفع الندم. قد يكون من الصعب على اغلب النساء تقبل فكرة زواج زوجها بامرأة أخرى لأنها تشعر بأنه ملك لها وحدها وقد لا تكون مقصرة معه في شيء وتمتلك نصيبا من الجمال والثقافة ومع ذلك يفكر زوجها في امرأة ثانية وبالتأكيد فان له أسبابه التي تجعله يتخذ مثل هكذا قرار . ولكن على المرأة هنا ان تعي حقيقة مهمة هي انه متى ما فكر الرجل في الارتباط بأخرى فلا جدوى من وقوفها ضد مشروعه هذا بل على العكس فقد يكون الخير فيه وعليها ان تحسب ان ما يقوم به خير. فقط نحن بحاجة الى أن نخلص النفس رجالا ونساء من الاناينة التي تجثو على صدورنا وان ننظر للأمور من عدة زوايا وان نزن الأمر بشكل صحيح قبل الإقدام على أي عمل فالزوج الذي يصبر على أهله ويقوم بشؤونهم ويعدل بين زوجاته احتسابا للأجر عند الله وتقربا منه وفي المقابل طاعة الزوجة لزوجها وقيامها بشؤونه وصبرها عليه ( حتى وان تزوج بأخرى ) احتسابا للأجر عند الله وتقربا من الله بالتأكيد ان كل ذلك يشعرهم بالسعادة لان هدفهم هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وهكذا في كل عمل نقوم به نروم وجهه الكريم وهذا هو معنى السعادة الحقيقية...... امل علام