شخصية اجتماعية بشوشة ومثقفة اجتهدت وتفانت في العطاء بين مجالات مختلفة وعلي درب النجاح اختارت الإبحار في فيض أعمال حب الخير الذي تربت عليه، ولكونها تعشق التحدي طرقت أبواب البحث والدراسة وحصلت علي بكالوريوس التجارة من كلية التجارة جامعة القاهرة وشهادتي الماجستير والدكتوراه في التسويق وإدارة الأعمال ورغم نجاحاتها في إدارة أعمال والدها إلا أنها اعتمدت علي عزيمتها وفكرت بنهج الابتكار والتطوير في إنشاء صرح تعليمي للتميز العلمي والتربوي وحققت بعمق فكرها نجاحات كبيرة في تقديم مفهوم جديد لتدريس العلوم وسط أجواء تجمع بين التعليم والمرح وفي إطار إدراك الأسر لكيفية إسهام التعليم الترفيهي في بناء عقول الأطفال وخلق مناخ للاستذكار ممتع وجذاب.. وعلي الجانب الآخر قهرت بخدماتها التطوعية الإنسانية للبسطاء وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة كل الصعوبات من خلال جمعيتها الخيرية لرعاية الأيتام »جوهر».. إنها الدكتورة إيمان جوهر إبراهيم التي يتصدر العمل التطوعي أولويات حياتها بكل ما يحمله من معانٍ وقيم إنسانية. "التطوع والعطاء بلا حدود والإيثار من أجل الآخر والوطن أهداف سامية حضرت بقوة في خضم مشوار حياتي وعكست مدي تأصل النشاط المتنوع في مجال العمل التطوعي وأعمال الخير وتقديمي لفعاليات حملت أدوارا إنسانية مضت ومازالت ماضية في تكريس مفهوم العطاء وخصوصا في عالم البسطاء".. بهذه الكلمات أشارت د.إيمان بعد أن فتحت صندوق ذكرياتها منذ بداية فترة طفولتها بمحافظة الجيزة إلي أنها أكملت كل مراحلها التعليمية فيها، وكان الجميع يتحاكون بذكائها وتميزها خصوصا في الرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية ولكنها فضلت بعد حصولها علي الثانوية العامة الاستجابة لرغبة والدها ودخول كلية التجارة جامعة القاهرة، ونظرا لتميزها العلمي حصلت علي درجة البكالوريوس قسم محاسبة بتفوق .. وبعدها مباشرة لبت نداء القسمة والنصيب وتزوجت من كيميائي يحظي بحب واحترام كل أهالي محافظة الجيزة لكونه لا يتوقف عن عمل الخير ورزقهما الله بثلاثة أبناء "سمير وأمير وبسنت" وكرست حياتها كلها لتعليمهم أرقي تعليم ووضع أقدامهم علي أعتاب التميز والتفوق في هذا المشوار. د.إيمان أشارت إلي أن الفضل في كل نجاحاتها وتربيتها علي صفات التفاني والوفاء وقيم الأسرة المصرية الأصيلة يرجع لوالدتها وهي من كبار هوانم محافظة الجيزة التي تنعم بعراقة الأصل ووالدها المهندس جوهر إبراهيم أحد أعيان الجيزة الكبار.. وكلاهما كان له الدور الأساسي في تكوين شخصيتها وإظهار عزيمتها في التحدي. الجميل في شخصية إيمان نضوجها الفكري والعقلي.. وهذا ساعدها علي بدء حياتها العملية بالغوص في دراسة علوم الإدارة والمشتريات والمحاسبة التي اكتسبت منها الكثير خلال متابعتها العمل مع والدها المهندس وبالإصرار حصلت علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في علوم إدارة الأعمال والتسويق وأحبت أن تكون إحدي المشاركات في مجال ريادة الأعمال علي أرض الواقع وبطموحها الناضج فكرت في بدء تأسيس ائتلاف سيدات بمدينة 6 أكتوبر بحيث يشمل "جروب" خدمي يضم أطباء وطبيبات متطوعين يقدمون كل الخدمات الصحية والعلاجية للناس بالمجان.. وتضيف د.إيمان أنها تقيم دورات تثقيفية بعنوان »بوابة الشمس» في صرحها التعليمي الذي أنشأته في رحلة عطائها ويتم من خلاله زيارة المعالم الأثرية وتعريف تاريخ وحضارة المحروسة، وأشارت إلي أن الالتحاق بهذا الصرح له شروط وقواعد قوامها الإخلاص والعطاء بلا حدود، والمثير أنه في خضم زحام العمل لم تنس د.إيمان عشقها للبحث عن التطوير في ظل عطائها الوافر هي ومن يعمل معها في تقديم مفهوم جديد للتعليم وبمعني آخر تدريس العلوم وسط أجواء تجمع بين التعليم والمرح واستندت علي فكرة عمدت فيها إلي تقديم الأساتذة لأساليب جديدة مبتكرة في التعامل مع أغلب مواد الدراسة، وهذه الطريقة اعتمدت في جزء كبير منها علي العروض الترفيهية التعليمية وهذا العرض يقدمه متخصصون في العروض الدراسية العلمية بأنواعها، ويمتد العرض علي مدار الساعة لإيجاد مساحة لتفاعل الأطفال والتلاميذ مع العلوم، بشكل ممتع ومفيد • وسألناها: لأي مدي وصلت إسهاماتك في العمل التطوعي؟ - لم أتوقف عن العدو في درب عشق العطاء الذي تربيت عليه مع والديّ وأنشأت جمعية خيرية "جوهر" تقدم الخدمات للفقراء والبسطاء ولمرضي السرطان والجذام وأهتم بصفة خاصة برعاية الأيتام وتعليمهم والوصول بهم لمكانة جيدة في مجالات العمل في المستقبل. • هل أنت طباخة ماهرة؟ أحب المطبخ وأري في الطبخ فنا وروحا متغيرة باستمرار وأجيد عمل كل أصناف الأكلات المختلفة وأيضا الحلويات. وأشارت د.إيمان إلي حرصها علي الاهتمام بمظهرها وعشقها للبساطة والحشمة في ملابسها ودائما ما تفضل الذهاب لبيت جدها ووالدها في الإجازات فهو مخزن ذكرياتها تسترجع فيه الماضي وكيف كانت الحياة بسيطة ولكنها منضبطة.. وترتاح هناك من أعباء الحياة متسارعة الخطوات كما أنها تنتهز الفرصة لتنشيط ميولها الأدبية وقراءة أدب نجيب محفوظ وأنيس منصور والتوءمين علي ومصطفي أمين وموسي صبري ويوسف إدريس وزكي نجيب محمود وآخرين بالإضافة لكل مايقع في يدها من كتب خاصة بالطفولة وعلم الاجتماع والسياسة، وتشير إلي أن سعادتها لا توصف وسط نسائم الاستقرار مع أولادها د.سمير محمد رضا الابن الغالي وهو رفيق كفاحها ود.أمير والمحاسبة بسنت وأحفادها ياسين وإيمان ولمار ولارا أبناء د.سمير ومحمد ومريم وآسيا أبناء د.أمير وسدرة وآسر أبناء بسنت الذين تعتبرهم أجمل زهور عمرها وتؤمن بالمثل القائل من جد وجد.