اختارت لنفسها التميز في اختراق مجال العمل الخيري، فكان مشروعها الخاص بعنوان "بيت الأمة" الذي أسسته ككيان تطوعي ينهض علي فعل الخير والعطاء الإنساني اليومي، تحت شعار الحب والتكافل والتواصل. إنها كريمة الغريب التي تنتمي جذور عائلتها إلي أنصار الزعيم الراحل سعد زغلول، ليتحول مشروعها "بيت الأمة" إلي يد تمتد لمساعدة البسطاء والفقراء، بخلاف علاج المرضي وصرف الأدوية وتوفير الدروس الخصوصية لأبنائهم. كريمة الغريب، فتحت صندوق ذكرياتها، حيث تقول ل"هي": أنا من مواليد مركز "الصف" بمحافظة الجيزة، تخرجت في كلية التجارة، وعشقي للعمل الاجتماعي والسياسي نابع من تشبعي بتاريخ أجدادي أنصار الزعيم الراحل سعد زغلول، وكذلك والدي سيد سوريا المناضل القديم والعصامي الذي بني نفسه بنفسه حتي صار من كبار رجال الأعمال بحي المعادي، وأعتز بأنه الذي أسس اللبنة الأولي في نسيج حياتي وعلمني الإصرار والقوة والبساطة وتقديس العلم لدرجة أنني اكتسبت صفة تعاملات الرجال في تصرفاتي ووصل الأمر إلي أن الجميع يقولون عني إنني "ست بمائة رجل". تتابع: بعد تخرجي في الجامعة اتجهت للعمل في مجال الديكور، وحين أدرك زوجي المهندس خالد الغريب تميزي وإبداعي في هذا المجال مهد الطريق أمامي للانطلاق في عالم الديكور، لكنني اتجهت إلي العمل السياسي والتطوعي بناء علي رغبتي في امتداد اسم والدي، بالإضافة لوجود جانب ورأي شخصي عندي في عالم السياسة قائم علي تأييد المعارضة البناءة التي تستهدف مصلحة الوطن وخدمة مسيرة التقدم التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتفخر كريمة بأنها واحدة من مؤيدي ثورة 30 يونيو، وأنها كانت ضمن حملة الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية، وتقول: أعلم أن الرئيس لا ينام لأجل تحقيق التنمية المستدامة والخير للوطن، وأتمني أن تبتعد الشخصيات السلبية الموجودة في مجالات كثيرة عنه، خاصة عاشقي الكذب والتضليل والتعتيم علي إنجازات الرئيس. وتطالب كريمة الغريب بالاهتمام بالشباب في مجالات التطوير خاصة من يمتلكون الرؤية والفكر الثاقب الواعي، وتقول: يجب أن نعلم أنهم الثروة البشرية التي ستظل المحروسة معهم علي طول المدي (شابة) وأطالب أيضا بإصلاح منظومتي الصحة والتعليم، وتعديل المعاشات بشكل يوفر حياة كريمة للمواطن. تواصل: تعلمت حب الخير من والدي وقررت أن أسير علي الدرب ذاته، ومن منطلق عشقي للزعيم سعد زغلول وبيت الأمة الذي كان بيتا لكل المصريين جاءتني فكرة عمل بيت أمة جديد تحمل ركائزه عطاء وواجباً تطوعياً إنسانياً علي كل فرد مقتدر مادياً أو غير مقتدر، لأن العطاء لا يكون بمنح المال فقط، بل يشمل أوجهاً كثيرة يستطيع فيها الإنسان الإسهام بوقته وعلمه ومهاراته وتوظيفها لعمل الخير بدون مقابل، لكل أهالي "بيت الأمة" من شباب وشابات وبسطاء وعجائز ونساء وأطفال وعشوائيات وأطباء ومدرسين ومثقفين. وتشير إلي أن الخدمات التطوعية في بيت الأمة مبنية علي نسمات الحب والخير، فالمُعلم يهب نفسه للتدريس للفقراء مجاناً، وكذلك الدكتورة أماني وهبة، العاشقة لمساعدة الناس تقدم من خلال برنامج تطوعي قوافل طبية في جميع التخصصات، وتعالج المرضي الفقراء وتعطيهم الأدوية مجاناً، بخلاف أننا نقيم معارض خيرية لكل ما يتوفر من تبرعات الملابس وغيرها ونوزعها علي المحتاجين، كما نوِّزع رواتب شهرية عليهم. ولا تخفي كريمة أن مقر بيت الأمة كان عبارة عن "كافيه" في منطقة حدائق المعادي، ملك لشقيقها ونجحت في تحويله إلي كيان اجتماعي وثقافي متميز، يضم مجموعة من الأعضاء المؤسسين ويعتبرون جميعاً عناصر فاعلة، ويعملون يدا بيد وبلا كلل أو ملل. وبحكم عشقها لعمل الخير تطالب كريمة الغريب المسئولين بفتح المصانع المغلقة وعمل مشروعات صغيرة للشباب وتناشد رجال الأعمال توفير جزء من المليارات التي ينفقونها علي الانتخابات وغيرها لتشغيل المصانع المتوقفة أملا في توفير فرص عمل للشباب برواتب مجزية حتي يستطيعوا ممارسة حياتهم بعزة وكرامة. ورغم أن النجاح لم يحالفها في انتخابات مجلس النواب الأخيرة، إلا أنها تؤكد أنها استفادت من التجربة التي حصت فيها علي 3900 صوت و4600 صوت باطل، وتأمل أيضاً في وقوف المسئولين مع بيت الأمة في مشروع تطوير العشوائيات بالبساتين ومشروع تشغيل العمالة الذي بذلوا فيه جهدا كبيرا وفي النهاية ينسب آخرون المشروع لأنفسهم، وتتمني الاهتمام ببيت الأمة لزيادة حجم المشروعات الخيرية التي يقدمونها مجاناً، وفي وقت لا يحصلون فيه علي أي دعم، بخلاف الجمعيات الأخري التي تحصل علي دعم من الحكومة والناس، ولا تقدم مثلما يقدم بيت الأمة. وأخيراً تؤكد إيمانها في الحياة بحكمة ""بالحب تكسب كل شيء"، لافتة إلي أنها تعيش حياة جميلة كلها حب مع زوجها رجل الأعمال خالد الغريب وأبنائها "سيف" الطالب بالصف الثاني الثانوي، و"محمد" الذي يعمل بعد إنهاء دراسته الجامعية بإحدي شركات التشييد.