هو ابن الواحة بنخيلها وتمورها وتاريخها العتيق. ومن وحي هذه الأجواء فكر في إقامة مشروع في منزله من خلال مصنع صغير لتعبئة التمور. التجربة التي مضي عليها سنوات قليلة لفتت إليه الأنظار وكانت سبباً في أن يفور بلال محمد بلال (38 عاماً) بجائزة أفضل مصنع وبيت لتعبئة التمور في سيوة.. ورغم أنه مجرد مشروع صغير إلا أنه نجح وساهم في تشغيل عشرات الشباب والفتيات من أبناء سيوة. بلال الذي ثمّن دور وزارة الصناعة، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمور في الاهتمام بالمجتمع السيوي ورعاية مزارعي ومنتجي التمور في الواحة، قال ل«آخرساعة»: أسباب عدة وراء حصدي لهذه الجائزة، أبرزها التنسيق في مبني البيت، وغرف التبريد، والنظافة، التي تعتبر مهمة للغاية حين يرتبط الأمر بالتعامل مع التمور، حتي لا تفسد. وتابع: توافرت لديّ كل المواصفات المطلوبة لأجل العمل بشكل فائق الجودة في مجال تعبئة التمور، وكان هذا السبب الرئيس لمنحي الجائزة. وبشأن المراحل التي يمر بها العمل أوضح بلال: يأتي التمر من المزارع ثم يتم وزنه، وبعدها يدخل الثلاجة (3 ثلاجات سعة 1500 طن)، ويظل داخلها لمدة سبعة شهور، وكل شهر تقريباً يتم إخراج جزء منه، يقدر بحوالي 100 طن مثلاً، للتصنيع والضخ في الأسواق، مشيراً إلي أن التبريد يتم في درجة حرارة تبدأ من الصفر وتصل إلي خمس درجات مئوية. يواصل: أما عملية التعقيم فتتم باستخدام مادة «فوسفيد الألومينيوم» وهي مادة آمنة، حتي لا تسبب أضراراً لصحة الإنسان، وتُوضع ثلاثة أقراص من هذه المادة لكل كمية تمور في مساحة أربعة أمتار مكعبة. ساهم بلال من خلال مشروعه هذا في توفير فرص عمل للعديد من شباب وفتيات الواحة، حيث تعمل لديه 40 فتاة في أعمال فرز التمور وتعبئتها، بينما يعمل 15 شاباً في مجال غسيل التمور بالماكينات المخصصة لهذا الغرض وكذا يعملون في التغليف النهائي للتمور.