تراجع مخزون النفط الخام في أمريكا بأكثر من التوقعات    بدء صرف مرتبات يونيو 2025.. والحد الأدنى للأجور يرتفع إلى 7 آلاف جنيه الشهر المقبل    أميركا تنقل أصولا عسكرية في الشرق الأوسط تحسبا لهجوم إيراني    استئناف مباراة باتشوكا وسالزبورج بعد توقف بسبب الأحوال الجوية    محمد رمضان وهيفاء وهبي في حفل مشترك ببيروت.. وديو غنائي مرتقب مع عايض    فواكه تساعد على طرد السموم من الكبد والكلى    كأس العالم للأندية 2025| العاصفة تضرب ملعب مباراة باتشوكا وسالزبورج.. صور    إعلام لبناني: غارة إسرائيلية على جنوبي لبنان أسفرت عن اغتيال عنصر من حزب الله وإصابة آخر    الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا يوجد دليل على سعي إيران لتصنيع سلاح نووي    تصعيد غير مسبوق: حاملة الطائرات الأمريكية الثالثة تتمركز قرب إيران    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    خالد الغندور يكشف صدمة للأهلي بسبب مدة غياب طاهر    كوكا: نحترم جميع الفرق ولا نخشى أحدًا.. والفوارق الفنية متقاربة للغاية    قلت له أتركها لوسام أبو علي.. زيزو يكشف كواليس خلافه مع تريزيجيه على ركلة جزاء لقاء إنتر ميامي    محافظ دمياط يعتمد نتيجة الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية    ضبط مجزر مخالف في بني سويف يفرم هياكل ودهون الدواجن لتصنيع اللانشون والبرجر    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    رامي ربيعة أساسيا مع العين ضد يوفنتوس فى كأس العالم للأندية    جيش الاحتلال: نحقق فى إطلاق إيران صاروخا برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3    دور الإعلام في نشر ودعم الثقافة في لقاء حواري بالفيوم.. صور    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    بدء الموجة 13 من "عمليات الوعد الصادق 3"    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    «الزاوية الخضرا».. ديكور «الواحة الداخلية» في منزلك    الصحة تحذر من 5 شائعات عن استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لتنظيم الأسرة    كوريا الشمالية عن الهجمات الإسرائيلية على إيران: تصرف غير قانوني.. وجريمة ضد الإنسانية    زياد بهاء الدين: خروج الدولة من الاقتصاد كليًا حديث غير واقعي    حفار بترول قديم ومتوقف عن العمل يسقط فى رأس غارب دون إصابات    دموع الأب تسبق النعش.. «السيدة زينب» تودّع ابنها طالب الثانوية العامة ضحية العقار المنهار    لو رايح مصيفك في مطروح... اعرف مواعيد قطارات الصيف 2025 من وإلى القاهرة    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    سعر البطيخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 19 يونيو 2025    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 يونيو محليًا وعالميًا (تفاصيل)    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    أحدث جلسة تصوير ل بوسي تخطف بها الأنظار.. والجمهور يعلق    هند صبري تستعد لبطولة مسلسل جديد.. وصبا مبارك تواصل النجاحات وتنتظر "220 يوم"    ريبيرو: بالميراس يمتلك لاعبين مميزين ولديه دفاع قوى.. وزيزو لاعب جيد    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رد فعل مثير من نجم الأهلي بسبب بسبب مركزه الجديد (فيديو)    بعد تألقه أمام الريال.. أبرز 10 معلومات عن ياسين بونو حارس الهلال السعودي    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 19 يونيو 2025    ملفات تقنين الأراضي| تفاصيل اجتماع رؤساء الوحدات المحلية بقنا    احتفالية لرسم البهجة على وجوه ذوي الهمم بالفيوم.. صور    إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومواقع أسلحة    مشيرة إسماعيل: مفيش فنانة تصلح لتقديم الفوازير زي نيللي وشريهان    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: «داري على شمعتك تِقيد» متفق مع صحيح العقيدة فالحسد مدمر (فيديو)    جامعة الأزهر ضمن أفضل 300 جامعة بالعالم وفقًا لتصنيف US NEWS الأمريكي    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    البابا تواضروس يستقبل رئيس وزراء صربيا    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بفوزه في الاستفتاء
أردوغان يسدد ضربة موجعة للعسكر
نشر في آخر ساعة يوم 21 - 09 - 2010

فوز جديد وخطوة أخري للأمام يحرزها حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان بنجاحه في الاستفتاء الأخير بعدما صوت %58 من الشعب التركي لصالح إجراء تعديلات دستورية. بضربة واحدة نجح أردوغان في تحقيق أكثر من هدف.. أول هذه الأهداف هو تقليص سطوة العسكر وتقليم أظافرهم وعرقلة قيامه بانقلابات أخري دأب عليها. علي جانب آخر تعد هذه الإصلاحات بمثابة دعم لتركيا يعزز من فرص انضمامها للاتحاد الاوروبي .. فضلا عن أنها ضوء أخضر لحكومة أردوغان للمضي في سياستها وتصويت بالثقة عليها يفتح الطريق أمامها للفوز في الانتخابات القادمة يوليو 2011 ويرجح من كفة استمرارها لفترة ثالثة في سدة الحكم.
ليس هذا فقط بل جاء الفوز ليزيد من ثقل الدور التركي علي الساحة الإقليمية خاصة فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط وهو ما يدفع للتنبؤ بقيام أنقرة بالتوسع في جهودها الدبلوماسية خلال الفترة القادمة.
عرس تركيا الديمقراطي الذي وصفه البعض بأنه انقلاب شعبي لم يكن بالطبع وليد الصدفة وإنما جاء بعد جهد كبير بذله رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي لم يدخر وسعا طوال العدة أشهر الماضية وقام بالعديد من الجولات داخل المحافظات التركية لحث الاتراك علي التصويت بنعم لصالح إجراء التعديلات.
ولم يخيب الشعب رجاءه وصوت %58 منهم لصالح التعديلات.. هذه النسبة التي قالت Evet بالتركي وتعني نعم لتعديل الدستور.. ومن ثم أصبح من حق حزب العدالة تنفيذ خطته في التعديلات التي تتضمن 26 بندا أهمها ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية وتهدف إلي التخلص من هيمنة العسكر وإطلاق عملية إصلاح سياسي وديمقراطي من خلال حرية تشكيل الأحزاب والنقابات.
كما استهدفت التعديلات أيضا إعادة تشكيل المحكمة الدستورية والتي يصفها البعض بأنها سد منيع تساند المؤسسات العسكرية وتدعمها في القيام بالانقلابات العسكرية.
جاء استهداف المؤسسة العسكرية والقضائية ليدعم قبضة حزب العدالة في التحكم في سياسة تركيا وسد الطريق أمام العسكر للقيام بأي انقلابات جديدة.. والمعروف أن أنقرة شهدت العديد من الانقلابات علي يد هؤلاء أبرزها انقلاب 1960،1971،1980 وتزعم الانقلاب الأخير الجنرال كنعان إيفرين الذي نجح في استيلائه علي السلطة في 12 سبتمبر.. من هنا جاء اختيار أردوغان لاجراء الاستفتاء في نفس هذا اليوم ليعد رسالة أخري موجهة للعسكر بأن زمن الانقلابات قد ولي.. هذه الرسالة شجعت مجموعة من السياسيين والكتاب الأتراك لإقامة دعوي قضائية ضد قادة الانقلاب العسكري وعلي رأسهم إيفرين الذي قام باعتقال أكثر من 600 ألف شخص وأعدم أعدادا كبيرة غيرهم.
وبالرغم من الفوز الساحق الذي يحققه أردوغان وحزبه في جولاته ومعاركه ضد العسكر إلا أن الانتصار لاينفي تماما خطر هؤلاء علي الحزب وهو مادفع بعض المحللين للتوقع بأن تفتح التعديلات الأخيرة باب الصراع بدرجة أكبر بين الجيش والحكومة.
هذا الصراع لايبدو العقبة الوحيدة أو بمعني أدق التحدي الأوحد الذي يتربص بحكومة أردوغان فأمامه أيضا مهمة مواجهة المعارضة والتي جاءت نسبة التصويت »بلا« عن التعديلات الأخيرة لتثبت أنها علي الساحة وهو مادفع البعض لتوقع أن تزداد الهوة بين حزب العدالة والمعارضة التي تشكل بدورها واحدة من أهم العقبات التي تواجه الحزب.
هذه التخوفات لم تمنع الحكومة من الاحتفال بعرس الديمقراطية لتبدو معها حكومة حزب العدالة وقد نجحت في الفوز بالرهان والتي من المتوقع لها الاستمرار بعدما باتت فرص نجاح الحزب في انتخابات يوليو القادم أكبر وهو ما دفع البعض لاعتبار الاستفتاء الأخير بمثابة تصويت بالثقة لصالح الحكومة..
هذا علي الصعيد الداخلي.. أما علي الآخر الخارجي فجاءت التعديلات الدستورية لتعزز من مكانة تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي خاصة بعدما حظيت نتائج الاستفتاء بتأييده والتعامل معها باعتبارها »خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي« وعبر عن ذلك صراحة وزير الخارجية الألماني فيستر فيلد بقوله »إن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بات أمرا ممكنا ومع ذلك لايبدو حلم تركيا للانضمام للاتحاد علي وشك التحقيق فمازالت الأصوات المعارضة داخل الاتحاد لها القوة الأكبر.. ولا تخرج التصريحات الأوروبية التي أعقبت الاستفتاء عن كونها مجرد مجاملات دبلوماسية.
رغم المعوقات لايزال الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية والخبير بالشئون التركية يري أن الاستفتاء التركي الأخير خطوة مهمة جدا لايقلل من أهميتها من وجهة نظره حصول المعارضة علي نسبة %42 خاصة أن هذه النسبة لم تكن مفاجأة بل متوقعة علي حد تعبيره وهو ما أظهرته نتائج استطلاعات الرأي التي قام بها عدد من المراكز البحثية المتخصصة في تركيا.
من هنا جاءت النتائج في المدي المتوقع ولم تكن مفاجأة.. علي جانب آخر لا تعد نسبة %42 بالنسبة الكبيرة في البلدان الديمقراطية التي عادة ما يتراوح الفرق بين نعم أو لا في حالة الاستفتاء مابين 1و %2 الأمر الذي ينطبق أيضا علي الانتخابات التي تجري بين الأحزاب المتنافسة.
أما التخوفات التي انطلقت عقب فوز حزب العدالة بنتائج الاستفتاء خاصة فيما يتعلق باتهام الحزب بالهيمنة فيبررها بمحاولات المعارضة التي تحاول أن تحفظ ماء وجهها أمام جمهورها وكذلك العالم الخارجي.
وإن كان مايحدث في تركيا لايمكن معه تجاهل ملامح انقسام داخلي بين فريقين، الأول مؤيد لسيطرة البيروقراطية العسكرية علي مقاليد الدولة ويتبناه تحالف مدني عسكري يضم العسكر والسلطة القضائية.
أما الآخر فيدعم الاتجاه للإصلاح الديمقراطي والتحول السياسي نحو مزيد من الحريات الفردية الاجتماعية والاقتصادية والخروج من أسر التوليتاري الذي حكم تركيا أكثر من 8 عقود. وأوصلها لسلسلة من الأزمات الاقتصادية والانقلابات العسكرية دفعت في اتجاه عدم الاستقرار السياسي.
والاستفتاء بنعم لصالح التعديلات الدستورية بمثابة دعم قوي للفريق الذي يتبني الإصلاح الديمقراطي ويعد خطوة مضافة لنجاحه في مواجهة العسكر. وهو نجاح يصب في النهاية لصالح المجتمع التركي بدرجة أكبر وإن كان لحزب العدالة بالطبع نصيب من هذا النجاح.
فالكل في تركيا مؤيد لهذه التعديلات حتي تلك الأصوات المعارضة التي صوتت »بلا« في الاستفتاء، لأن التصويت بالسلب لم يكن سببه رفضا لمضمون التعديلات الدستورية وإنما جاء من منطلق التزام حزبي فقط وأن حزب العدالة والتنمية قد نجح بالفعل في إحراز نجاح مدو والذي يعد بمثابة مؤشر لنجاحه في الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في يوليو 2011 وهو مايعني أنه سيحصل علي تفويض للحكم للمرة الثالثة الأمر الذي يمكنه من وضع دستور جديد فلاشك أن الدستور الحالي وبالرغم من كافة التعديلات التي أدخلها الحزب عليه لايزال يعاني من وطأة المواد غير الديمقراطية، وأبرزها المادة 35 التي تفتح الباب أمام تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة .. وهذه المادة وغيرها مازالت عقبة يتخذها الاتحاد الاوروبي تكأة لرفض انضمام تركيا لعضويته.
وهذه التكأة التي تستغلها قوي الرفض داخل الاتحاد، والمعروف أن هناك انقساما داخل الاتحاد الأوروبي بين جبهة رفض وجبهة قبول انضمام تركيا لعضويته، يتزعم جبهة التأييد بريطانيا وعدد من دول أوروبا الشرقية هذه الجبهة علي قناعة أن المعايير الديمقراطية هي أساس القبول في عضوية الاتحاد، علي الجانب الآخر يتزعم جبهة الرفض فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلي حد كبير وجهة نظر هؤلاء تنصب علي أن عضوية الاتحاد الأوروبي تقوم علي أسس ثقافية وحضارية وتاريخية ومن ثم يصبح من غير المقبول الموافقة علي انضمام تركيا التي تشكل ثقلا ثقافيا وحضاريا ودينيا مختلفا.
وبالرغم من الانجازات التي تحققها تركيا إلا أنه من غير المتوقع انضمامها للاتحاد، فمازالت لجبهة الرفض القوة والشعبية الأكبر.. وربما يأتي الاستفتاء ليدعم موقف تركيا نظريا لكن عمليا تتحطم آمال أنقرة أمام صخرة اليمين المتصاعد في أوروبا الغربية.
هذه العقبات لن تقلل من النجاح الذي أحرزه حزب العدالة والتنمية داخليا وخارجيا، وتكفي الإشارة إلي أن بورصة اسطنبول سجلت أعلي معدلات ارتفاعها يوم الاستفتاء وهو مايعني ثقة في الاقتصاد.. هذا علي الجانب الاقتصادي أما عن الجانب السياسي فقدمت تركيا نموذجا للإصلاح السياسي الديمقراطي هو جدير بالاحتذاء به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.