انقضي الشهر الكريم علي خير وجاء العيد بفرحته يحاول أن يخفف عن المسلمين مشقة الصوم في عز الحر وارتباك المرور الذي حبس الناس والأنفاس ساعات طويلة في مناطق متفرقة حتي تأخرنا كثيرا عن إدراك الإفطار والسحور في موعده بسبب أزمة المرور المستعصية علي الحل رغم جهود مخلصة للسادة ضباط المرور وعساكره. في موقعة من هذه ارتبكت إشارة روكسي الرئيسية بمصر الجديدة نتيجة قرار للسيد العقيد مشرف الميدان الساعة الرابعة عصرا بغلق اتجاه ما كان مفتوحا ويحقق سيولة مرورية رائعة ولكن بعد قرار السيد العقيد ارتبكت الحالة المرورية وتكدست السيارات بالمئات وانطلقت صفارات السيارات تحتج علي سيادته.. وأخذت المبادرة ونزلت أسأل سيادته لماذا هذا الإغلاق.. وفي هذه الساعة علما بأن هذا الاتجاه مفتوح طول اليوم..؟ رمقني جنابه بنظرة احتقار وأردف قائلا: اللي فتحه حمار.. وأنا شايف أن إغلاقه ضروري.. حاولت التفاهم مع سيادته فإذا به ينفجر. بقول لك إيه .. الميدان بتاعي وأنا حر فيه.. أعمل اللي عاوزه.. مع السلامة سيادتك بقي.. وذهبت أتحرك بسيارتي فإذا بمندوب الشرطة المرافق لسيادته يتطوع لتحرير مخالفة لسيارتي عقابا لي علي مناقشة السيد العقيد المحترم مالك ميدان روكسي ملكية خاصة عن إرث كابر عن كابر.. ولعل سيادته نسي بفعل الصوم وآثاره الطيبة أنه يعمل في إدارة يرأسها اللواء المحترم المجتهد سراج زغلول ومساعده المهذب الخلوق اللواء حسن البرديسي ورغم أنه صديق عمري لم أشأ أن أشكو إليه مباشرة تقديرا مني للضغوط والمهام الصعبة التي يقومان بها من أجل حل الأزمة المرورية المعضلة في قاهرة المعز.. ولكن بعد فاصل الردح وادعاء ملكية ميدان روكسي للسيد العقيد قررت أن أرفع الموضوع إلي مستوي معالي الوزير حبيب العادلي والأخ اللواء شريف جمعة لأؤكد لهما أننا نقدر جهود الرجال الساهرين الصابرين في وزارة الداخلية في كافة قطاعاتها ونثمن تفانيهم من أجل سلامتنا لكن تصرف كهذا من رتبة في حجم عقيد بهذه الفجاجة وردوده المنكرة تسئ إلي جموع الشرفاء في وزارة الداخلية.. لقد أضاف سيادته إلي أزمة المرور.. أزمة جديدة في الأخلاق.