لا يحتاج الأمر إلي كثير من الاجتهاد أو العناء كي ندرك، أن كل الأطراف العربية هي الخاسرة من كل هذه الصراعات الدامية، والحروب المشتعلة في أجزاء كثيرة من الوطن العربي الآن، والتي تنشر الخراب والدمار في كل ارجائه. ونظرة واحدة سريعة علي ما يجري في ليبيا واليمن وسوريا والعراق والصومال، تكفي لإدراك مدي الخسارة العربية نتيجة كل ما يجري هناك. ودون أي مجهود يستطيع أي عاقل إدراك الحقيقة الواضحة، بأن المستفيد الوحيد من هذه الفوضي المدمرة والدماء المسفوحة، هم اعداء العرب وقوي الشر الداعمة والمساندة لإسرائيل، والساعية بأن تكون هي الدولة الأكثر قوة واستقرارا، في المنطقة كلها وفي ظل ذلك، ورجوعا الي ما جري وما كان في السنوات الأخيرة، وما تعرضت له المنطقة العربية من نوائب وأحداث جسام وصولا، إلي ما هي عليه الآن،..،. نجد أننا مضطرون للأسف للاعتراف بأن ما كان يتردد علي ألسنة المسئولين الامريكيين، عن نشر الفوضي الخلاقة في عموم الوطن العربي، تمهيدا لتفكيك دوله وتدمير مؤسساتها ثم اسقاطها، يكاد أن يكون حقيقة واقعة أمام اعيننا الآن، بل هو ما نراه الأن بالفعل. وفي تقديري أن الهدف من وراء ذلك الذي حدث، وهذا الذي يجري الآن، هو أن تصبح اسرائيل هي الدولة الأقوي في المنطقة، وهو ما سعت اليه القوة الاعظم في العالم قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق، وقبل وبعد ما جري ويجري في سوريا وليبيا واليمن في إطار الفوضي غير الخلاقة التي تفجرت في المنطقة العربية خلال أحداث يناير 2011 ،..، وهو ذات الهدف الذي تعي اليه قوي الشر وعصابات الإرهاب الآن.