المتأمل المدقق في الواقع القائم علي الأرض العربية الآن، وما جري وما كان خلال السنوات الماضية في كل دولها واجزائها من قلاقل واضطرابات وانقسامات وحروب، يدرك بوضوح ما كان وما يزال مخططا ومستهدفا لهذه الأمة، وما يراد بها ولها في إطار المخطط الإجرامي الذي وضعته قوي الشر لهذه المنطقة، والذي تقوم بتنفيذه بالفعل الآن جماعة الافك والضلال وعصابة الإرهاب، بالإتفاق مع هذه القوي الدولية وذيولها الإقليمية. والقراءة الموضوعية لهذا الواقع تقول إنه يفرض علينا ظروفا خاصة، في ظل التحديات الجسيمة والأخطار العظيمة التي نواجهها، وما تحمله من تهديد كبير لسلامة وأمن واستقرار الوطن وأسس الدولة. ومن الواضح تماما لكل متابع يقظ وراصد موضوعي أن حالة الاضطراب والقلاقل السائدة الآن في العالم العربي، لم تحدث من قبيل الصدفة علي الإطلاق، بل إنها جرت في إطار خطة محددة ومعدة سلفا من جانب القوي الدولية الساعية لنشر الفوضي المدمرة بالمنطقة، تمهيدا لتغيير خريطة المنطقة وإقامة ما سمي بالشرق الأوسط الجديد علي انقاض الدول العربية القائمة حاليا. ومن الواضح كذلك أن هذا المخطط كان قد تم وضعه وتحديد إطاره العام وأيضا خطوطه الرئيسية قبل الغزو الأمريكي للعراق، وأن هذا الغزو وما تلاه من احتلال أمريكي للعراق، كان بمثابة ساعة الصفر لبدء تنفيذ هذا المخطط المرسوم والموضوع سلفا. وطبقا لما نشر وتسرب من جانب الادارة الامريكية وما تم تداوله بالفعل في الصحف وأجهزة الاعلام الامريكية والعالمية، كان المخطط هو هدم كيان الدولة العراقية وتفكيك جيشها وتغذيةونشر الفتنة الطائفية فيها تمهيدا لتقسيمها إلي ثلاثة كيانات متنازعة ومتقاتلة »سنة وشيعة واكراد» ،...، وهو ما جري تنفيذه بالفعل ،...، ثم جري العمل بعد ذلك علي نشر الفوضي الخلاقة في ارجاء الدول العربية الاخري، عن طريق تغذية روح الفتن وإشاعة العنف والانقسام الطائفي بين شعوب المنطقة وداخل الدول والتجمعات العربية وهو ما تم فعلا في سوريا وليبيا واليمن خلال وبعد احداث ووقائع ما سمي بالربيع العربي،..، وكان أملهم وسعيهم الشديد ان تسقط مصر خلال هذا الربيع،...، لكن الله خيب رجاءهم ولم يحدث بوعي الشعب وصلابة الجيش ومشيئة الله ودعمه لأرض الكنانة. »وللحديث بقية»