لا يحتاج الأمر إلي كثير من العناء أو الجهد كي تدرك، أن كل الأطراف العربية هي الخاسرة من كل هذه الصراعات الدامية، والحروب المستقلة، في اجزاء كثيرة من الوطن العربي الآن، والتي نشرت الموت والخراب والدمار في العراقوسوريا وليبيا واليمن، وأشاعت ورسخت روح الفرقة والانقسام والكراهية والانتقام بين الاخوة والأشقاء وأبناء الوطن الواحد. ودون أدني مجهود يستطيع أي عاقل ادراك الحقيقة الواضحة للكل، والتي تؤكد ان المستفيد الوحيد من هذه الفوضي المدمرة، والحروب المستقلة والدماء المسفوحة هي إسرائيل، ومن يقف وراءها ومن يدعمها، ومن يريد أن تكون هي الدولة الأكثر قوة واستقرارا في المنطقة كلها. وفي ظل ما جري وما يجري بالمنطقة العربية والشرق أوسطية الآن وخلال السنوات القليلة الماضية، يجب علينا أن نعترف بأن ما كان يتردد في دوائر صنع القرار الأمريكي، وعلي ألسنة جماعة المحافظين الجدد، في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، عن الفوضي الخلاقة وأن الهدف من ورائها هو أن تصبح إسرائيل هي الدولة الأكثر قوة واستقرارا في المنطقة كلها، قد أصبح الآن علي وشك التحقق،...، حتي ولو كنا نكره ذلك ولا نريد الاعتراف به. وللأسف إذا ما استعرضنا ما كانت عليه الأوضاع العربية قبل غزو العراق وقبل اطلاق مؤامرة أو خطة الفوضي الخلاقة وبدأ تنفيذها في عالمنا العربي، ونظرنا إلي ما آلت إليه الأمور والأوضاع الآن، لوجدنا أن المنطقة قد اندفعت بفعل فاعل، وفي غيبة تامة من الوعي والادراك العربي، إلي ما أصبحت عليه الآن من فوضي وقتل وحروب ودمار وانهيار للدول وهو ما أدي إلي سقوط كل من العراق ثم سوريا وليبيا واليمن في براثن الإرهاب والتفكك. والسؤال الآن، هل يبقي الحال علي ما هو عليه، أم يستيقظ العرب قبل فوات الآوان؟!