أخبار القبض علي رؤساء الأحياء أو الموظفين أو من يدعون انهم مهندسون بالاحياء أصبحت أخبارا عادية جدا لأن الشعب يعلم جيدا ان هذه المنطقة تحديدا ومنذ عشرات السنين بؤرة للفساد والرشاوي.. لم ولن استغرب عندما ضبطت اجهزة الرقابة الإدارية رئيس حي الهرم متلبسا بالرشوة بالصوت والصورة ولكن ما استوقفني هو ان هؤلاء الاشخاص يتقاضون مرتبات مرتفعة ولديهم أسر وأبناء ومعروف لدي المصريين ان هذه القضايا تكون وصمة عار تتوارثها الأجيال ومع ذلك الرجل لم يفكر الا في طريق الحرام.. اعرف انا وغيري ان هناك آلافا مثل هذا الرجل ولكنهم لم يسقطوا في قبضة الأجهزة الرقابية حتي اليوم...هناك احياء شهدت مخالفات مبان لم تشهدها مصر في التاريخ مثل احياء عين شمس والمطرية ومعظم احياء القاهرة.. ما استغرب له ان موظف الحي يشاهد المخالفة بعينه ويقوم بتحرير محضر للمخالف وقد تكتشف ان صاحب المحضر ليس هو من قام بالمخالفة وإنما من يدعي انه مهندس الحي قام بتحرير مخالفة باسم شخص اخر ليسدد المحضر طبقا للروتين فقط.. مافيا الأحياء اخطر علي مصر من الارهاب لانها سمحت بالبناء علي الاراضي الزراعية وهدم الفيلات وتحويلها إلي ابراج سكنية وساهمت في تهالك البنية التحتية وقام اصحاب العمارات المخالفة بسرقة الكهرباء والمياه وتكتشف في النهاية انها عصابات تعمل مع بعضها البعض وتفرض الاتاوات والبلطجة.. الغريب ان المواطن لو فكر في ان يسير في الطريق الصحيح ويتقدم مثلا للحصول علي رخصة مبان شرعية سيجد عقبات لا مثيل لها ووقتها يستسلم للامر الواقع ويقع فريسة للمرتشين الذين قاموا بتعطيل استخراج الأوراق الشرعية.. سيسقط كل يوم فاسد في الأحياء ولكنهم لم ولن يتعظوا لان القانون يحمي المخالفين ويطبق علي الشرفاء الذين يحاولون ان يحصلوا علي حقوقهم ويدفعون حق الدولة.. اعرف جيدا ان اجهزة الرقابة الإدارية تقوم بجهود مضاعفة لتحجيم الفاسدين في الأحياء والقبض علي المخالفين ولكن الرقابة وحدها لم ولن تستطيع ان تضبط هذا الكم الكبير من الفاسدين وعلي الدولة المصرية ان تسارع بتعديل القوانين وإطلاق مرحلة انتخابات المحليات وتضع لها شروطا لا تسمح لضعفاء النفوس للعمل في هذه الأماكن لان ما حصل عليه السادة المرتشون من عملهم في الأحياء كان كفيلا ان يسدد ديون الدولة المصرية.. أتمني ان توقع أقصي العقوبات علي المرتشين من الأحياء وعلي من يخالفون القانون من المواطنين وألا نري مظاليم يدفعون ثمن فساد الراشي والمرتشي.. وتحيا مصر.