أجمع خبراء ومحللون سياسيون ودبلوماسيون في حوار على شاشه القاهرة الاخبارية، على أن قضية الأمن المائي قد تحولت إلى أحد الأركان الأساسية في الأمن القومي للدول، لا يقل أهمية عن الأمن العسكري أو الغذائي. وأكد الدكتور حمزة العكيلة، المحلل السياسي الأردني، أن المياه أصبحت ورقة ضغط سياسية وعسكرية تستخدمها العديد من دول المنطقة لتوسيع نفوذها وهيمنتها، مشيراً إلى أن الهيمنة على منابع ومصبات المياه، مثلما تفعل إسرائيل، يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة. اقرأ ايضا ترامب يطلق مهمة الذكاء الاصطناعي الكبرى العلاقة العضوية بين المياه والسيادة الوطنية شدد الدكتور سعيد شاوردي، المحلل السياسي الإيراني، على وجود علاقة عضوية حقيقية بين الصراع على الموارد المائية وتهديد السيادة الوطنية للدول. وأوضح أن عدم توفر المياه للشرب والزراعة يهدد بإثارة ثورات داخل البلاد، مشيراً إلى أن الشعوب لا يمكن أن تصمت أمام ندرة هذا المورد الحيوي، خاصة المزارعين الذين يعتمدون على المياه بشكل كلي في دول الشرق الأوسط. وفي سياق متصل، أشار إلى تأثير السياسات الإقليمية، مثل السياسات التركية، على بحيرة رومية في إيران، والتي تسببت في جفاف كبير. فشل القانون الدولي واستغلال إسرائيل للمياه طرح الضيوف تساؤلاً حول فشل القانون الدولي واتفاقية الأممالمتحدة حول استخدام المجاري المائية الدولية في وضع حد لأزمة المياه والنزاعات المتعلقة بها. وأرجع السفير يوسف الشرقاوي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، هذا الفشل إلى الدول الكبرى التي لا تعترف بقواعد القانون الدولي أو تستخدم سياسات مزدوجة في التعامل مع القضايا الإقليمية. ولفت السفير إلى الدور الإسرائيلي في استخدام التعطيش كأداة لإجبار سكان الضفة الغربية على ترك المكان أو الهجرة منه، مشيراً إلى عدم بناء أي سد في الضفة الغربية منذ عام 1967، مؤكداً أن هذا هو مكمن الخطورة وتهديد للسيادة الوطنية الفلسطينية. الحلول والتحديات الإقليمية والدولية أكد الخبراء على ضرورة التعاون المشترك بين دول المنطقة، مشددين على أنه لا يمكن لأي دولة أن تعمل بشكل منفرد لمواجهة هذا التحدي. واقترح السفير يوسف الشرقاوي حلاً استباقياً يتمثل في تحرك جامعة الدول العربية لعقد اجتماع على مستوى وزراء الموارد المائية العرب، تمهيداً لعقد قمة عربية لوضع استراتيجية وخطة زمنية وآلية تمويل لمشاريع المياه، وعلى رأسها تحلية المياه التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتمويل المشترك. كما تطرق الدكتور سعيد شاوردي إلى تأثير العقوبات غير الإنسانية على إيران، والتي تعيقها عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية العملاقة لإيصال المياه للمحافظات الشاسعة. مستقبل العلاقات الثنائية واحتمالية الصراع تطرق الدكتور حمزة العكيلة إلى العلاقات الأردنية-الإسرائيلية التي تمر بأدنى مستوياتها بسبب ملفات عدة، من ضمنها ملف المياه والضفة الغربية والقدس، مشيراً إلى أن ملف المياه أصبح جزءاً من الأمن القومي الأردني. وحذر سعادة السفير الشرقاوي من أن عدم حل أزمة المياه يهدد بحرب إقليمية شاملة، مجدداً التأكيد على أهمية حل القضية الفلسطينية كشرط لتحقيق الأمن القومي العربي الشامل. ودعا الجميع إلى التوحد على كلمة واحدة والابتعاد عن عزل ملف المياه عن الملف السياسي الذي شابه التوسع وتدخل الميليشيات في المنطقة. وفي الختام، أكد الضيوف على أهمية الوعي المجتمعي وترشيد الاستهلاك كجزء من الحل الداخلي لهذه الأزمة الطاحنة.