في شقتها الصغيرة التي تغمرها أشعة الشمس في سيول، جلست السيدة كيم جيونج-ران، البالغة من العمر 81 عامًا، تحتضن روبوتًا على هيئة دمية قماشية وتحادثه كما لو كان أحد أفراد عائلتها. قالت له بابتسامة دافئة: «هايودول، أنتِ حفيدتي الجميلة... أحبك حتى القمر والعودة». ليرد الروبوت بصوت مرح: «جدتي، أفتقدك حتى عندما تكونين بجانبي». تعيش كيم وحيدة في حي جورو الصناعي، محاطة بصور أحفادها وزجاجات الأدوية التي تملأ منضدتها لعلاج أمراض المفاصل المزمنة. اقرأ أيضا: هل يجوز استخدام الروبوت في غسل الموتى؟.. أمين الفتوى يجيب هنا يظهر دور الروبوت الجديد، المبتكر من قبل شركة كورية ناشئة، الذي صُمم خصيصًا لرعاية كبار السن ومساعدتهم على التغلب على الوحدة والاكتئاب. كيف يعمل الروبوت «هيودول»؟ تم استلهام اسم الروبوت «هيودول» من القيم الكونفوشيوسية التي تركز على بر الوالدين ورعاية المسنين، ويعتمد الروبوت على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات ودودة مع مستخدميه، بالإضافة إلى: تذكير المسنين بمواعيد الأدوية والوجبات اليومية. متابعة حركتهم عبر أجهزة استشعار ترسل إنذارات للأخصائيين الاجتماعيين أو أفراد العائلة في الحالات الطارئة. تقديم الدعم العاطفي والرفقة التي يفتقدها الكثير من كبار السن. أزمة الشيخوخة في كوريا الجنوبية تشهد كوريا الجنوبية واحدة من أسرع معدلات الشيخوخة عالميًا، ما يجعل مشكلة العزلة الاجتماعية لدى كبار السن متفاقمة. يقول كيم سون-هوا، مدير مركز جونجدونج للرعاية الاجتماعية: «ما يخشاه كبار السن ليس الموت، بل الوحدة. كثير منهم يقولون: لقد عشنا ما يكفي، لكن أكثر ما يرعبنا هو العيش بمفردنا». انتشار الروبوتات لرعاية المسنين منذ عام 2019 وزعت بلدية جورو أكثر من 412 روبوتًا من طراز «هيودول» على كبار السن، بينما تجاوز عدد الوحدات المستخدمة في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية 12 ألف وحدة. وتواجه دول متقدمة أخرى تحديات مشابهة، حيث ابتكرت اليابان روبوتًا على شكل فقمة يُسمى «بارو»، فيما ظهر في نيويورك روبوت «إيلي-كيو» للحوار الفلسفي، وفي سنغافورة يقود روبوت «ديكسي» جلسات ترفيهية مثل لعبة البينغو. خطة التوسع العالمي بعد نجاح تجربة تجريبية في نيويورك عام 2023، تستعد الشركة الكورية لإطلاق «هيودول» عالميًا بحلول عام 2026، مع نسخة تدعم اللغة الإنجليزية والصينية واليابانية، إلى جانب إمكانية تخصيص الشكل بما يتناسب مع ثقافات الدول المختلفة. فوائد وتحديات الروبوتات الاجتماعية يصف خبراء الرعاية الاجتماعية الروبوت بأنه بمثابة «عيون وآذان إضافية» تراقب كبار السن وتحافظ على سلامتهم، لكنهم يشيرون أيضًا إلى تحديات تتعلق ب: الصيانة الدورية التي تتطلب جهدًا إضافيًا. قضايا الخصوصية، حيث تقول الباحثة جولي كاربنتر من جامعة ولاية كاليفورنيا: «لسنا نعرف كيف تُجمع بيانات الروبوت أو تُخزن، وقد لا يدرك كبار السن التنازلات التي يوافقون عليها». بين الفوائد والانتقادات تشير الدراسات إلى أن هذه الروبوتات تساعد على تقليل الاكتئاب والخرف لدى كبار السن، بينما يحذر بعض الباحثين من أن العلاقات الافتراضية قد تزيد من عزلة المسنين على المدى الطويل. رغم الجدل، يظل «هيودول» حاضرًا في حياة المسنين كرفيق يمنحهم الدفء العاطفي، حتى وصل الأمر إلى تنظيم فعاليات خاصة مثل عرض أزياء شارك فيه كبار السن إلى جانب روبوتاتهم عام 2022، وحفلة عيد ميلاد للروبوت في يوليو الماضي، حيث كتب المسنون بطاقات تهنئة مليئة بالمحبة.