التقى المئات من الكوريتين الجنوبية والشمالية بذويهم للمرة الأولى منذ عقود، في إطار اتفاق لم شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية. ووصل أكثر من 100 كوري جنوبي، معظمهم من كبار السن، إلى كوريا الشمالية يوم الخميس. ويستمر برنامج لم شمل الأسر، والذي يأتي في أعقاب دعوة كوريا الشمالية لتحسين العلاقات بين الجانبين، خلال الفترة من 20 وحتى 25 فبراير/شباط. ويأتي هذا قبل أيام من مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والمزمع انعقادها يوم الاثنين المقبل. وهددت كوريا الشمالية في وقت سابق بإلغاء برنامج لم شمل الأسر في حال إجراء التدريبات العسكرية. مشاهد مؤثرة وتوجه 82 مسن كوري جنوبي، يرافقهم 58 من أفراد أسرهم، إلى كوريا الشمالية في حافلات لرؤيهم ذويهم اللذين لم يشاهدوهم منذ الحرب الكورية التي استمرت بين عامي 1950 و1953. وكان من بين الكوريين الجنوبيين أكثر من اثني عشر شخصا على مقاعد متحركة، كما انتقل اثنان في سيارات إسعاف نظرا لحاجتهم إلى رعاية طبية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وحمل المتوجهون إلى كوريا الشمالية الهدايا، بما في ذلك الملابس والأدوية والأغذية، والتقوا بأقاربهم في مشاهد عاطفية بمنتجع جبل كومكانغ في كوريا الشمالية بعد ظهر الخميس. وذكرت تقارير صحفية أن نحو 180 شخصا من كوريا الشمالية حضروا عملية لم شمل الأسر. معجزة حقيقية وقال الكوري الجنوبي لي يونغ دو، وهو في أواخر العقد الثامن وأحد الذين تم اختيارهم لرؤية ذويهم، في حوار مع بي بي سي قبل توجهه إلى كوريا الشمالية: "من الصعب أن يفهم الآخرون معنى الفراق لفترة طويلة". وأضاف "إنها معجزة حقيقية؛ وأنا سعيد للغاية لرؤية شقيقي مرة أخرى بعدما كنت أفتقده بشدة في حياتي، ولن أكون حزينا لو واجهت الموت غدا". ويستمر اللقاء بين الأسر من الجانبين لعدة ساعات، قبل أن تعود كل أسرة إلى دارها في نهاية المطاف. ويسمح لنحو 100 شخص فقط برؤية ذويهم في كل مرة. وتعتمد كوريا الجنوبية على نظام القرعة في عملية الاختيار. أما في كوريا الشمالية، فتتسم العملية بالغموض، ويقول نقاد إن بيونغ يانغ تسعى لتحقيق أهداف سياسية من خلال عملية الاختيار. وكانت كوريا الشمالية قد ألغت عملية لم الشمل في السابق، بعد اتخاذ سول لإجراءات تعارضها بيونغ يانغ، كان أخرها في سبتمبر/أيلول الماضي. وطلبت كوريا الجنوبية من المواطنين الذين تم اختيارهم عدم الحديث في السياسة. وانتهت الحرب الكورية، التي قسمت شبه الجزيرة الكورية، بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ولا توجد أي وسيلة اتصال مباشرة بين معظم الكوريين في الجارتين اللدودتين. ويوجد نحو 72,000 كوري جنوبي، نصفهم تقريبا يتجاوز 80 عاما، على قوائم الانتظار لرؤية أقاربهم. وتوقف برنامج لم شمل الأسر عام 2010، في أعقاب قصف كوريا الشمالية لجزيرة حدودية مع جارتها الجنوبية.