في الساعات الماضية مرة أخرى تتصدر المخرجة المصرية المثيرة للجدل إيناس الدغيدي عناوين الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه المرة ليس بسبب فيلم جريء أو تصريح صادم، بل بسبب إعلانها استعدادها لدخول القفص الذهبي من جديد، بعد تجاوزها سن السبعين، الخبر لم يمر مرور الكرام، بل تحوّل إلى حديث الشارع الفني والجمهور، خصوصاً أن حياة الدغيدي الشخصية طالما ارتبطت بالجدل مثلما ارتبطت مسيرتها السينمائية. اقرا أيضأ|العريس رجل أعمال في السبعينات.. تفاصيل الزيجة الثانية ل إيناس الدغيدي زفاف جديد يشعل "الترند" كشفت مصادر مقربة أن المخرجة الشهيرة ستحتفل بزفافها منتصف أكتوبر المقبل، في حفل يقام بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، بحضور نخبة من نجوم الوسط الفني والإعلامي، الدعوات شملت أسماء لامعة مثل يسرا، إلهام شاهين، هالة صدقي، ليلى علوي، محمود حميدة، هالة سرحان، والمخرج عمر عبد العزيز، بالإضافة إلى عدد من أصدقائها من خارج الوسط الفني. عريس من روسيا المفاجأة أن العريس ليس من الوسط الفني، بل رجل أعمال مصري يقيم في روسيا منذ سنوات طويلة، وبحسب المقربين، فإن العريس يبلغ من العمر 70 عاماً، أي في نفس عمر المخرجة تقريباً، اللقاء الأول بينهما كان عن طريق أصدقاء مشتركين، وسرعان ما تطورت العلاقة إلى صداقة، ثم إعجاب متبادل، وصولاً إلى قرار الزواج، اللافت أن العريس وافق فوراً على طلب العروس بإقامة حفل زفاف رسمي، رغم أنهما تجاوزا سن السبعين، في خطوة وجد فيها البعض جرأة تشبه شخصية الدغيدي نفسها. تجربة زواج طويلة انتهت بالطلاق هذه الزيجة هي الثانية في حياة إيناس الدغيدي، فقد تزوجت للمرة الأولى من الطبيب المصري الشهير نبيل معوض، الذي اعتنق الإسلام من أجل الارتباط بها، ورغم هذه التضحية، رفض والدها هذا الزواج، ولم يقبل حتى مقابلة العريس، ما جعل المخرجة تعقد قرانها دون أن يتم تقليدياً عبر خطبة رسمية أو حضور العائلة. الزيجة الأولى استمرت 30 عاماً، أنجبت خلالها ابنتها الوحيدة حبيبة، قبل أن تنتهي بالانفصال، وفي تصريحاتها السابقة، أكدت الدغيدي أن سبب الطلاق كان "الملل الزوجي"، مشيرة إلى أن علاقتهما رغم الانفصال ما زالت يسودها الاحترام والود المتبادل. حياة شخصية مليئة بالتحديات رغم أن زواجها الأول دام ثلاثة عقود، فإن المخرجة كانت دائماً صريحة في الحديث عن خصوصيات حياتها، فقد قالت في أحد اللقاءات التلفزيونية إن زوجها الأول لم يزر منزل عائلتها طوال تلك السنوات إلا في مناسبة وفاة والدها، وذلك بسبب رفض العائلة لهذه الزيجة منذ البداية. ورغم مرارة التجربة، بقيت الدغيدي متمسكة بمساحة كبيرة من الحرية الشخصية التي اعتبرتها حقاً لا يقبل التنازل عنه. المسيرة السينمائية ولدت إيناس الدغيدي عام 1953، وتبلغ اليوم 72 عاما، درست الإخراج في معهد السينما بالقاهرة، وبدأت مسيرتها كمساعدة مخرج قبل أن تقدم فيلمها الأول "عفوا أيها القانون"، ومنذ ذلك الحين، ارتبط اسمها بالجرأة والتجديد، حيث تناولت في أعمالها موضوعات صادمة للمجتمع المصري والعربي. من بين أبرز أفلامها: لحم رخيص: الذي أثار ضجة واسعة لتطرقه إلى قضية الاتجار بالفتيات. استاكوزا: بطولة أحمد زكي ورغدة، وجاء بقالب رومانسي درامي. مذكرات مراهقة: الذي اعتُبر من أكثر أفلامها إثارة للجدل. الباحثات عن الحرية وامرأة واحدة لا تكفي: أعمال ناقشت قضايا المرأة والحرية الشخصية. هذه الجرأة جعلت اسم الدغيدي مرتبطاً دوماً بعبارة "المخرجة المثيرة للجدل"، إذ لم تتردد يوماً في الدفاع عن أفكارها حتى لو اصطدمت بالتيار المحافظ. إيناس بين الفن والحياة ما يميز قصة زفاف الدغيدي في السبعين أنها تأتي امتدادا لشخصيتها التي لا تعرف الاستسلام للتقاليد، مثلما كسرت المحرمات في السينما، كسرت أيضا الصور النمطية عن الزواج والعمر، رافضةً أن يكون العمر حاجزا أمام الحب أو الشراكة الإنسانية، البعض اعتبر خطوتها جريئة، والبعض الآخر رأى فيها رسالة بأن "الحياة تبدأ من جديد متى أراد الإنسان". زفاف إيناس الدغيدي المنتظر لا يضيف فقط فصلا جديداً في حياتها الشخصية، بل يعيدها مجدداً إلى دائرة الضوء، لتصبح حديث الإعلام والجمهور كما كانت دوما، هي المخرجة التي اعتادت أن تثير الجدل بأفلامها وآرائها، وها هي اليوم تثيره بخطوة شخصية تؤكد من خلالها أن العمر ليس سوى رقم، وأن الشغف بالحياة لا يعرف تاريخ صلاحية.