*لديها أصدقاء كثيرون «مثليون » تحترمهم وتقول إنهم موعودون بالغلمان فى الجنة *أخرجت 16 فيلماً ثم انتقلت إلى عالم البرامج التليفزيونية بتأثير من صديقتها المقربة هالة سرحان *تزوجت لمدة 29 عامًا من طبيب أسنان أشهر إسلامه من أجلها واحتفظ «وفق شهادتها » بدينه فى قلبه * تقول إنها تحدثت مع الله فى المنام وشكت له من أن كلام الأنبياء لا يعجبها أعمالها تشبه تصريحاتها.. جريئة إلى حد الصدمة، وقوية إلى حد اتهامها بالانفلات الأخلاقى. غير أنها تبقى هادئة الطباع، وتواصل تحطيم المزيد من التابوهات المجتمعية. ورغم أن المخرجة إيناس الدغيدى فى الستينيات من عمرها (من مواليد 10 مارس 1953)، فإنها مازالت تحتفظ بقدر من الجمال والجاذبية يجعلها تبدو أصغر سنًا من عمرها الحقيقى. فى حلقة من حلقات برنامجها «الجريئة»، استضافت إيناس الدغيدى، الفنانة يسرا، التى لعبت دور المذيعة بدلًا من «إيناس». وأثناء الحوار سألتها «يسرا» عن عمرها الحقيقى فردت قائلة: «هفضل طول عمرى عروسة، وهبيّن رجلى دايما لأنها حلوة وملفوفة». مسيرتها الفنية التى بدأت منذ تخرجها فى المعهد العالى للسينما فى القاهرة العام 1975، حيث أخرجت فيلمها الأول فى العام 1985 («عفوًا أيها القانون» - بطولة نجلاء فتحى ومحمود عبدالعزيز) جعلتها من أشهر مخرجات الأفلام الروائية الطويلة. اقتحمت مجال الإنتاج السينمائى من خلال شركة «فايف ستارز» حيث أنتجت 7 أفلام روائية وهى استاكوزا - دانتيلا- الوردة الحمراء - كلام الليل - مذكرات مراهقة - الباحثات عن الحرية - ما تيجى نرقص.. وجميعها من إخراجها، ولاقت بعض أفلامها -البالغ إجماليها 16 فبلمًا- جدلًا حادًا من البعض بدعوى الموضوعات أو المشاهد. ورغم أن فيلمها الأول «عفوًا أيها القانون» أثار جدلًا فى ذلك الوقت، مثل أغلب أفلامها، لاحتوائه على معالجة صادمة، فإن الدغيدى قالت إن رسالة الفيلم كانت «تسليط الضوء على التمييز بين المرأة والرجل، فالرجل إذا قتل زوجته لضبطها متلبسة بالخيانة، يخفف عنه الحكم، بينما لا ينص القانون على تخفيف العقوبة بالنسبة للمرأة». أعمال الدغيدى توالت بعد ذلك متخطية الإيحاءات إلى مشاهد مثيرة للغرائز، فى أفلام «لحم رخيص» و«دانتيلا» و«كلام الليل»، و«امرأة واحدة لا تكفى» وغيرها، إلا أنها تبرر ذلك بأن السينما تعكس واقع المجتمع، وأن أفلامها للكبار فقط، كما أن منتقديها يرون أنها تضخم حالات فردية لتقدمها على أنها ظاهرة، إلى جانب أن لافتة «للكبار فقط» ليست مبررًا لما تنتجه، لأنها لا تمنع مشاهدة المراهقين لتلك الأعمال. فى المقابل بقيت حياتها الشخصية غامضة بشكل كبير لكن تعطى بعض الإشارات على أنها غير نمطية، فقد ارتبطت فى شبابها، بقصة حب مع طبيب أسنان مسيحى، هو الدكتور نبيل معوض، غير أن عائق الديانة حال لفترة دون زواجهما، حتى قرر إشهار إسلامه والزواج منها. عن هذا الزواج قالت الدغيدى فى أحد لقاءاتها «الزواج يتم بعقد مدنى، لكن لا يمكن زواج مسيحى من مسلمة، وزوجى السابق كان مسيحيًا وأسلم ليتزوجنى، لكنه احتفظ بدينه فى قلبه». تمرد الدغيدى على المجتمع والتقاليد، امتد إلى علاقتها بزوجها الذى انفصلت عنه بعد حياة دامت 29 عامًا، أنجبت خلالها ابنة واحدة هى حبيبة، ففى حين ترجع سبب الانفصال إلى الخلاف الفكرى و«الملل الزوجى»، لكن مقربين منها، رجحوا أن يكون السبب إعلانها عن قناعاتها المبالغة فى التحرر بشكل مثير للجدل. ومع أن طليقها التزم الصمت، رافضًا الحديث عن سبب الانفصال، قالت هى فى تصريحات إعلامية «إن السبب الرئيسى فى الطلاق هو الملل والروتين، فبعد كل هذه السنوات أصبحت أجلس فى غرفة وهو فى غرفة أخرى، وكل منا له ما يشغله وله أفكاره المختلفة، ومن الطبيعى أن يكون لكل شىء نهاية، حتى الحب ينتهى مثل الحياة بمرور الوقت». ومنذ توقفها عن الإخراج بعد فيلمها «مجنون أميرة» (2009)، تفرغت للعمل التليفزيونى والحوارات الصحفية، فقدمت برنامج «هالة شو» على قناة روتانا سينما، خلفًا لصديقتها المقربة هالة سرحان. فى التليفزيون المصرى، قدمت الدغيدى برنامج «الجريئة» على قناة نايل سينما، وهو البرنامج الذى عرّض القائمين على إدارة ماسبيرو لهجوم حاد، لتستنسخ بذلك منهج الإثارة فى السينما، إلى الإثارة فى برامجها التليفزيونية، لكن البرنامج استمر بعد أن نجحت فى استغلال علاقاتها القوية بالوسط الفنى لاستضافة كبار النجوم فى شهر رمضان، لكن تركيزها على الحياة الجنسية لأغلبهم، والأسئلة المحرجة أبقت على الانتقادات الحادة للبرنامج، ودفعت العديد من الضيوف للتهرب ورفض الاستجابة لطلبات الاستضافة. دأبت إيناس على الخروج بتصريحات مثيرة للجدل، فبالأمس خرجت لتقول إنها «رأت ربنا فى المنام، وتحدثت إليه». وأضافت، خلال حوار مع مفيد فوزى: «قلت لربنا يارب فى حاجات الأنبياء بيقولوها أنا مش مقتنعة بيها، لو أنا غلط سامحنى لكن أنا عقلى مش قادر يجيبها». وتابعت أنها «رأت نفسها تنصهر مع الكون والسماء، وشاهدت عروقها ونفسها تجسدت أمامها، وفسرت الأمر بأنها ستبقى وأن روحها ستبقى فى الكون». الزوبعة التى أثارتها الدغيدى، لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة فى الأغلب، فقد صرحت عام 2000، أن الكثير من الفتيات فى مصر «سيدات»، سبق فض أغشية بكارتهن، إلا أنهن أجرين عمليات ترقيع لغشاء بكارة، وهو ما عرضها لهجمة شرسة فى حينه، لإساءتها لنساء مصر. وحين دعت الدغيدى إلى تقنين بيوت الهوى، ومنح تراخيص لفتيات الليل اللاتى يمارسن أقدم مهنة فى التاريخ، دافعت عن وجهة نظرها قائلة إن الدعارة حسب ما يعلم الجميع موجودة فى كل العالم، وأنها من أقدم المهن، ولا يمكن محاربتها، ويجب تقنينها، ومنح بيوت الدعارة تراخيص، هدفه تلافى سلبياتها، فالترخيص يحصرها فى مكان معلوم، وإجراء كشف طبى على ممارسيها. يومها أكدت أن «ترخيص بيوت الدعارة فى مصر يقلل من ضغط الجنس على الشباب». وفى حوار أجرته مع مفيد فوزى، فى برنامج «مفاتيح»، على قناة «دريم»، قالت إن «مصر كان فيها قبل الثورة تلك البيوت، وممارسة البغاء، والحوض المرصود، وكان الشباب يذهب لأنه عنده طاقة يحتاج أن يفرغها». وذكرت أن «ذلك ربما يكون صعبًا، ويبدأ الناس فى تعليق المشانق لمجرد سماع هذا»، موضحة أن «ترخيص بيوت الدعارة سيعود بالفائدة على المجتمع». كما خرجت بتصريحات ترفض فيها الحجاب للدرجة التى دفعتها للتصريح علنًا، بأنها لا ترى أن «الحجاب فريضة لأنه لا يتفق مع العقل». وأضافت، خلال حوار أجرته مع طونى خليفة، فى برنامج «لماذا»، أنها «من المستحيل أن تعطى دورًا فى أحد أفلامها لفنانة محجبة»، مؤكدة أن «الحجاب أصبح موضة وليس نوعًا من التدين». وتابعت أنها «ترى فتيات محجبات فى الشارع يقمن بأشياء فاضحة»، وعند سؤالها «متى نرى إيناس الدغيدى ترتدى الحجاب؟»، فأجابت: «يارب ما تكتبها عليا». أقامت المخرجة إيناس الدغيدى ولم تقعدها بتصريحات لها ترى فيها أنه لا مانع من إقامة علاقات جنسية قبل الزواج. فى حديثها الصادم والمثير للجدل، اعتبرت إيناس الدغيدى أن الجنس بشكل عام حرية شخصية، حتى وإن كان خارج إطار الزواج، قائلة فى مداخلة هاتفية أجرتها مع جعفر عبد الكريم، فى برنامجه «شباب توك»، على قناة «دويتشه فيله» الألمانية، إن هناك أناسًا يخافون الإقدام على الجنس؛ لأنه «محطوط فى مخهم من وهما صغيرين إنه حرام»، على حد قولها. وأضافت أن «الجنس اختيار شخصى ليس له أى اعتبارات من الآخرين، وهذا حق لكل شخص يمارسه حسب فكره وحسب عقليته وعاداته وتقاليده». وأضافت الدغيدى أن العلاقة الجنسية قبل الزواج، تكمن أهميتها فى معرفة الأشخاص بعضهم البعض قبل الزواج، منوهة بوجود مشكلات كثيرة تظهر بعد الزواج من الناحية الجنسية، ممثلة فى ظهور حالات عجز جنسى بين الشباب الأمر الذى يؤدى إلى الطلاق. بدا الرأى العام مصدومًا من هذه التصريحات التى تداولتها وسائل الإعلام ومواقع إلكترونية. تلك التصريحات تراجعت عنها الدغيدى فيما بعد فى حوار أجرته مع شريف عامر، فى برنامج «يحدث فى مصر»، فى مايو 2015، وقالت إن تصريح «الجنس قبل الزواج حلال كان مجتزئًا من السياق»، مؤكدة أنها تعلم تمامًا أن الجنس قبل الزواج محرم فى الأديان السماوية، وأنها تُعلِّم ذلك لابنتها. وتابعت: «لم أقل أن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال.. أنا لست غبية، ولا كافرة، أنا أعلم دينى جيدًا». واستطردت: «الجنس فى كل الأديان خارج العلاقة الزوجية حرام وحدوثه خارج الزواج حلال. لبعض المشكلات رأى شخصى لى وليست دعوة لممارسة ذلك». غير أنها قالت إن «العلاقة الجنسية قبل الزواج هى أشبه بالزواج، لأن بها إشهارًا وموافقة». وأضافت، أنها «عرضت رأيها الشخصى فى الجنس فى فيلم (مذكرات مراهقة)، عندما تزوج البطل من البطلة شفهيًا بعبارة (زوجتك نفسى)، ثم أشهرا علاقتهما فى الصحراء». وذكرت أن «ممارسة الجنس قبل الزواج ربما تساعد فى حل العديد من المشكلات التى تحدث بين الأزواج بعد زواجهما». وأكملت: «شرط الجواز فى الإسلام هو الإشهار فقط، والأوراق هو ضمانة لحقوق المرأة وضعها القانون، ممكن أن تتنازل امرأة عن حقوقها وتقرر الزواج بدون أوراق، وهذا لا يمثل مشكلة». الدغيدى صرحت كذلك بأنه قريبًا سيتصالح المجتمع مع فكرة الشذوذ. وذكرت أن لديها أصدقاء كثيرين «مثليين جنسيًا»، مؤكدة أنها تحبهم وتحترمهم أكثر من الرجال الطبيعيين. وأضافت، فى حوار لها مع الإعلامى نيشان، فى برنامج «ولا تحلم»، فى يوليو 2014، إن أصدقاءها «المثليين» يختصونها بالكشف عن هويتهم الجنسية رغم أنهم يخفونها عن المجتمع لأنهم يعلمون أنها ستتقبلهم. بل إنها قالت، فى لقاء مع عمرو أديب، فى برنامج «القاهرة اليوم»، عام 2011، إن «المثليين جنسيًا موعودون بالغلمان فى الجنة». كانت الكاتبة إقبال بركة قالت خلال الحلقة: إن «الشذوذ الجنسى منتشر فى زمن ما فى الدولة الإسلامية، وموجود فى الشعر العربى»، فردت عليها «الدغيدى» قائلة: «ووعدوهم فى الجنة بالغلمان». الدغيدى لا تعدم المؤيدين لها، الذين ينبهرون بقدرتها على كسر التابوهات الدينية والاجتماعية، فقد اختيرت فى العام 2005 من قبل مجلة «نيوزويك» الأمريكية من بين أهم 43 شخصًا يحدثون تأثيرًا فى العالم العربى، لتضم الجائزة إلى الجوائز السينمائية التى نالتها، مثل جائزة العمل الأول من الجمعية المصرية لفن السينما العام 1985، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى العام 2004 وجائزة أحسن إخراج من مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى الثالث عشر العام 1997 وجائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى العام 2001.