الحقيقة التى يعرفها العالم كله يتم الإقرار بها رسميًا من أهم منظمة دولية متخصصة وبمشاركة وإشراف الأممالمتحدة. فى وثيقة نادرة يتم الإقرار - بعد تحقيقات عالمية - بأن المجاعة تجتاح مدينة غزة وأنها خلال أسابيع فقط سيتجاوز ضحاياها ستمائة ألف فلسطينى وستجتاح باقى القطاع بدءا من خان يونس ودير البلح. كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة «مثل منظمة الغذاء العالمية، والصحة العالمية، واليونيسيف، والأونروا»، أيدت ما جاء فى التقرير الاستثنائى، والعالم كله يندد بالجريمة البشعة التى ترتكبها إسرائيل وهى تستخدم التجويع سلاحًا فى حرب الإبادة التى تخوضها ضد شعب فلسطين، وبينما يقول الأمين العام للأمم المتحدة «جوتريتش» إنه لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع بدون عقاب، وترتفع الأصوات الدولية المطالبة بإنهاء الحرب فورًا وإدخال المساعدات الإنسانية التى تتكدس على بعد مئات الأمتار من الجائعين فى غزة، يظل الكاذب الأكبر نتنياهو يتهم العالم بالكذب، ويواصل الاستعداد لاقتحام مدينة غزة وتدميرها وإجبار أهلها على النزوح منها، ويعلن وزير دفاعه - بكل وضوح وبمنتهى الوقاحة - أن المدينة التى فرض عليها حصار الجوع عمداً ستفتح عليها أبواب الجحيم وستصبح أطلالا كما أصبحت رفح الفلسطينية وبيت حانون. الجريمة مستمرة، والتجويع سياسة رسمية للنازيين الصهاينة، والهدف هو التهجير القسرى لشعب بأكمله. الجريمة مستمرة لأن العالم لم يعاقب النازيين الصهاينة، ولأن هناك من لا يزال يدعمهم - بالصمت أو التواطؤ أو المشاركة فى جرائم حرب - وهو الأمر الذى لم يعد ممكنا أن يستمر بأى حال من الأحوال لأن العالم لن يتحمل العواقب الوخيمة للعربدة الإسرائيلية التى أصبحت خطرًا على الجميع، والتى يعارضها أغلب الإسرائيليين إدراكا منهم بأنها ستقودهم إلى كارثة غير مسبوقة. مئات الألوف يواصلون التظاهر داخل إسرائيل لإيقاف جنون نتنياهو. آخر استطلاع للرأى أجرته صحيفة «معاريف» يقول إن 18٪ فقط يؤيدون نتنياهو ومخططاته لاستمرار الحرب واقتحام مدينة غزة، بينما يعارض ذلك 72٪ من الإسرائيليين. الرئيس الأمريكى ترامب لا يرى ذلك، ولا يهتم بأن العالم كله يدين إسرائيل ويرفض الإبادة والتجويع لشعب فلسطين. يقول الرئيس ترامب إن الأسرى الإسرائيليين «أو الرهائن»، سيكونون فى أمان أكثر حين يدخل الجيش الإسرائيلى إلى مدينة غزة، وأن قلة فقط من عائلات الأسرى ترفض خطة احتلال غزة.. ولا يحتاج الأمر إلى تعليق، وإنما إلى استعادة ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة «جوتريتش»، بالأمس «بعد الإقرار الدولى بجريمة المجاعة» بأنه لا يمكن استمرار هذا الوضع بدون عقاب.