فى آخر مؤتمر صحفى لمجرم الحرب نتنياهو وأكثرها فشلاً، فاجأه سؤال يقول: فى العام الماضى رفضت كل التحذيرات وأصررت على اقتحام رفح الفلسطينية، وقلت لنا إن هذا هو الفصل الأخير فى الحرب الذى سيحقق النصر المطلق.. والآن وبعد عامين من الحرب والدمار تقول إنك ذاهب لاقتحام مدينة غزة وبدء حرب جديدة يعارضها الجميع عسكريين ومدنيين وتُصر عليها أنت وحلفاؤك فقط.. فهل من تفسير؟! فوجئ نتنياهو بالسؤال ولم يجد الإجابة، لكنه تهرب كعادته إلى الحديث عن «انتصاراته» العظيمة على كل الجبهات، دون ذكر للثمن الفادح الذى تدفعه إسرائيل أيضاً بخسائرها البشرية والمادية، وبعزلتها الدولية، وبتحولها إلى دولة مارقة مُدانة فى كل العالم، يحكمها مجرمو حرب مطلوبون للعدالة الدولية.. ومع ذلك يقودون إسرائيل إلى الكارثة الأكبر، رغم معارضة أغلبية الإسرائيليين وكل العالم!! أمام نتنياهو الآن اقتراح وقف إطلاق النار الذى وافقت عليه فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة، والذى يستند إلى مقترح المبعوث الأمريكى الذى وافقت عليه إسرائيل قبل ذلك. والمفترض أن تُقدم إسرائيل ردها بعد اجتماع اليوم للحكومة المصغرة (أو مجلس الحرب).. لكن نتنياهو يستبق الأمر بالحديث عن أهداف وهمية، والتركيز على المضى فى خطة احتلال مدينة غزة وإجبار مليون من سكانها على النزوح للجنوب، تمهيداً لتنفيذ التهجير القسرى وتثبيت الاحتلال وعودة الاستيطان.. متوهماً أن هذا الجنون يمكن أن يستمر مادام يجد من يحميه من العقاب أو يعفيه من المسئولية عن كل جرائمه النازية!! الكرة الآن فى ملعب إسرائيل، والقرار الإسرائيلى كما يعرف العالم كله مرهون بالإرادة الأمريكية التى تدرك جيداً أن الهدف لم يكن «حماس» التى قال نتنياهو نفسه إنه قضى على قوتها العسكرية قبل عام، ولكن الهدف كان ومازال هو شعب فلسطين وحقه فى الحياة والحرية والاستقلال، بينما لا يرى نتنياهو مصيراً له إلا التهجير أو القتل بالرصاص أو التجويع!! هل ستقبل إسرائيل إيقاف إطلاق النار؟ وهل ستقبل الولاياتالمتحدة تقديم الضمانات بأن يكون الاتفاق بداية الطريق نحو إنهاء الحرب وإغلاق صفحة الاحتلال، والإقرار بالحق الفلسطينى فى الحياة والحرية والدولة المستقلة؟! أسئلة إجبارية مطروحة على العالم كله.. والإجابات مطلوبة قبل أن تصل النازية الصهيونية بجريمتها إلى النهاية الكارثية التى يبدو أن إسرائيل قد تعودت عليها، كما يقول أغلبية الإسرائيليين أنفسهم الآن!!