يمضى مجرم الحرب نتنياهو فى مخططاته نحو غزة رغم معارضة الغالبية العظمى من الإسرائيليين وقيادات الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية. وتمضى حكومة الكيان الصهيونى الخاضعة لنفوذ بن غفير وسيموتريتش مع نتنياهو فى الطريق إلى «كارثة» يحذر منها كل الخبراء. ويعلن سيموتريتش بوضوح أن الحرب هدفها «محو الدولة الفلسطينية» بالأمر الواقع ليكون الاعلان الرسمى بعد انتهاء الإجراءات كما يقول. وترفض كل دول العالم مخططات إسرائيل لإعادة الاحتلال والاستيطان وفرض التهجير القسرى على مواطنى غزة الصامدين على أرضهم، بمن فيهم أقرب الحلفاء مثل ألمانيا التى تخضع لابتزاز صهيونى منذ عقود لكنها- فى النهاية- ترفض مخططات إسرائيل التى تعيد ذكرى «الهولوكست»، برداء صهيوني، وتعلن عن إيقاف تصدير أسلحة لإسرائيل يمكن استخدامها ضد المدنيين فى غزة، ولا يتبقى إلى جانب إسرائيل إلا الحليف الأمريكى الذى يرسل رئيس مجلس النواب ليعلن من داخل مستوطنة لا قانونية لها على أرض فلسطين أن الضفة أرض لليهود!! والذى يترك الباب مفتوحا لاستمرار الإبادة الإسرائيلية مع موقف رسمى يقول إن القرار بشأن اجتياح مدينة غزة واستكمال احتلال القطاع وتهجير أهله متروك لمجرم الحرب نتنياهو. يستطيع مجرمو الحرب الذين يحكمون إسرائيل أن يتبجحوا - حتى الآن - بأنهم ماضون فى الجريمة رغم إدانة العالم لأن هناك من يعطل الشرعية الدولية!! لكن السؤال هو: إلى متى؟! لا يمكن أن تكون الولاياتالمتحدة سعيدة بعزلتها عن العالم بسبب الجنون الإسرائيلي. ولا يمكن أن يجرها ذلك إلى خلاف مع أقرب الحلفاء فى المنطقة وأوروبا والعالم كله. وإذا تجاهلت واشنطن الكثير من المخاطر، فلا يمكن أن تتجاهل أن الإسرائيليين أنفسهم أصبحوا يحملون واشنطن مسئولية ما يقرره مجرم الحرب نتنياهو الذى يحرص فى كل خطوة يخطوها أن يؤكد أنها تتم بالتنسيق مع الحليف الأكبر!! ولا يمكن أيضا تجاهل ارتفاع أصوات التحذير داخل أمريكا نفسها من التورط الأمريكى فى جرائم إسرائيل. وآخرها تحذير السناتور اليهودى «بيرنى ساندرز»، بأن الولاياتالمتحدة قدمت لإسرائيل 22 مليار دولار فقط منذ بداية الحرب لتكون النتيجة قتل أكثر من 18 ألف فلسطينى بسلاح أمريكى!! إسرائيل أصبحت عبئا ثقيلا على أمريكا كما هو الأمر بالنسبة لكل من كانوا حلفاءها فى العالم. بكل لغات العالم - بما فيها لغة المصالح التى تضعها واشنطن فى المقدمة - آن الأوان لإيقاف جرائم إسرائىل وإنهاء حرب الإبادة والتجويع. وآن الأوان لكى يقول العالم إنه لن يسمح بالمزيد من جرائم إسرائيل، ولن يغض الطرف عن نازية جديدة، ولن يتراجع عن إيمانه بأنه لا أمن ولا استقرار للمنطقة والعالم إلا بأن ينال شعب فلسطين حقوقه الكاملة فى أرضه الحرة ودولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو بما فيها القدس العربية.. آن الأوان لأن يدرك الجميع أن عليهم أن يتحملوا المسئولية أو يكونوا شركاء فى جرائم إسرائيل.