هذه مناسبة لتوجيه تحية ليقظة أجهزة الأمن المصرية فى توجيه تلك الضربة الاستباقية الفعالة لعناصر تنظيم «حسم»، فالكفاءة واليقظة العسكرية والأمنية، والتماسك الشعبى، والوعى الجماهيرى بأبعاد ما يحيط بنا، باتت ضرورة وفرض عين على أبناء الوطن لمواجهة مشروعات الفوضى فى الإقليم. هناك حكاية شهيرة فى الأدبيات اليهودية عنوانها «الحاخام والخنزير»، تروى أن رجلا يهوديا كان يعيش مع زوجته وأمه وأطفاله السبعة فى غرفة ضيقة جدا، فذهب إلى الحاخام يشكو له ضيق المكان وكثرة السكان، وقال إنه لا يستطيع العيش بهذه الطريقة. فقال له الحاخام: - «أدخل خنزيرا إلى الغرفة وأبقه معكم»! استغرب الرجل، لكنه أطاع. وبعد أيام، عاد إلى الحاخام وهو على وشك الانهيار، وقال: - «الوضع أصبح لا يُطاق!» فقال له الحاخام: - «الآن أخرج الخنزير من الغرفة». ففعل الرجل، وفجأة شعر بأن الغرفة أصبحت أكثر اتساعا وراحة، رغم أنها لم تتغير، فقط تمت إزالة العبء الإضافى. للحكاية نسخ وتفاصيل عدة، ويستخدمها البعض فى إطار السخرية من العقلية اليهودية، لكننى أقرأ تلك الحكاية كتجسيد لعقلية صناعة الفوضى فى الفكر الصهيونى، وتأكيد على أن صناعة الفوضى كانت ولا تزال أداة صهيونية بامتياز، أجادت إسرائيل - وإلى اليوم- توظيفها لخلق حالة من الاضطراب فى الشرق الأوسط، للحفاظ على قوتها عبر إضعاف الآخرين. ولعل أخطر ما يجرى فى منطقتنا اليوم ليس فقط «صناعة الفوضى»، فهى أمر قديم ومتواصل سبق أن تطرقنا إليه فى مناسبات سابقة، لكن ما تشهده المنطقة وجسدته حوادث الأسابيع الأخيرة وبالأخص فى سوريا، يشير إلى ما هو أبعد وأعمق، فهو يعكس مسارا مستمرا ل«هندسة» تلك الفوضى، بمعنى وضع ضوابط ومسارات متعددة لها تستطيع أن تمتد أبعد كثيرا مما تبدو عليه الأمور ظاهريا. ■■■ ربما كانت النقطة الأكثر سخونة - وإن لم تكن الوحيدة - خلال الآونة الأخيرة هى سوريا، وما يجرى فى الجنوب السورى، وتحديدا فى السويداء، حيث تتمركز الأقلية الدرزية السورية بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ولا أود هنا الاستغراق فى تفاصيل الاشتباكات التى شهدتها المنطقة سواء بين أطراف سورية بعضها البعض، أو التدخل الإسرائيلى الفج، الذى بلغ مدى مستفزا من التبجح بقصف مدخل رئاسة هيئة أركان الجيش السورى فى قلب العاصمة دمشق، بل طالت الهجمات محيط القصر الرئاسى، فى تطور يشى بأن الوقاحة الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود، وهو ما لم يخفه وزير الحرب الإسرائيلى يسرائيل كاتس بقوله إن هذه الهجمات تعنى بشكل واضح أن «زمن الرسائل انتهى»!! كل هذه التفاصيل معلومة، لكن عندما نضع ما يجرى فى سوريا على لوحة «البازل» الكبيرة لمنطقة الشرق الأوسط اليوم، يمكننا أن نفهم بشكل أعمق لماذا فعلت إسرائيل ما فعلته فى سوريا؟ ولماذا علينا ألا نتفاءل كثيرا ونعتقد أنها ستكف عن مثل هذه الممارسات على الأقل فى المستقبل القريب؟! هنا لا بد أن نعود قليلا بالذاكرة إلى عام 1982، وهو عام ملىء بالذكريات الحزينة لعل أسوأها الغزو الإسرائيلى للبنان، والذى كان تجسيدا لاستراتيجية صهيونية واضحة فى استغلال المشهد الطائفى فى بلد عربى اشتهر بتعدد طوائفه ومذاهبه، وكان هذا الأمر فى الماضى دليلا على قوة التنوع، فإذا بالتدخلات الخارجية تحيله إلى قِدْر تغلى بنار التوتر والصراعات الطائفية وتوشك على الانفجار، بل انفجرت بالفعل واستغلت إسرائيل علاقتها ببعض القوى الطائفية اللبنانية لتنفذ مغامرة عسكرية على أرض لبنان والدخول إلى قلب العاصمة بيروت!! لكن ما أريد استعادته من عام 1982 ليس مشهد الحرب فحسب، وهى بحد ذاتها جرس إنذار وتجربة لا يبدو أن إسرائيل ستتورع عن تكرارها إن استطاعت إلى ذلك سبيلا، بل ما أود التنبيه إليه هو وثيقة أعدها كاتب وسياسى إسرائيلى معروف هو «عوديد ينون» وقد كان مسئولا سابقا فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وعمل أيضا مستشارا لرئيس الوزراء الإسرائيلى أرييل شارون، واشتهر بإعداده لوثيقة مثيرة للجدل تُعرف باسم «خطة ينون» أو «استراتيجية إسرائيل فى الثمانينيات»، والتى نُشرت عام 1982 فى مجلة عبرية تُدعى «كيفونيم». الخطة تدعو بشكل لا لبس فيه إلى تفكيك الدول العربية المحيطة بإسرائيل إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة، لضمان تفوق إسرائيل الإقليمى، وقد ركزت بشكل خاص على سوريا، العراق، لبنان، ومصر(!!) ورغم أن البعض فى إسرائيل يجادل بأن تلك الخطة القديمة ليست سوى «طرح نظرى»، فإنه من خلال مجريات الأوضاع التى شهدتها العديد من الدول التى أشارت إليها الوثيقة، ومن خلال تحليل طبيعة السلوكيات الإسرائيلية ومسارات تحركها فى المنطقة، ليس فقط طيلة الأشهر الأخيرة، بل على مدى السنوات الطويلة الماضية، يمكن أن نذهب إلى إدراك أن تلك الوثيقة كانت «خريطة طريق» واضحة التزمت بتطبيقها حكومات إسرائيلية متعاقبة، واليوم يواصل بنيامين نتنياهو وحكومة التطرف فى تل أبيب تنفيذها بوتيرة أسرع، مستفيدا من مجريات الأوضاع الملتهبة فى المنطقة. ■■■ عندما أستمع اليوم إلى الخطاب الإسرائيلى المتعلق بالأقليات فى سوريا، يتبادر إلى ذهنى فورا عنوان قصة قصيرة للعملاق نجيب محفوظ: «الشيطان يعظ»، فإسرائيل التى تحترف قتل الأطفال والنساء بشكل مُمنهج، وتقصف المساجد والكنائس والمستشفيات ومحطات المياه والمدارس والجامعات، بل حتى خيام النازحين الذين شردتهم آلتها العسكرية باهظة التكلفة، هى آخر من يحق لها الحديث عن أى حق إنسانى سواء لأقليات أو لغيرها. الأقليات سواء الدينية أو الإثنية وفق الرؤية الإسرائيلية ليست سوى أدوات أمنية يجرى توظيفها من أجل اختراق الدول المحيطة بإسرائيل وإشعال الأزمات والتوترات، بما يوفر أجواء مشتعلة دائما تسهم فى إضعاف الدول المُستهدفة، وفى الوقت ذاته توفر فرصاً للتدخل الإسرائيلى على غرار ما حدث فى السويداء السورية. ولا تتورع إسرائيل عن استخدام كل الأدوات المتاحة فى سبيل تحقيق أهدافها بأن تبقى دول الجوار العربى لها «ضعيفة ومنقسمة»، فهذا هدف استراتيجى دائم تؤمن تل أبيب بأنه سبيلها الوحيد للبقاء. وربما تحاول فى اللحظة الراهنة استثمار حالة الاضطراب الإقليمى لبناء ترتيبات أمنية واستراتيجية مستدامة من خلال إحياء مشاريع الانفصال فى سوريا، والتهجير فى فلسطين، والتطبيع مع العديد من الدول العربية. وقد تكون مساعى إسرائيل لمغازلة بعض الأقليات فى المنطقة أخطر مما يتصور أحد، فالأمر يتجاوز فكرة الحماية التى تتحدث عنها حكومة تل أبيب، وهى بكل تأكيد حماية زائفة وليست سوى قناع لإحياء مشاريع الانفصال، التى يعود تاريخها إلى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، وهو مسار خطير ويحمل من التداعيات بعيدة المدى ما يمكن أن يهدد بانفجار المنطقة برمتها. نعم ينبغى الاعتراف بأن لدى الأقليات السورية مخاوف مشروعة بشأن المستقبل، فى ظل حالة السيولة الأمنية وعدم إحكام قبضة مؤسسات السلطة الجديدة على جميع العناصر المنتسبة إليها أو المحسوبة عليها، ومن الواضح أن تلك العناصر باتت عبئاً ثقيلاً وأشبه بالدبة التى تقتل صاحبها!! وهو ما يستوجب تحركا سوريا جامعا لسد الثغرات وتفادى ما يمكن أن تستغله إسرائيل لتأزيم الموقف والدفع بسوريا نحو هاوية سحيقة من الاقتتال الداخلى، من المؤكد أن الجسد الوطنى السورى لا يحتمل المزيد منه. ■■■ ولعل الحديث عن العناصر المنفلتة والأيديولوجيات المتطرفة يدفعنا إلى الإشارة إلى وجه آخر من صور «هندسة» الفوضى الجارية فى الإقليم حالياً ألا وهى إعادة إحياء دور جماعات التطرف والإرهاب مجدداً. وهذه الجماعات بالأساس مجرد أدوات وظيفية وعناصر مُرتزقة تعمل - بعلم أو بغير علم - فى خدمة لعبة أكبر منها، وتُوظف كوسيلة لزعزعة الاستقرار فى الدول التى تُوضع على لائحة الاستهداف، ولطالما كان الإرهاب والتطرف فى المنطقة، على الأقل فى تاريخنا المعاصر ومنذ تأسيس جماعة «الإخوان» فى مصر عام 1928، أداة من أدوات القوى الخارجية لاستهداف الجبهة الوطنية الداخلية لخدمة أهداف الاستعمار القديم والجديد. وإسرائيل ليست سوى واحدة من صور صناعة التطرف، بل هى كما وصفها الدكتور جمال حمدان نموذج للدولة «المرتزقة»، فهى تعمل مأجورة فى خدمة الاستعمار العالمى، ولطالما كان الالتقاء والتداخل العميق بين مصالح الصهيونية والإمبريالية العالميتين هو مفتاح وجود إسرائيل وسبب بقائها، وبالتالى لم يكن مُستبعداً أن تجيد إسرائيل توظيف أدوات الإرهاب فى المنطقة وتنظيمات التطرف لخدمة مصالحها الاستراتيجية، وتوظيفها فى إطار مخططها الدائم بإضعاف دول جوارها العربية. ومن يتأمل مسار صناعة الميليشيات والتنظيمات المتطرفة فى المنطقة سيلحظ ارتباطاً بصورة أو بأخرى بخطوات إسرائيل وتحركاتها، فبعض تلك التنظيمات يظهر إلى الحياة فى أعقاب مواجهة ما مع إسرائيل، أو يحاول أن يبنى شرعية وجوده عبر رفع شعارات العداء ضد إسرائيل، لكن المحصلة فى النهاية أن تلك التنظيمات تتحول إلى أداة لخدمة المصالح الصهيونية فى المنطقة، فهى إما أداة تمهد الطريق لتدخل لإسرائيل، أو أنها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل، بل كانت بنادقها دوماً موجهة إلى صدور أبناء الدول التى ابُتليت بوجود تلك التنظيمات أو مستهدفة استنزاف قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية فى تلك الدول، وهو أمر لا يخدم فى النهاية سوى الرؤية والمصلحة الإسرائيلية!! واليوم تسعى إسرائيل إلى توظيف بعض تلك الميليشيات لاستخدامها فى ملء الفراغ الأمنى الذى تسعى إلى إحداثه فى قطاع غزة، وهو توظيف مزدوج يستهدف إشعال اقتتال داخلى فلسطينى- فلسطينى، وفى الوقت ذاته ترويج ذرائع تبرر تدخلها الدائم فى القطاع والتوسع فى حصاره وتدمير مقدراته. وفى السياق ذاته تجرى محاولات محمومة لإعادة إحياء تنظيمات مثل: «داعش» أو «حسم» أو حتى «القاعدة» لتمارس دورها المرسوم لها فى مشهد «هندسة الفوضى» الراهنة، فتنظيمات مثل: «داعش» يمكن أن تُستخدم فزاعة لإثارة مخاوف الأقليات الدينية فى عدد من دول المنطقة، ولهذا التنظيم وغيره تاريخ أسود فى استهداف تلك الأقليات، ومنها بالمناسبة عمليات بالغة الدموية ضد الدروز والعلويين فى سوريا!! وغير بعيد عن ذلك المشهد، يمكننا أن نضع محاولة إحياء تنظيم إرهابى مثل «حسم» بل ودفعه للقيام بعمليات استهداف لشخصيات عامة ومصالح اقتصادية وحيوية فى مصر حسبما كشف بيان وزارة الداخلية الأخير. هذه المحاولة لإعادة أذرع جماعة «الإخوان» الإرهابية إلى دائرة الضوء لا تبتعد كثيراً عن عمليات مُمنهجة لتوظيف تلك التنظيمات فى إضعاف وتشتيت دول المنطقة، والتشويش على الجهود التى يمكن أن تقود إلى استعادة الهدوء والاستقرار فى إقليم لا يريد له البعض أن يهدأ، بل تسعى قوى إقليمية ودولية - سراً وعلانية - إلى أن تظل منطقة الشرق الأوسط «برميل بارود مشتعل» تحوم من حوله أيادٍ كثيرة بأعواد الثقاب!! وربما هذه مناسبة لتوجيه تحية ليقظة أجهزة الأمن المصرية فى توجيه تلك الضربة الاستباقية الفعالة لعناصر تنظيم «حسم»، فالكفاءة واليقظة العسكرية والأمنية، والتماسك الشعبى، والوعى الجماهيرى بأبعاد ما يحيط بنا، بات ضرورة وفرض عين على أبناء الوطن لمواجهة مشروعات الفوضى فى الإقليم. ■■■ واليقظة ينبغى ألا تبقى مقتصرة على المستوى الوطنى فحسب، بل يجب أن تمتد كذلك إلى السياق القومى العربى، فنحن أحوج ما نكون إلى تقارب عربى جامع وشامل على المستويات كافة، فإحدى أدوات إسرائيل وداعميها الدائمة لإضعاف المحيط العربى من حولها، كان استهداف القومية العربية بكل صورها وتجلياتها. واليوم تواجه الدول العربية مسئولية كبيرة، وينتظرها جهد شاق للملمة الأمور فى إقليم تحاصره الحرائق من كل اتجاه، ومن مصادر الخطر التى باتت تتصاعد فى السنوات الماضية ، فقدان الإيمان والثقة فى فكرة العمل العربى المشترك، ومحاولات البعض التشكيك دائماً فى قدرة هذا العمل العربى على بناء حائط صد قادر على مواجهة ما يُحاك للمنطقة، رغم أن خبرة التاريخ لا تزال ماثلة أمام أعيننا بأن خصوم هذه الأمة لا يتسللون إلينا إلا من ثغرات تفرقنا وتشرذمنا، وأن استعادة اللُّحمة والوحدة العربية كانت دائماً هى الملاذ الأخير والخيار القادر على إعادة الأمور إلى نصابها، وإنقاذ المنطقة من الدخلاء والغزاة. وأتصور أن التحركات المصرية مع الدول الوازنة فى المنطقة تستهدف بالفعل إعادة دفع العمل العربى المشترك فى لحظة بالغة الدقة والخطر من عمر المنطقة، فالعلاقات المصرية مع دول فاعلة إقليميا مثل دول الخليج العربى، وكذلك التنسيق المتواصل مع الأردنوالعراق، وتبادل الرؤى مع دول الجوار الشرق أوسطى غير العربية مثل: تركيا وإيران هذه التحركات المصرية الجادة والحكيمة تمثل خطواتٍ مهمة على الطريق الصحيح، فمستقبل المنطقة شأن لا يتعلق بدولة بعينها، بل ينبغى أن يكون هماً جامعاً للدول العربية فى المقام الأول، وكذلك للدول والأطراف ذات المصلحة فى استعادة هدوء واستقرار المنطقة، لمواجهة المغامرات والمقامرات والمؤامرات التى يحيكها البعض عبر هندسة الفوضى لإعادة رسم خرائط الإقليم على أسس طائفية ومذهبية متصارعة. ■■■ لا يمكن بأى حال من الأحوال تصور أن الطريق لإعادة بناء مستقبل الإقليم سيكون معبداً ومفروشاً بالورود، فى ظل سحب الدخان وألسنة اللهب المشتعلة فى جنبات المنطقة، لكن إطفاء تلك الحرائق، وبخاصة فى غزة الثُكلى بخسائرها الأسطورية ومعاناتها التى فاقت كل ما عرفه التاريخ العالمى المعاصر من مآسٍ هو الخطوة الأولى والأهم فى طريق طويل تتمسك مصر بالسير فيه حتى النهاية، رغم ما يُوضع أمام جهودها فى هذا الشأن من عقبات وعراقيل. يأتى بعد ذلك ضرورة احتواء الأزمات فى كل بؤر الاشتعال العربية من السودان إلى اليمن، ومن لبنان إلى الصومال، ومن ليبيا إلى سوريا، فاستعادة الهدوء لتلك البلدان من شأنه أن يعيد بناء معادلة القوة العربية بعدما فقدت الكثير من وزنها الاستراتيجى خلال العقود الثلاثة الماضية. قد يرى كثيرون أن الأمر بعيد المنال وأن حجم الحرائق أكبر من كل جهود الاحتواء، لكن يبقى الأمل قائماً فى إدراك الجميع حجم وعمق الخطر، وقد كانت المنطقة ساحة لكثير من التحولات الدراماتيكية التى بدت قبل حدوثها ضرباً من المستحيلات، لكن تحقق تلك التحولات صنع لمنطقة الشرق الأوسط سمعة لا تزال باقية بأنها قد تتحول فى لحظات إلى «أرض المعجزات».