الصمت أصبح مستحيلًا.. هل تفهم إسرائيل؟!

فى الصميم

أخيراً.. يبدأ العالم فى التحرك لإيقاف جرائم إسرائيل. طال الصبر واستمر الصمت الدولى حتى تصور مجرمو الحرب أن الكيان الصهيونى سيظل فوق القانون وخارج المحاسبة للأبد. الآن تواجه إسرائيل الحقيقة بعد أن أدرك العالم كله أن النازية الصهيونية أصبحت خطرًا على الجميع، وأن الشعوب لن تسكت على أى تواطؤ مع كيان يعتبر أن مهمته الأساسية هى قتل الأطفال والإبادة الجماعية للفلسطينيين.. بالجوع إن أمكن، وبالتهجير إن استطاعوا، وباستهداف المدنيين بأسلحة الموت الفتاكة فى كل الأحوال!!.
أول أمس الثلاثاء كان أشبه بإعصار سياسى يضرب آخر ما تبقى لدى إسرائيل من حماية غربية مكنتها من ارتكاب كل جرائمها، فى يوم واحد توالت الضربات التى تقول لمجرم الحرب نتنياهو وعصابته الإرهابية الحاكمة: كفى.. لم يعد ممكنًا تحمل جرائمكم، ولم يعد ممكنًا مساعدتكم على الإفلات من العقاب!!.. فى يوم واحد كانت بريطانيا «بكل تاريخها فى دعم الكيان الصهيونى»، تعلق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتهدد بعقوبات أشد إذا لم تتوقف حرب الإبادة وحصار الجوع وقتل الأطفال فى غزة بينما كانت إسبانيا يبدأ برلمانها فى إجراءات قانونية لحظر تصدير السلاح لإسرائيل، وكانت أوروبا تعلن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل فى خطوة تهدد بإيقاف العلاقات التجارية المميزة بين الكيان الصهيونى وأوروبا والتى تمثل الأساس الأهم لاقتصاد إسرائيل!!
إسرائيل تتحول بالفعل إلى «دولة منبوذة»، من العالم كله. والمهم الآن أن تستمر هذه الخطوات، وأن تتم ترجمة الإرادة الدولية إلى فعل سياسى يردع إسرائيل ويوقف جرائمها. البيان الأهم فى تاريخ علاقات الكيان الصهيونى بالغرب هو البيان الثلاثى من فرنسا وبريطانيا وكندا الذى لم يتوقف فقط عند قضية «حرب التجويع»، وإنما طالب بإنهاء الحرب فورًا، وتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين، وأنذر الكيان الصهيونى بعقوبات رادعة إذا لم يلتزم بالشرعية الدولية.. والرد الإسرائيلى حتى الآن هو الاستمرار فى حرب الإبادة، والمناورة بمفاوضات لكسب الوقت، وإدخال قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية التى لم يصل منها شيء لأطفال فلسطين حتى الآن؟!
والمحاكمات منصوبة لكل من يتجرأ ويقول إسرائيل أصبحت «دولة منبوذة» لدى كل العالم، ومجرم الحرب نتنياهو مازال متمسكًا بالبقاء، ومازال قادرًا على أن يصنع المزيد من الكوارث قبل الرحيل. لا يستطيع مجرم الحرب أن يفهم أن الصمت على جرائمه لم يعد ممكنًا، وأنه وحكومته الإرهابية أصبحوا خطرًا على إسرائيل نفسها بقدر ما هم خطر على العالم كله!!