قال الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاما من العضوية سيصب في مصلحة مصر وأشار إلى أن استقالة ديفيد كاميرون وحكومته ستعود بالنفع بدورها على مصر خاصة أنه كانت لديه سياسة متشددة مع مصر وكانت توجهاته مغايرة للنظام الحالي في مصر وبصفته عضو في الاتحاد الأوروبي وبحكم ثقله السياسي والاقتصادي نجد أن دولا أخرى انتهجت نفس سياسته مع مصر. وأوضح عاطف في تصريحات صحفية له اليوم أن مصر لديها فرصة قوية لتحسين العلاقات مع الحكومة الجديدة المنتظرة في بريطانيا عقب استقالة كاميرون بعد فشله في بقاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبي وذلك من خلال تواصل مصر ممثلة في الحكومة والبرلمان مع نظرائهم في بريطانيا لتحسين الصورة وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي ومد جسور الثقة وفتح قنوات الاتصال من الناحية السياحية والسياسية والاقتصادية وكل هذا يصب في مصلحة البلدين. وأشار عاطف إلى إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يصب أيضا في مصلحتها اقتصاديا وسياسيا على المدى الطويل ولكن حاليا من المنتظر أن تشهد بريطانيا حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي قد تزيد عن عام ونصف هذا فضلا عن تراجع الدور الأمريكي بالاتحاد الأوربي الذي كانت تقوم بها بريطانيا لصالح أمريكا. وأضاف عاطف أن بريطانيا كانت تدفع حوالي 395 مليون جنيه إسترليني كل شهر للاتحاد الأوروبي عبارة عن قيمة مضافة وضرائب نتيجة لوجودها بالاتحاد وكل أوروبا الشرقية كانت تستفيد من مميزات الاتحاد في بريطانيا من علاج وإقامة وعمل وكانوا يمثلون عبئاً على بريطانيا حيث أن أكثر من مليون أوروبي شرقي من بلغاريا ورومانيا وبولندا يعملون في بريطانيا . وتوقع عاطف قيام دول أخرى بالاتحاد الأوروبي بعمل استفتاء على بقائها في الاتحاد الأوروبي من عدمه وان خروج بريطانيا من الاتحاد لن يكون الأخير وسيليه خروج دول أخرى مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي رغم مميزاته إلا انه أثر بالسلب أيضا على بعض الدول بسبب زيادة الإرهاب مع عدم وجود تأشيرات بين دوله وحرية التنقل بين الدول هناك بدون ضوابط مثل الإرهابيين الذين ضربوا فرنسا وعادوا إلى بلجيكا عقب التفجير. وفيما يتعلق بالسياح الوافدين لمصر من بريطانيا فإنها تحتل المرتبة الثانية في عدد السياح بعد روسيا بحوالي مليون و300 ألف سائح سنويا وكان ذلك في عام 2009 ومع الأحداث الأخيرة في مصر على مدار الخمس سنوات الماضية تراجعت السياحة بشكل ملحوظ خاصة مع وجود ديفيد كاميرون على رأس الحكومة هناك الذي كان معاديا لثورة 30 يونيو في بدايتها وفرض حظر على الرعايا البريطانيين لزيارة مصر مع سقوط الطائرة الروسية في سيناء وتراجع عدد السياح البريطانيين القادمين لمصر في 2015 إلى 869 ألف سائح، مقارنة ب 906 ألاف سائح في 2014. وعن العلاقات الاقتصادية بين مصر وبريطانيا أكد عاطف أن حجم التبادل التجاري ببن البلدين بلغ حوالي 1.5 مليار جنيه إسترليني، في 2015 و بلغت الاستثمارات البريطانية في مصر حتى نهاية عام 2015 حوالي 5.5 مليار دولار مستثمرة في 1358 مشروعا، و تأتي بريطانيا في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر في أنشطة مختلفة منها البترول والبنوك والاتصالات والسياحة والطاقة والمنظفات.