كما سبق وأكدت مصر مرارا وتكرارا علي مدي اكثر من عقدين من الزمن فإن الإرهاب الأسود المخرب والدموي لادين له ولا قيم ولايعرف صديقا أو صاحباً. علي هذا الاساس اصبح هذا الارهاب حرفة ومهنة للارتزاق سنده في ممارستها.. الافكار المريضة. انه وجد فرصته في ممارسة نشاطه الاجرامي في ظل المهادنة خاصة من جانب بعض الدول الغربية الكبري دفاعا عن مصالحها وكذلك الدول النكرة التي تبحث لها عن دور علي الساحة. بعض الدول الكبري المنتمية للتكتل الغربي كانت وراء ظهور بعض هذه التنظيمات لاستخدامها في تنفيذ استراتيجيتها في السيطرة والهيمنة وبث الرعب في دول بعينها. اما الدول النكرة فإنها تعيش في وهم انه يمكنها بالمال الذي أنعم الله به عليها ان تجد لها دورا علي الساحة الدولية.. ولأن هذا الارهاب لادين له ولا خلق ولايعترف بمباديء فقد كان متوقعا ان ينقلب علي الجميع ناكرا التمويل والرعاية والتربية. انه اصبح يضرب في كل مكان لتأكيد عدائه للحياة وإنكاره للحضارة الانسانية. وجدناه اخيرا يقوم بالتفجيرات في «جاكرتا» عاصمة إندونيسيا الدولة الاسلامية الكبري في آسيا وكذلك في تركيا التي كانت راعية له ومعبره إلي سورياوالعراق من أجل تقسيمها وتفتيتها. نفس هذا الإرهاب لم يجد في مهادنة دول الغرب سببا يدعوه إلي عدم القيام بنشاطه علي أرضها وهو الامر الذي دفعه للقيام بعمليات ارهابية في فرنسا وقبلها في بريطانيا. ان الدولة البريطانية رغم ادراكها أخيرا لاخطار الارهاب مازالت تفتح ابوابها لرموز الارهاب والمحرضين عليه. لم تكن الولاياتالمتحدة الحليف والداعم للارهاب في منأي عن هذا الارهاب الذي اشرفت علي تأسيسه في افغانستان. تمثل ذلك في تعرضها لكارثة تفجير برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك الذي راح ضحيته ما يزيد علي ٣٠٠٠ إنسان. إنها لم تأخذ درسا وعبرة من هذا الحادث معتقدة انها يمكنها حماية نفسها بمواصلة غلطة افغانستان. انها وفي اطار هذا الدور قامت بتأسيس التنظيمات الارهابية في العراق وليبيا وسوريا بهدف القضاء علي وجود الدول العربية الثلاث. إن هدفها لم يكن خافيا حيث كان ضمن مخططها كل العالم العربي ولكن عناصرها فشلت في تفعيله والوصول إلي غايته من خلال العملاء وجماعة الارهاب الاخواني في مصر. بعد كل هذا المسلسل الدموي الارهابي الذي اصبح يمارسه الارهاب ضد دول العالم حان الوقت لان يفيق الجميع للحقيقة ويتحركوا لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الحضارة الانسانية في كل مكان وبلا استثناء. وعلي هذا العالم أن يتجاوب مع دعوات مصر التي انكوت بنار هذا الارهاب ومازالت تقف بكل شجاعة وجسارة في مواجهته.. علي الجميع أن يتعاون ويتكاتف في التصدي لهذه الظاهرة بتجفيف منابع الدعم والرعاية التي تقدمها دول بعينها. هذا لن يتحقق إلا اذا أدرك الجميع انه من الممكن أن يكونوا في أي لحظة هدفا لهذا الارهاب. في هذا الاطار فإن دعوة مصر إلي التكتل الدولي لمواجهة اخطار هذه الظاهرة المدمرة الفاقدة لكل مقومات القيم الدينية والانسانية لم تأت من فراغ. انها اطلقت هذه الدعوة وشعبها يخوض كفاحا بطوليا في تصديه لهذا الخطر الذي أطلقت عقاله جماعة الارهاب الإخواني أم كل تنظيمات التطرف الارهابي الدموي في كل العالم. ولقطع الطريق علي المزايدات التي يتم استخدامها لتبرير الممارسات الإرهابية قامت مصر بإتمام مراحل خريطة المستقبل الثلاث التي توافق عليها الشعب في ثورة ٣٠ يونيو الذي انتصرت فيه ارادته. وكما قال الرئيس السيسي في كلمته أمس بمناسبة الاحتفال بذكري ثورة ٢٥ يناير التي كان اصلاح مسارها. أن ثورة ٣٠ يونيو ما قامت الا لاصلاح مسار هذه الثورة. ان هدفها تركز في تنقية ثورة ٢٥ يناير مما الحقه بها هيمنة وسيطرة جماعة الارهاب الاخواني التي عزلت وهمشت كل القوي الوطنية في مصر. حرص الرئيس علي أن يؤكد ان وجود مجلس النواب كان حصيلة الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل. قال انه سيساهم في اثراء تجربتنا الديمقراطية بصورة فعالة وفي عملية بناءالمستقبل وفقا للدستور الذي رسخ مبدأ الفصل بين السلطات. اشار الرئيس إلي أن ما يتم انجازه حاليا يدخل ضمن أهداف ومبادئ ثورتي ٢٥يناير و٣٠ يونيو. اكد الرئيس اهمية مشاركة الشعب في مسيرة التنمية وتفعيل جهود الرقابة ومكافحة الفساد علي كل الاصعدة. يأتي ذلك باعتبار أن تحقيق هذا الهدف هو عنصر مهم للغاية في الحرب التي تخوضها مصر للقضاء علي الارهاب والتفرغ لمتطلبات بناء الوطن. في النهاية قال الرئيس إن كل تقدم وازدهار تحققه الدولة المصرية هو في النهاية لصالح الشباب باعتبارهم ذخيرة المستقبل وامله في حياة أفضل واعظم. إن ما جاء في جوهر كلمة الرئيس في الاحتفال بذكري ثورة ٢٥ يناير هي الدعوة لأن نعمل علي قلب رجل واحد من اجل تحقيق النهوض بمصر المحروسة وطناعظيما ومزدهرا للجميع. ان بلوغنا هذا الأمل سوف يكون بمثابة دعاء ورحمة لجموع الشهداء الأبرار الذين راحوا ضحية اصرارهم علي اعلاء شأن مصر والدفاع عن أمنها وأمن ابنائها.