عقد مركز "اليقظة الصيدلية" ورشة عمل على مدار يومي 3و4 مايو حول اليقظة الصيدلية بحضور ما يتجاوز ال300 صيدلي من مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحي والمستشفيات الجامعية وبعض المستشفيات الخاصة والصيادلة الأهليين. قال مدير مركز اليقظة الصيدلية المصري ومعاون وزير الصحة د.عمرو سعد، في تصريحات خاصة، إن الورشة تطرقت لأساليب وطرق متابعة الآثار العكسية للأدوية في مراحل ما بعد التسويق وحول كيفية التعامل مع المريض وطرق الإبلاغ عن الأعراض التي تعرض لها المريض. أضاف أنه تم تدريب الصيادلة على كيفية التواصل مع المركز إذا ما تم رصد أي مشكلة عكسية في أي دواء بمرحلة ما بعد التسوق بحيث يتم دراسة المشكلة واتخاذ الإجراءات الرقابية الممكنة لمنع تكرار المشكلة مع مرضى أخريين في المستقبل. وأوضح د.عمرو أن نشاطات اليقظة تعد حديثة جدا في معظم دول العالم ، وأن مصر تواكب دول العالم في هذا الإطار، الذي يشابه غلى حد كبير خدمة ما بعد البيع المتبعة في جميع المنتجات ، مشيرا إلى أن مركز اليقظة المصري يعمل بآليات عالمية ومعترف به من قبل منظمة الصحة العالمية ، كما أنه يقود المنطقة العربية في هذا المجال، حيث تم عمل أنشطة تحت مظلة جامعة الدول العربية وهو مدونة عربية مشتركة لليقظة الدوائية والمتمثلة في أسس كيفية التعامل مع اليقظة الدوائية بالدول ال22 التابعين للجامعة. وقال إن هذه المدونة تم اعتمادها من وزراء الصحة العرب في اجتماعهم الدوري الماضي مما يساهم في توحيد النشاطات في جميع الدول العربية في ما يتعلق باليقظة الدوائية ، كما يساعد على التعاون في منع تكرار مشكلة في دولة عربية بباقي الدول لأن مجرد رصدها في إحدى الدول ينذر باقي الدول لاتخاذ إجراءاتها الرقابية. أشار د.عمرو سعد إلى أن علم اليقظة الدوائية يتطور بشكل دائم حتى أنه تم إضافة كل المشاكل التي يمكن أن يسببها الدواء من تداخلات أدوية أو جرعات خاطئة وسوء الاستخدام والقابلية للإدمان والأدوية المزورة والفشل العلاجي إلى أخر ذلك من المشاكل التي يمكن أن تسببها الأدوية بما فيها غش الأدوية أصبحت تحت رقابة اليقظة للأدوية ويتم رصدها وتحليلها وفهمها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاولة منع تكرارها. أكد أن مركز اليقظة المصري قام بإعادة تقييم ألاف الأدوية وتم تعديل نشرات عديدة وتم إضافة تحذيرات عديدة بالإضافة إلى خطط لإدارة مكافحة مخاطر بعض الأدوية مثل أدوية السرطانات والأدوية المضادة للفيروسات وأدوية الكبد الجديدة علاوة على سحب بعض الأدوية المزورة من السوق مثل أدوية المطهرات "البيتادين" و"هيومن ألبومين" حتى أن بعض الأدوية يتم سحبها برغم أنها سليمة بسبب تأثيراتها الجانبية مثل بعض أدوية السكر من عائلة "روزي بيتازون" وبعض أدوية التخسيس من عائلة "سيبوتريمز". من جانبها، أوضحت مدير فرع اليقظة بالقاهرة د.هند الحسيني المنياوي أن دور المراكز الفرعية يتمثل في جمع الآثار العكسية للأدوية والتواصل مع المستشفيات والجمهور بصفة مستمرة ومنتظمة ، عن طريق زيارة المستشفيات وعمل دورات توعية للتمريض والأطباء والصيادلة وأي فرد في الفريق الصحي ، كخطوة في سبيل الوصول إلى المريض المصري مشيرة إلى أنه يتم التركيز على المستشفيات العامة لرفع كفاءتها والوصول بالمريض إلى مرحلة الرعاية المتكاملة والدواء الآمن والفعال. ولفتت إلى أن المركز يسعى دائما إلى تدريب الأطباء على ألا ينتهي دورهم بكتابة الدواء ، بل يمتد لمتابعة أي آثار عكسية على المريض غير مكتوبة في النشرة الخاصة بالدواء والوقوف على أسباب الأثر العكسي وإن كان السبب هو التداخل الدوائي أو نتيجة غش في الدواء أو غير ذلك. وأشارت د.هند الحسيني إلى أن مركز اليقظة الصيدلية يتواصل مع المريض عن طريق الكارت "الأصفر أو الوردي أو الأزرق" التي ابتكرها مركز اليقظة المصري للوصول إلى المعلومات اللازمة عن المريض ، وهو كارت يمكن أن يوجد مع الصيدلي أو الطبيب أو التمريض ويمكن أن يوجد في الصيدليات الأهلية أيضا وهو ما يسعى إليه مركز اليقظة من خلال وسائل الإعلام ومن خلال البرامج التدريبية لتعريف المريض أن هناك مركز يرصد الآثار العكسية للدواء وأن هناك آليات لتطبيق هذا العلم من خلال الكارت الذي يحتوي على معلومات بسيطة جدا عن المريض مثل اسمه وسنه ووزنه ، وما هي الأدوية التي يعالج بها وما هي الآثار العكسية التي تعرض لها ، لافتة إلى أنه حتى لو لم يستطيع المريض ملئ بيانات الكارت يمكنه التوجه لأقرب صيدلي أو طبيب أو مستشفى. وقالت إن مركز اليقظة الصيدلية يجمع هذه الكروت ويكمل البيانات ويبدأ التعامل مع الدواء الذي تسبب في ضرر المريض ، وذلك من خلال الأساليب المتبعة عالميا والتي تشمل البحث عن أي آثار عكسية مشابهة حدثت في مصر أو دول أخرى ، ثم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا الدواء بحيث لا تتكرر المشكلة مع مريض أخر ، وقد يلجئ في سبيل المحافظة على صحة المريض إلى سحب الدواء من السوق إذا ثبت ضرره. شددت د.هند الحسيني على أن مركز اليقظة الصيدلية المصري يعمل تحت رقابة منظمة الصحة العالمي ، وأن تقارير المركز تتابع في جميع دول العالم ، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية أرسلت برقية شكر للمركز على نشاطه المستمر بعد أن كانت مصر ضمن البلاد التي يطلق عليها لقب "الكسولة" في هذا المجال.