انتقل عبده مشتاق الذي اخترعه العملاقان أحمد رجب ومصطفي حسين إلي الانتخابات الرئاسية بعد أن كان يقتصر علي التعديلات الوزارية. ومنذ فتح باب الترشح إلي الآن تقدم عدد كبير جداً لم نتوقعه وأصبح المنصب الذي كنا ننظر إليه بعين الرهبة مباحاً ومتاحاً لكل مشتاق. الغريب في الموضوع أن عدداً كبيراً ممن تقدموا للترشح لن يستطيعوا أن يحصلوا علي الأصوات الشعبية أو التأييد من نواب البرلمان لاستكمال أوراق ترشحهم.. ولكن كل هذا لم يكن في حسبانهم أو خطر علي بالهم.. فكل ما كانوا يحلمون به فقط هي الأضواء ولو لأيام قليلة.. فعبده مشتاق القديم دائما ما يكون في الصورة عند إجراء التعديلات الوزارية ثم ينطفي نوره عند إسدال الستار باستكمال التشكيل. أما عبده مشتاق الانتخابات الرئاسية فإنه يظهر للحظات فقط عند التقدم للترشح وظهوره إما علي الفضائيات أو في الصحافة ليقول أشياء غريبة وعجيبة لم نكن نسمعها من قبل مثل المرشح الذي قال إنه يريد أن يستبدل الفول والطعمية باللحوم لكل أبناء الشعب وسوف يتيح لكل شاب أن يتزوج أربع نساء للقضاء علي العنوسة، ومن قال إنه ترشح لإعادة الكرامة للمصريين وآخر يعتمد برنامجه علي جذب الاستثمارات والعديد.. والعديد ممن تقدموا للترشح كان فقط من باب الشهرة.. كل هؤلاء وغيرهم ممن تقدموا للترشح للانتخابات الرئاسية ربما لا نجد أحدهم بعد غلق الباب واستكمال الأوراق ويتبقي فقط عدد قليل جداً. وبين عبده مشتاق والمرشح الحقيقي تاهت الأشياء وضاعت هيبة المنصب، واعتقد البعض أنها لعبة وليست حقيقة أن يكون لدينا مرشح جاد. لم يكن يخطر ببالي يوماً أن أري هذا الكم الكبير من عبده مشتاق لمنصب الرئاسة، وإن كنت قد شاهدته مراراً عند التشكيل الوزاري في مرات عديدة، ولكن أيضاً لم يكن بهذا العدد الكبير. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ولن يتبقي من مرشحي الرئاسة إلا عدد قليل سوف نختار من بينهم الأصلح للمنصب ولمصلحة الوطن.