المئات تقدموا لسحب طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية منذ اليوم الأول لفتح الباب، حتي انني شعرت أننا في مولد سيدي الرئيس، والكل يريد أن يشارك فيه.. ولكن هذا المولد أدهشني لأنه مختلف تماماً عن كل الموالد التي عرفتها منذ الصغر.. لأننا نجد فيه أن من يتقدم للترشح إما عن قناعة بأنه يستطيع أن يكون رئيساً للجمهورية، وإما عن قناعة ممن حوله بأنه يستطيع أن يخوض الانتخابات، وربما يكون له نصيب أو حظ جيد يستطيع من خلاله أن يتخطي تلك الانتخابات! والغريب أنني كنت أشاهد التليفزيون في أحد الأيام الماضية وإذا بمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية يدلي بتصريحات غريبة عن أسباب ترشحه، والمفاجأة أنه يعمل قهوجياً، وتقدم للترشح حتي يشتهر المقهي الذي يعمل به.. وآخر قال: لا تسألوني ماذا أعمل، ولكن اسألوني عن المستقبل!! وإذا كان منصب الرئيس قد هان إلي هذا الحد حتي يتقدم كل من »هب ودب«، بجانب المسئول والقادر علي خوض الانتخابات.. فهل هناك من الضوابط الكافية غير التوقيعات لنضمن في النهاية بأن من يخوض الانتخابات الرئاسية يستطيع فعلاً المنافسة؟.. ولا نجد أنفسنا أمام قائمة كبيرة من الأسماء، ربما لا نعرفها أو لم نسمع عنها من قبل عند اختيارنا للرئيس القادم للبلاد؟! إن مصرنا الحبيبة تستحق منا كل تقدير واحترام.. وتستحق منا أن ندقق جيداً عند اختيارنا للمرشحين الذين سيكون بينهم رئيس الجمهورية القادم. وإذا كان أمامنا مدة طويلة لإغلاق باب الترشح ليستعد المرشحون لتقديم مستنداتهم، فإنني أهيب بالمواطنين المصريين الشرفاء بأن يتقدم منهم فقط للمنصب من يستطيع أن يتحمل المسئولية والوطنية الكبيرة لحكم البلاد، ومن يستطيع أن يكون رئيساً بالفعل لمصر.. مصر البلد الذي أحببناه، وعشقنا ترابه.. ولا نحب أن يهان أو يستهان به.