باختصار البلطجة أصبحت عملية منظمة لها محترفوها، ووراءها أيادي خفية وجهات مشبوهة تنفق عليها وتمول نشاطها.. لتنفيذ مخطط الفوضي الخلاقة.. وتقسيم مصر!!. ويروي حمدي حسن عضو مجلس الشعب الأسبق، وأحد المكتوين بنيران بلطجية الانتخابات تجربته قائلاً: البلطجية منظومة كبيرة صنعها الأمن، الذي استعان بهم لفرض سيطرته علي الشارع، ودورهم الأساسي يبرز أثناء الانتخابات لارهاب الناخبين وإفزاع الناس من التوجه لصناديق الانتخابات، وكان نجاح الانتخابات البرلمانية الأخيرة خير دليل، فالبلطجية امتنعوا لأن النظام تغير، برغم حالة الانفلات الأمني. ويشير حمدي حسن إلي أن ما يحدث من كوارث في المظاهرات واختطاف وقتل، يحدث من بلطجية مؤجرين من رجال أعمال تابعين لنظام مبارك، وكذلك جهاز أمن الدولة الذي لازال يعمل لإفساد الثورة، ولذلك لابد من إعادة هيكلة الداخلية. ويشهد شاهد من أهلها.. وعلي لسان اللواء عبداللطيف البديني مساعد وزير الداخلية والخبير الأمني الحاصل علي دكتوراه في الأزمات الأمنية من الناحية السياسية، يقول: نعم.. البلطجية هم صنيعة الأمن.. وبدأ دورهم بعد تكليف حبيب العادلي بتولي مشروع توريث الحكم من مبارك لإبنة جمال، وفي عام 4002 تحديداً قام بتكليف لواءات الأمن العام وضباطه بإعداد كشوف بأسماء البلطجية والمسجلين خطر، لاستخدامهم كأداة لترويع المتظاهرات والمتظاهرين والتحرش بهم وإعداد مظاهرات مؤيدة للنظام، ثم بدأ العمل بشكل منهجي، من خلال تشغيل البلطجية مقابل مبالغ ضخمة قام بعض رجال الأعمال من المستفيدين من النظام البائد بدفعها للداخلية، فذهب جزء من هذه الأموال للقيادات الأمنية والضابط، والفتات للبلطجية، ثم جاءت المرحلة التالية في سيناريو التوريث عام 5002، والذي ينص علي تنفيذ سيناريو تنحي الرئيس وتوريث ابنه، مع وضع احتمال وحيد لفرض امكانية حدوث انقلاب عسكري يوقف العملية، وتقرر وقتها تطبيق النموذج الروسي الذي تم تنفيذه مع الرئيس »يلتسين« في حال حدوث انقلاب عسكري، يتم استخدام البلطجية لإحداث ثورة شاملة. أيادي الداخلية ويكشف اللواء عبداللطيف البديني أن رجال حبيب العادلي هم من أشرفوا علي مخطط نشر الفوضي واطلاق البلطجية لعدة أسباب، أولها أن الثورة تعتبر تهديدا مباشرا يعوق خروجهم بما استولوا عليه من أموال كونوا بها ثروات غير مشروعة، وثانيها أن أموال رجال الأعمال لتمويل البلطجية كانت بالملايين، وكانت الاستفادة الأولي لرجال العادلي من هذه الأموال، بالاضافة لوجود أسباب نفسية جعلتهم يقاومون الثورة عن طريق البلطجية. ويري عبداللطيف البديني أنه لازال هناك الكثير من اللواءات والقيادات المتواجدين بالخدمة، وهم من الضالعين في استخدام البلطجية وتنفيذ مخطط التوريث، ويدل علي ذلك عدم قدرة وزراء الداخلية الذين تولوا المنصب بعد الثورة السيطرة علي الضباط والعساكر، وحدوث انفلات أمني لفترة طويلة، بينما وبشكل مفاجيء حدثت حالة من الإستقرار الأمني والانضباط في الشارع المصري وتم ضبط عدد من العصابات والبلطجية في أيام معدودة.. وهذا دليل ان الانفلات الأمني والاستقرار الأمني وراءه أياد خفية تلعب بصورة منظمة جداً. ويحذر اللواء البديني من ترك سوزان مبارك حرة طليقة.. مشيراً الي ان الشواهد تؤكد ضلوعها في تمويل الفوضي والبلطجة المنظمة في مصر. البلطجية.. تطوروا ويؤكد البديني أن الأحداث ساعدت البلطجية علي التطور، فلم يعودوا يعملون لصالح الأمن فقط! فبدأوا في العمل لصالح أنفسهم وقام عتاة الإجرام منهم بحوادث الخطف والسطو المسلح علي البنوك، ومجزرة بورسعيد، وكلها حوادث منظمة بدقة تفوح منها رائحة المنظمات الدولية، وتصل لحد الخيانة العظمي من بعض القيادات الأمنية. ويؤكد اللواء عبدالسلام شحاتة مدير الأمن العام الأسبق ان صناعة بلطجية اليوم استغرقت 03 عاماً مضت، حتي استوي نضوجهم حتي يوم 82 يناير 1102، وكانت كل سيارات الشرطة التي تحاصر الشوارع المؤدية لميدان التحرير، تحمل داخلها البلطجية بأسلحتهم البيضاء وقنابل المولوتوف، وعندما استشعر البلطجية أنهم بلا رئيس بعد تنحي النظام.. انطلقوا معتبرين البلطجة هي استثمار ناجح فبدأت أعمال السلب والنهب، بلطجية اليوم، فأصبحوا منظمين جداً ومحترفين، لأن وراءهم مراكز وجمعيات دولية ومحلية تتولي تدريبهم واستخدامهم، خاصة شركة »بلاك ووتر« الأمريكية التي قامت بقتل 86 ألف قتيل عراقي، وتتولي إدارة البلطجية في العالم، وكل ما يحدث حالياً من تطوير أساليب البلطجة، من البلطجة أثناء الانتخابات لمنع الناخبين من التوجه لصناديق الاقتراع، وترويع المرشحين، ومنع ملصقاتهم، للوصول حالياً لتدبير وتنفيذ عمليات السطو المسلح علي البنوك وسيارات نقل الأموال، وخطف أبناء رجال الأعمال وطلب الفدية.. كلها تخطيط منظم. أموال تمويل البلطجة ويشير عبدالسلام شحاتة، أن هناك 081 ألف مسجل خطر في القاهرة وحدها، وهناك 7 من كل 01 بلطجية لديهم ميول عدوانية وميل لارتكاب الجرائم، وهي نسبة خطيرة جداً.