تقرير وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، يؤكد أنه مات ب»صدمة قلبية» نتيجة تلف عضلة القلب، ولم يوضح اسباب تلفها، ولكن مجريات الاحداث قبل سبتمبر 1970 اثبتت أن أوجاع العروبة، وأزمات العرب أودت بحياته، فقد عاش ومات من أجل فلسطين، وارتفع فوق جحود وصغائر وغدر قادتها، وكان المشهد الاخير في مطار القاهرة، بعد ان ودع أمير الكويت، وقبله الزعماء العرب، الذين حضروا علي عجل الي القاهرة، لإنقاذ الفلسطينيين من مذبحة ايلول الاسود التي تعرضوا لها في الاردن، وعاد لبيته وشرب كوب ماء، وأسلم الروح. قلب جمال وبهيمة اسرائيل صدمة الموت المفاجئ جعلت البعض لا يصدق انه مات موتة طبيعية، ومن اغرب الخرافات، ما روجته اسرائيل، بأنها كلفت رئيس الاكاديمية التلمودية العليا بالقدس، لقتل جمال عبدالناصر بالسحر الاسود، وأشرف علي الخطة جولدا مائير، وموشي ديان وأهارون ياريف وايجال آلون، واستعانوا بثلاثة حاخامات سحرة، وكبد بهيمة وقلبها ورئتيها، وغرسوا ألف مسمار في قلب البهيمة، ثم خرج الاسرائيليون يرقصون في الشوارع، فقد توقف قلب عبدالناصر، وقال ساستهم، لن تعيش اسرائيل في امان طالما قلب ناصر ينبض، وصدق بعض الاسرائيليين خرافتهم. السكر وتصلب الشرايين مات جمال عبدالناصر، وكان عمره 52 سنة و8 شهور و13 يوما، ولم يكن يعاني من امراض مستعصية، يمكن ان تؤدي الي الموت في هذه السن المبكرة، فقد نجح الاطباء في السيطرة علي السكر، وتعاملوا مع تصلب الشرايين، وهي امراض يتعايش معها من يتجاوزون السبعين، وساد البعض، اعتقاد غير صحيح بأنه قد يكن موته بالسم، واتجهت الاتهامات الي المدلك الخاص بعبدالناصر، وقيل ان اسرائيل، قامت بتجنيده، ولكن اثبتت التحقيقات انه لم يدلك عبدالناصر ولم يدخل غرفة نومه اصلا. الناصريون ومحمد حسنين هيكل اختلف الناصريون مع محمد حسنين هيكل، عندما كتب مقالات عنوانها، »عبدالناصر ليس اسطورة» لأنهم يؤمنون بأن اسطورته الحقيقية، كانت في اعادة صياغة الروح الوطنية بشعب ظل يرزخ طويلا تحت الاستعمار والملكية، فقال له »أرفع رأسك يا أخي فقد انتهي عهد العبودية» فإنطلق المصريون يحملون رسائل العزة والكرامة والكبرياء، التي رفع شعارها عبدالناصر وغفروا له كل الاخطاء، وأهمها هزيمة يونيو التي كانت الموت الحقيقي لعبدالناصر، فقد عاش من أجل تحرير فلسطين، ومات اكلينيكيا بعد الهزيمة التي جعلت الحلم مستحيلا، وارغمه الشعب علي الاستمرار في 9 و10 يونيو مجددين الثقة في زعيمهم الذي كسرته الهزيمة. اتهامات للسوفيت والامريكان ظهرت وثيقة بريطانية عام 1994 تقول إن السوفيت اعطوا لعبدالناصر علاجا بالاوكسجين، عندما زار موسكو قبل وفاته بشهور، وهم موقنون ان هذا النوع من العلاج يعطي فقط لرواد الفضاء وبنسب وضغط معينة، لتعويض نقص الاوكسجين ولكن قلب عبدالناصر لم يتحمله لضعف عضلة القلب، ولكن السوفيت كذبوا هذه الوثيقة، مؤكدين ان اية اعراض خطيرة لم تظهر علي عبدالناصر، ونفس الامر عندما ظهرت وثيقة اخري تتهم المخابرات المركزية الامريكية، بدس السم له في فنجان قهوة، عن طريق احد السفراجية، اثناء تناوله كالعادة في فندق النيل هيلتون، وكالمعتاد لم يتناول عبدالناصر القهوة ولم يذهب للهيلتون في الوقت المزامن لوفاته. 66 سنة ثورة مات جمال عبدالناصر في الساعة السادسة والربع مساء يوم 28سبتمبر 1970 ولكن ثورته الكبري التي مر عليها 66 عاما لم تمت ولن تموت، وستظل ملهمة للشعب المصري الذي يحب جمال عبدالناصر، ويتذكر محاسنه.