العام الهجري الجديد.. فضائل شهر محرم وأسباب تسميته بهذا الاسم؟    وزير خارجية إيران يدين تصريحات ترامب تجاه خامنئي ويصفها بالمهينة    موعد مباراة بالميراس ضد بوتافوجو والقنوات الناقلة مباشر في كأس العالم للأندية    «عنده ميزة واحدة».. أول رد من الزمالك بشأن مفاوضات محمد شريف    فاجعة جديدة في المنوفية.. مصرع 3 من أسرة واحدة في حادث على كوبري قويسنا    استشهاد 11 فلسطينيا في قصف للاحتلال استهدف خيم النازحين بحى الرمال غربى غزة    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    دون فلتر.. طريقة تنقية مياه الشرب داخل المنزل    قانون العمل الجديد يصدر تنظيمات صارمة لأجهزة السلامة والصحة المهنية    رئيس الجمعية الطبية المصرية: دعم استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج    ستوري نجوم كرة القدم.. مناسبة لإمام عاشور.. تهنئة شيكابالا لعضو إدارة الزمالك.. رسائل لعبدالشافي    «ملوش علاقة بأداء الأهلي في كأس العالم للأندية».. إكرامي يكشف مفاجأة عن ريبيرو    عمرها 16 عاماً ووالديها منفصلين.. إحباط زواج قاصر في قنا    انتداب المعمل الجنائى لفحص حريق بمول شهير في العبور    أسماء أبو اليزيد: الضرب في «فات الميعاد» مش حقيقي    استمرار تدريبات خطة النشاط الصيفي بمراكز الشباب في سيناء    واشنطن تؤكد لمجلس الأمن: استهدفنا قدرات إيران النووية دفاعًا عن النفس    أحمد كريمة ينفعل بسبب روبوت يقوم بالحمل ورعاية الطفل خلال ال9 أشهر| فيديو    الخارجية الأردنية تعزى مصر فى ضحايا حادث التصادم فى المنوفية    جامعة الازهر تشارك في المؤتمر الطبي الأفريقي Africa Health ExCon 2025    عراقجي: إسرائيل اضطرت للجوء إلى الولايات المتحدة لتجنب قصفنا الصاروخي    جيش الاحتلال يصيب 4 فلسطينيين بالضفة    ترامب: من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة خلال أسبوع    شيخ الأزهر ينعى فتيات قرية كفر السنابسة بالمنوفية ضحايا حادث الطريق الإقليمي    حسام الغمري: «الاختيار» حطم صورة الإخوان أمام العالم (فيديو)    طفرة فى منظومة التعليم العالى خلال 11 عامًا    أسعار الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض في الأسواق اليوم السبت 28 يونيو 2025    أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن عقب آخر تراجع ببداية تعاملات السبت 28 يونيو 2025    عبداللطيف: الزمالك يحتاج إلى التدعيم في هذه المراكز    عمرو أديب: الهلال السعودي شرَّف العرب بمونديال الأندية حقا وصدقا    نجم الزمالك السابق: الأهلي يرفع سقف طموحات الأندية المصرية    رافينيا يوجه رسالة إلى ويليامز بعد اقترابه من الانضمام إلى برشلونة    فصل الكهرباء عن قرية العلامية بكفر الشيخ وتوابعها اليوم لصيانة المُغذى    تريلات وقلابات الموت.. لماذا ندفع ثمن جشع سماسرة النقل الثقيل؟!    التعليم تكشف تفاصيل جديدة بشأن امتحان الفيزياء بالثانوية العامة    مقتل شاب على يد ابن عمه بسبب الميراث    شيماء طالبة بالهندسة.. خرجت لتدبير مصروف دراستها فعادت جثة على الطريق الإقليمي    حزب الجبهة يقدّم 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى و50 ألفا لكل مصاب بحادث المنوفية    استمرار الأجواء الحارة والرطبة.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم والشبورة صباحًا    مصرع صياد وابنه غرقا في نهر النيل بالمنيا    «الزراعة»: ملتزمون بالتعاون مع إفريقيا وأوروبا لبناء سلاسل أكثر كفاءة    هدير.. طالبة التمريض التي ودّعت حلمها على الطريق الإقليمي    عماد الدين حسين: إيران وحدها من تملك الحقيقة الكاملة بشأن ضرب المنشآت النووية    عمرو أديب عن حادث المنوفية: «فقدوا أرواحهم بسبب 130 جنيه يا جدعان» (فيديو)    ستجد نفسك في قلب الأحداث.. توقعات برج الجدي اليوم 28 يونيو    الصحف المصرية: قانون الإيجار القديم يصل إلى محطته الأخيرة أمام «النواب»    لحظة إيثار النفس    «زي النهارده».. وفاة الشاعر محمد عفيفي مطر 28 يونيو 2010    مصر تفوز بعضوية مجلس الإدارة ولجنة إدارة المواصفات بالمنظمة الأفريقية للتقييس ARSO    مدارس البترول 2025 بعد الإعدادية.. المصروفات والشروط والأوراق المطلوبة    برئاسة خالد فهمي.. «الجبهة الوطنية» يعلن تشكيل أمانة البيئة والتنمية المستدامة    لماذا صامه النبي؟.. تعرف على قصة يوم عاشوراء    بعنوان "الحكمة تنادي".. تنظيم لقاء للمرأة في التعليم اللاهوتي 8 يوليو المقبل    أمانة الحماية الاجتماعية ب«الجبهة الوطنية»: خطة شاملة بأفكار لتعزيز العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي    فنانة شهيرة تصاب ب انقطاع في شبكية العين.. أعراض وأسباب مرض قد ينتهي ب العمى    اعرف فوائد الكركم وطرق إضافتة إلي الطعام    15 نقطة تبرع وماراثون توعوي.. مطروح تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم بشعار تبرعك يساوي حياة    ماذا نقول عند قول المؤذن في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم»؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيدة سوزان مبارك في حديث مع أخبار اليوم : التنمية الشاملة للصعيد جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة لمصر
مشروع المائة مدرسة .. تجربة فريدة امتدت لجنوب الوادي ونأمل تنفيذها بكل المحافظات
نشر في أخبار اليوم يوم 12 - 11 - 2010

السيدة سوزان مبارك عبر مسيرة عطاء متصل وجهد دءوب امتد ليشمل معظم أنحاء مصر استطاعت السيدة سوزان مبارك أن تكون نموذجاً وقدوة للمرأة المصرية التي تقف داعمة ومساندة للرجل في جهد مشترك هدفه مصر. حاضرها ومستقبلها.
اختارت السيدة الأولي ان تأخذ مكانها بين جموع بسطاء المصريين في سلسلة طويلة من العطاء شملت كل نواحي الحياة ..كان هدفها الوصول الي أكبر قطاع من المواطنين المحتاجين.. تبني بيتا يليق بالبشر وتجفف دمعة طفل صغير يئن من آلام المرض.. تنشر في المجتمع كله قيماً للحب والعطاء.. تبني مدرسة جديدة ومتطورة ومكتبة تتسع لآفاق ثقافة جديدة تعلي قيم الانتماء.. طافت معظم محافظات مصر وكان لها في الصعيد محطات كثيرة توقفت فيها لتقضي علي خرافة الحرمان التي عاشتها المرأة الصعيدية.
تعالوا معي لنعيش مع السيدة سوزان مبارك حلماً راود المرأة وأصبح حقيقة جسدتها بإرادة لا تلين وبحب وانتماء لأرض مصر التي أحبتها.
في بداية لقائي مع السيدة سوزان مبارك قلت:
لاحظنا زيارات متكررة لسيادتك إلي صعيد مصر، ما هو الهدف من وراء تلك الزيارات، وكيف ترين تطور الصعيد و تنميته ؟
لا يفوتني في البداية أن أوضح أن تنمية وتقدم الصعيد هدف أساسي وثابت للدولة أكد عليه رئيس الجمهورية مرات عديدة وعكسه برنامجه الانتخابي وزياراته المتعددة للمنطقة... ومن جانبي، قمت بالفعل بزيارة عدد من محافظات صعيد مصر خلال الفترة الأخيرة، حرصاً علي المتابعة - علي أرض الواقع - لآخر تطورات جهودنا الرامية لتحقيق التنمية الشاملة لجنوب الوادي كجزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة للوطن، وهذا في مختلف مجالات الصحة والتعليم والنهوض بأوضاع المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية.
فعلي سبيل المثال تفقدت خلال زيارتي الأخيرة لمحافظة قنا مستشفي الهلال الأحمر بعد تطويره، وشهدت التوسعات التي تمت في عدد كبير من أقسامه بتكلفة قدرها 5 ملايين جنيه. وزرت مستشفي كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، وهي مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لكافة الأقسام بتكلفة 115 مليون جنيه... هذا ساعد علي إجراء عمليات جراحية دقيقة ومجانية لم تكن متاحة من قبل بالمحافظة. هذه الجهود كلها تأتي بطبيعة الحال انطلاقاً من حرصنا علي متابعة نتائج عملنا الوطني للارتقاء بالرعاية الصحية لأبناء الصعيد، تأكيداً لمسئوليتنا عن تمتعهم بجميع حقوقهم الاجتماعية وأولها الصحة.
افتتحت منذ أيام مستشفي الأقصر العام بعد تطويره وأنا سعيدة جدا وفخورة بما رأيته من أجهزة متطورة وعناية وحماس من جانب الأطباء وطاقم التمريض وكلهم من أبناء الصعيد يعملون بيد واحدة من اجل خدمة أهلهم ومجتمعهم. يضاف إلي ذلك مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة والتي يوجد سبعة منها علي مستوي الجمهورية، ثلاثة منها في محافظات الصعيد (أسوان وسوهاج والمنيا).
نقطة أخري غاية في الأهمية نتوقف عندها وهي صحة المرأة، فهي تمثل أداة رئيسية نحو تحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها... فصحة الأم تؤثر بشكل مباشر علي صحة الأسرة، وبالتالي تؤثر علي سلامة وانتاج المجتمع ككل وتقدمه. أعطينا أولوية كبيرة للحفاظ علي صحة المرأة في الصعيد، وشهدت محافظة قنا علي سبيل المثال إنشاء عدد 246 مركزا لتنظيم الأسرة .. بلغ عدد المترددات عليه أكثر من 330 ألفا.
وبالطبع لا يمكن أن أنسي البعدين الثقافي والتعليمي لأبنائنا ... فخلال زيارتي لقنا الأسبوع الماضي تم الإعلان عن إنشاء فرع جديد لمكتبة مبارك العامة، لتكون مقراً للاطلاع ومصدرا للعلم وتساهم في نشر الثقافة والتنوير والمعرفة. وفي التعليم سأتحدث عن تجربة المائة مدرسة، ولكن هناك أيضاً جهود حثيثة تمت في مجال محو الأمية، فبلغ عدد النساء اللاتي تم محو أميتهن بمحافظة قنا 82 ألف، العديد منهن أكملن مراحل التعليم المختلفة، مما أتاح لبضعهن فرصة الدراسة بالجامعة .
هذه مجرد أمثلة تعطي مؤشراً لما يتم من جهد من اجل النهوض بالأوضاع التنموية بالصعيد.
المسئولية المجتمعية
سألت سيادتها ماذا عن دور المجتمع المدني في الصعيد، هل هناك تواجد وتأثير ملموس له؟
- فقالت يهمني أن أوضح أنه إلي جانب المسئولية الأساسية للدولة في تحقيق هذه التنمية المنشودة، فمن المهم ألا نغفل عن الدور الحيوي لكل من المجتمع المدني والقطاع الخاص في هذا الشأن.
فاليوم أصبحت المسئولية المجتمعية شقاً أساسياً لأي تجربة تنموية ناجحة علي مستوي الوطن، وصعيد مصر شأنه شأن باقي أجزاء وطننا ويزيد عليه أن أهله معروف عنهم روح التكافل والكرم والعطاء، لدينا كمثال الهلال الأحمر المصري وجهوده الحيوية التي يقوم بها في صعيد مصر في مختلف مجالات التنمية.
كما أحب أن أشير أيضاً إلي النشاط الهام للمجتمع المدني في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم سعياً لتنشيط المبادرة الفردية وخلق فرص عمل جديدة، فمثلا وبفضل ثمانية من الجمعيات الأهلية بمحافظة قنا بلغ إجمالي قيمة مشروعات الإقراض متناهية الصغر التي حصلوا عليها من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية 3.4 مليون جنيه بعدد مستفيدين بلغ 860 فرداً توفر ألف فرصة عمل جديدة، تستهدف بشكل خاص الشباب من الجنسين والمرأة المعيلة.
المشاركة هي الحل
وأضافت اننا نتطلع في الوقت نفسه لإنشاء فرع جديد لمستشفي سرطان الأطفال 57357 بالصعيد، بحيث نوفر علي المرضي وأسرهم مشقة السفر إلي العاصمة للعلاج، وكما تعلمين تم إنشاء هذه المستشفي عن طريق التبرعات، فهي مثال حي لنجاح المسئولية المجتمعية في إقامة صرح طبي علي أحدث طراز عالمي، هذه تجربة يحتذي بها علي مستوي منطقتنا ككل، نتطلع أن يكون لها فرع في صعيد مصر، ولتحقيق ذلك نأمل أن يتحرك أهل الخير ويشاركوا للإسراع بإقامته بما يعود بالخير والمنفعة علي المواطن المصري.
وأضافت أن المشاركة تظل هي مفتاح الحل لمشكلات المجتمعات الساعية للتطور والتقدم والنمو. ولابد أن تنطلق هذه المشاركة من إدراك لمبدأ التكافل الاجتماعي للقادرين من أبناء المجتمع. وأعني بذلك من هو قادر علي العطاء سواء المادي أو المعنوي.
هنا أقول ما سبق وكررته مرات ومرات أن تنمية المجتمعات لا تتحقق فقط بالإمكانات المادية، ولكنها تتطلب أيضاً جهداً وإسهاماً بشرياً من المواطنين القادرين علي المشاركة والعطاء في مختلف الصور والأشكال... فدور الفرد عنصر أساسي في تحقيق التغيير المنشود وهو مفتاح التقدم إلي الأمام .
سألت السيدة سوزان مبارك ماذا عن مشروع " المائة مدرسة وما هي الفلسفة" وراءه، وكيف تطور وامتد لصعيد مصر، وبالتحديد محافظة الأقصر؟
- فقالت لقد جاءت فكرة مشروع المائة مدرسة بمبادرة من جمعية مصر الجديدة منذ أربع سنوات، وتحديداً عام 2006 بعرض تطوير وإعادة تأهيل مائة من مدارسنا الحكومية بدءاً بمحافظة القاهرة، وخاصة في مناطق التحدي أقصد مناطق ظروفها المعيشية صعبة مثل المرج والزيتون والسلام والنهضة.
وأضافت في أول الأمر كان العمل بالمشروع علي أساس تطوير البنية الأساسية من مبان وأثاث ومكتبات ومعامل وملاعب وغيرها، ثم تطور النشاط بالتركيز علي النهوض بالعنصر البشري بهدف الارتقاء بوضع وقدرات المعلم. كما تطور الفكر المحرك لهذا المشروع نحو العمل علي خلق بيئة تعليمية وتربوية واجتماعية وثقافية متكاملة ليس فقط داخل جدران المدرسة، وانما خارجها كذلك، بحيث لا تقتصر عمليات التطوير علي المدرسة ذاتها، ولكنها تمتد لتشمل تطوير الأحياء المحيطة بالمدارس، وهو ما أصبح أحد أهم محاور هذا المشروع، بحيث تسير النهضة التعليمية بشكل متواز مع عملية النهوض بالمناطق المحيطة بالمدارس المستفيدة بهذا المشروع لتكون المدرسة عن حق مصدر نور المعرفة ودعامة التنمية في مجتمعنا.
واستطردت السيدة سوزان مبارك.. لقد قام المشروع منذ بدايته علي أساس من المشاركة المجتمعية الجادة، فاجتمعت جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في روح من المشاركة البناءة، بغرض إقامة تجربة تنموية متكاملة. وقد أدي نجاح التجربة إلي تجاوزها نطاق مدارس العاصمة لتشمل المحافظات الأخري بهدف تحقيق تكامل النهوض بالعملية التعليمية بين العاصمة والأقاليم، وسعياً للوصول إلي مستويات أعلي من اللامركزية علي مستوي الجمهورية. امتدت التجربة لمحافظة الجيزة في مناطق مثل إمبابة والوراق ، وكذلك امتدت لمحافظة الفيوم حيث سأفتتح قريباً ان شاء الله عدداً آخر منها.
امتد المشروع أيضاً إلي صعيد مصر، وافتتحت خلال زيارتي الأخيرة لمحافظة الأقصر عددا من المدارس عقب تطويرها، بعضها في اسنا وارمنت. ولمست بنفسي النتائج المذهلة التي حققها المشروع من حيث نجاحها في بث روح جديدة تبعث الأمل والتفاؤل لدي الطلبة، ولدي الأساتذة كذلك، مما كان له عظيم الأثر في تهيئة المناخ المساعد علي النهوض بالعملية التعليمية ككل.
كما يسعدني كثيراً اننا سننقل نشاطنا قريباً إلي محافظة قنا .
واذا كنا قد تمسكنا بالمسمي الأصلي للمشروع وهو "المائة مدرسة" وهو اليوم رمز لتجربة ناجحة، فالإحصائيات تشير بكل وضوح إلي تجاوزنا لهذا الرقم بكثير منذ فترة طويلة حيث بلغ إجمالي عدد المدارس التي تم تطويرها أكثر من 500 مدرسة، فأصبح المسمي شعاراً لهدف سام ولحلم جميل يتحقق في كل محافظة نعمل بها.
وشيء آخر لفت انتباهي خلال زياراتي وهو تجربة جديدة من نوعها تمت فيها الاستعانة بفتيات متعلمات ومدرسات تم تكليفهن بمهمة تأمين المدارس المطورة، وليس المقصود هنا التأمين بمعناه الأمني فقط، ولكن بغرض ضمان سلامة وصحة أبنائنا من التلاميذ مما يعطي الطمأنينة للتلميذ وللأسرة وقبل ذلك يخلق مناخاً آمناً في المدرسة وخاصة للمدرسين .
وفي النهاية يمكنني القول أن هذا المشروع اليوم يشكل نموذجاً لمسيرة تنموية قومية، وكلي ثقة وأمل في تطبيق هذه التجربة بمختلف مؤسساتنا التعليمية والتربوية علي مستوي محافظات مصر كلها.
المرأة الصعيدية شريك أساسي
ماذا عن النهوض بالمرأة الصعيدية، ومشاركتها السياسية، لاسيما ونحن مقبلون علي انتخابات مجلس الشعب والتي يتم فيها تطبيق نظام "كوتة المرأة" لأول مرة؟
- أود في البداية التأكيد علي انني شعرت بتفاؤل كبير تجاه مستقبل المرأة الصعيدية عقب زيارتي الأخيرة لمحافظتي الأقصر وقنا، حيث افتتحت بالأقصر فرعا جديدا للمجلس القومي للمرأة، تتوافر فيه كافة الامكانات من قاعات الاجتماعات والتدريب، ومكتبة، ومركز لتنمية المهارات، وخلال هذه الزيارة تحاورت بشكل بناء مع عدد من عضواته ولمست نضجا ووعيا وفهما للأمور والتحديات وكذلك للآمال.
وتزايدت سعادتي لتزامن كل ذلك مع مرور عشرة أعوام علي تأسيس المجلس القومي للمرأة علي ضوء الدور المحوري الذي يقوم به هذا المجلس في تنمية المرأة المصرية وتمكينها في مختلف ميادين الحياة.
فالمرأة الصعيدية أصبحت اليوم شريكاً أساسياً في عملية بناء المجتمع وتطوره، وهناك مؤشرات عديدة علي ذلك ومنها تسارع نساء محافظة قنا لاستخراج بطاقات الرقم القومي (حوالي 1.1 مليون بطاقة) والبطاقات الانتخابية (حوالي 680 ألفا)، مما كان له أثر إيجابي في مشاركة المرأة الصعيدية في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري وانتخابات المجالس الشعبية بمستوياتها.
كما سعدت بجهود محافظات الصعيد الهادفة لزيادة عدد السيدات الصعيديات في المواقع القيادية الهامة، وفي العمل التنفيذي، وبمختلف الوزارات، وعلي مستوي المجالس المحلية والعمل الحزبي والتعليم الجامعي، وهذا انجاز نعتز ونفخر به جميعاً كمصريين نساءً ورجالاً.
وتتزامن هذه المظاهر الإيجابية لمشاركة المرأة في الحياة العامة مع مرحلة هامة من تطور مصر، خاصة ونحن مقبلون علي انتخابات مجلس الشعب القادمة، وكلي ثقة أن المرأة الصعيدية سيكون لها صوت مسموع ومؤثر خلال هذه الانتخابات سواء من حيث الاشتراك في عملية الانتخاب ذاتها، أو من خلال الترشح علي المقاعد ال64 التي تم تخصيصها لها دعماً لمشاركتها، إلي جانب التنافس علي باقي المقاعد المخصصة لجميع أفراد الشعب. فسينتج عن تلك الانتخابات مجلس تشريعي جديد أمامه مهمة حيوية في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه مجتمعنا وتناول القضايا المطروحة علينا خلال الفترة المقبلة مثل قانون التأمين الصحي وقانون الإدارة المحلية وغيرها من القضايا الملحة، ذات الأولوية لكل فرد ولكل أسرة.
وأؤكد مرة أخري انني كلي ثقة أن المرأة الصعيدية قادرة علي تولي مسئولياتها في مواجهة تلك التحديات المتعددة واجتياز هذا الاختبار التاريخي الذي ستمر به، واثبات جدارتها وكفاءتها كشريك لا يمكن الاستغناء عنه في رسم السياسات وبناء مستقبل هذا الوطن.
دورات تأهيلية للمرأة
وفي نهاية اللقاء مع السيدة الأولي سألتها عن تأهيل الناجحات في الانتخابات، هل هناك اتجاه لتدريبهن علي المشاركة السياسية وممارسة دورهن كبرلمانيات فاعلات كما يحدث في كثير من دول العالم؟
- هذا سؤال هام جداً، فأولا كما قال رئيس الجمهورية في خطابه منذ أيام أمام الهيئة العليا للحزب الوطني" فانه يتطلع لأداء متميز لمرشحات الحزب في هذه الانتخابات، كما أنه يتطلع لأداء رفيع مماثل تحت قمة البرلمان."
فهناك أهمية سياسية كبيرة أعطيناها لنجاح تجربة نظام "كوتة للمرأة" باعتبارها ستكون محط أنظار واسع ليس في مصر فقط، وإنما من قبل العديد من الدول في العالم وفي المنطقة العربية.
ومن اجل ضمان تحقيق ذلك فهناك العديد من البرامج والدورات التدريبية التي يتم عقدها من قبل مختلف الجهات، فمثلا يعقد المجلس القومي للمرأة دورات تأهيلية وتثقيفية للمرأة المصرية في هذا السياق، ويقوم بها علي مستوي محافظات مصر، ومن ضمنها في الصعيد. وأريد أوضح أن هذه البرامج قائمة منذ زمن، وليس فقط بمناسبة الانتخابات القادمة.
وأوضح أن تمكين المرأة في مختلف الميادين وتعزيز مشاركتها في مجال العمل العام هو خير تأهيل لها للقيام بدور ناجح تحت قبة البرلمان... فالمرأة الناجحة في مجال العمل العام مثلها مثل الرجل الناجح، هي خير من يمثل الشعب في العمل النيابي.
وأضيف لذلك أن المرأة المصرية قد حققت تقدماً مشهودا به في كافة المجالات خلال الأعوام الأخيرة، مما وضع الكثير من النساء في مواقع قيادية في مختلف مجالات الحياة مما يؤهلهن بدون شك للعمل كبرلمانيات فاعلات.
كما أن المرأة وبحكم طبيعتها في كثير من الأحيان قد تكون أكثر تفهماً واستيعاباً لبعض القضايا خاصة القضايا ذات البعد الاجتماعي والتنموي، مما قد يضعها في بعض الحالات في موقع أكثر فعالية في إيجاد حلول عملية لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.