أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية أن مواجهة العشوائيات ضرورة, ومسئولية مجتمعية يتعين علي الدولة والمجتمع التعاون من أجلها، وقالت لقد استطعنا عبر السنوات الماضية أن نحدث نقلة نوعية من التأهيل الحضاري والبيئي. و ذلك في زينهم, والنهضة, وعزبة وعرب الوالدة, وحلوان. حيث جعلنا منها مجتمعات آمنة متطورة تكفل لأهاليها كل سبل الحياة الكريمة. وأضافت السيدة قرينة الرئيس خلال توزيع عقود التمليك علي المنتفعين بمشروع إسكان الدويقة بمنشأة ناصر أمس أن رسالتنا أعمق بكثير من مجرد بناء مسكن أو مبني, فعلي الرغم من القيمة الإنسانية المعنوية للمسكن, وما يمثله من أساس للحياة لأي أسرة, فإن رسالتنا تتخطي هذا المعني والمغزي, أننا نستهدف بناء مجتمعات آمنة متطورة تكفل للطفل حق التعليم والرعاية الصحية والفكرية والتربوية, وتكفل للفتاة الحصول علي فرصتها المتكافئة وللأم حقها في حياة أسرية مستقرة هادئة ولرب الأسرة الحق في أن يعيش بكرامة. وكانت السيدة قرينة الرئيس قد شهدت الاحتفال باكتمال مشروع تنمية الدويقة الجديدة والذي تم تنفيذه تحت رعايتها وشمل10 آلاف وحدة سكنية ليكتمل بذلك مشروع نموذجي للتنمية الحضارية لأكبر مجتمع عشوائي بالقاهرة فاقت تكلفته المليار جنيه وعمت منافعه وفائدته مايزيد علي نصف مليون مواطن. ووسط فرحة عارمة وزعت عقود التمليك علي المنتفعين. وأكدت السيدة سوزان مبارك خلال الاحتفال:' اننا تعودنا عبر السنوات الماضية ان تجمعنا هذه الايام المباركة من شهر رمضان المعظم لنعلي قيم التكافل والتراحم والعطاء ونفي بوعد قطعناه علي انفسنا ان نكون دائما الي جانب المحتاجين نأخذ بأيديهم ونؤدي واجبنا تجاههم ونحقق لهم ولذويهم حلم اليوم والغد الآمن'. وأضافت أن هذا اللقاء له منزلة ومكانة خاصة في نفسها لما تشعر به من سعادة وهي تري البسمة ترتسم علي وجوه من استطاعت أن تحقق لهم حلمهم في مسكن وحياة آمنة.. لافتة الي حرصها علي مدي ما يزيد علي10 سنوات علي العمل علي تحقيقه في موقع جديد من مواقع العمل كل عام وفي منطقة جديدة من المناطق العشوائية أو المحرومة. وأشارت السيدة سوزان مبارك إلي أنها رحلة عطاء وعمل متواصل وفكر وجهد واجتهاد واخلاص تستمر علي مدي العام واكثر لنجني ثمارها في مثل هذا اليوم من كل عام, في ليلة القدر التي اخترناها لكي نحتفل فيها بعمل جاد ينفع الناس ويعطي المثل والقدوة وقيمة العمل ومعناه ويؤكد ايماننا بأن العمل بحق عبادة من افضل العبادات. وقالت ان الوحدات السكنية التي نقوم بتسليمها كل عام هي تعبير عن ادراكنا للمسئولية الاجتماعية تجاه المحتاجين من ابناء المجتمع, مسئولية ادركناها وادركنا التحديات المرتبطة بها والمشكلات المتراكمة التي أدت اليها فقررنا ألا نتردد في مواجهتها. وشرحت السيدة سوزان مبارك لماذا اختارت شعار' نحو مجتمع آمن' علي هذا المشروع.. قائلة' لكي اعلن للمجتمع اننا قررنا ان نخوض التحدي واننا أهل للمسئولية واننا سنعمل بكل تفان وإخلاص لنكفل لابناء العشوائيات, منظومة كاملة من الحقوق لا تتوقف عند حق المسكن الآمن ولكنها تمتد لحق الرعاية الصحية والتعليم والتأهيل للعمل والرعاية الطبية والثقافية وغيرها من حقوق الحياة وذلك من خلال المؤسسات الموجودة في هذه المنطقة'. وأكدت أن الرسالة أعمق بكثير من مجرد بناء مسكن او مبني, فعلي الرغم من القيمة الانسانية والمعنوية للمسكن وما يمثله من أساس للحياة لاية اسرة إلا ان رسالتنا تتخطي هذا المعني واننا نستهدف بناء مجتمعات آمنة ومتطورة تكفل للطفل حق التعليم والطفولة والرعاية الصحية والفكرية والتربوية وتكفل للفتاة الحصول علي فرصتها المتكافئة وللام حقها في حياة اسرية مستقرة هادئة وتكفل لرب الاسرة الحق في ان يعيش بكرامة مرفوع الرأس وأن يكون قادرا علي الوفاء باحتياجات اسرته وفخورا بابنائه بما يحققه لهم. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن هذا ما عملناه وسنظل نعمل من اجله في كل موقع يعاني من ظاهرة العشوئيات مدركين أن ما يصاحبها من ظواهر التهميش والانعزال الاجتماعي يجعل منها خطرا علي توازن المجتمع وتجانسه وأمنه وسلامته ولهذا فقد اعتبرنا مواجهتها ضرورة ومسئولية مجتمعية يتعين علي الدولة والمجتمع التضامن من أجلها. وأشارت الي ان الهلال الاحمر الذي ترأس مجلس ادارته كان المبادر بوضع حلول حاسمة للقضاء علي هذه الظاهرة, حلول قامت علي أسس علمية صحيحة لانها درست جذور الظاهرة وتحليل ابعادها المركبة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا واثارها التراكمية علي مختلف فئات المجتمع. واضافت:' لقد نجحنا ان نضع لها سلسلة متكاملة من الحلول واساليب المعالجة والمواجهة وان نحشد الطاقات والامكانات الحكومية لتنفيذها وان نحشد المجتمع ليتضامن معنا في تحمل نصيب عادل من الاعباء الاقتصادية اللازمة لمواجهتها'. وتحدثت السيدة سوزان مبارك عن تفاصيل الرحلة لاقتحام ظاهرة العشوائيات في منطقة الدويقة قائلة إنه في عام1999 وضعت اللبنة الأولي لمشروع متكامل للتنمية الحضارية لمنطقة الدويقة ورغم التحديات الاقتصادية الرهيبة أعطت الدولة أولوية قصوي لتمويل هذا المشروع ووفرت له استثمارات لعمليات البناء فقط تجاوزت المليار جنيه. وأضافت أن عجلة العمل دارت بقوة متسارعة وبسواعد مصرية أصيلة وروح وطنية مخلصة ومتناغمة وعزيمة صادقة سابقت الزمن وتحدت طبيعة المكان وخصائص المجتمع لنحول واقعا اجتماعيا مؤلما إلي صورة انسانية مشرقة. وتابعت:' الفرحة الاولي كانت حين جئت في نوفمبر2000 لنجني اولي ثمار عملنا ونحتفل بتسليم وحدات المرحلة الاولي من المشروع وفي نوفمبر2003 جئت اليكم لنحتفل باستكمال المرحلة الثانية ثم استكملنا المرحلة الثالثة في نوفمبر2004 وتوالت الانجازات عاما بعد عام'. وأكدت السيدة سوزان مبارك:' لقد وفينا بالوعد والتزمنا أمام أنفسنا وضمائرنا فصدقنا في التزامنا', معربة عن ثقتها في أن أهل الدويقة يدركون قيمة العمل الشاق الذي قمنا به من أجلهم ويشعرون بالتغيير الذي طرأ علي حياتهم, وأنهم لن يترددوا في الاسهام بكل طاقاتهم ليجعلوا من هذا المشروع نموذجا للنجاح وخطوة عملية في تحقيق التنمية البشرية بمفهومها الأشمل والأعم. وأضافت أن لدينا من النجاح رصيدا نستند إليه بفكر وجهد وإجتهاد وعمل الإنسان المصري المعاصر القادر علي بناء المستقبل.. داعية إلي' العمل معا من أجل استكمال البناء وتحقيق الحلم والأمل لكل إنسان علي أرض مصر في مستقبل ينعم فيه أبناء الوطن بالأمن والاستقرار والأمان'. وتوجهت بتحية من القلب لكل من ساهم في تحويل الحلم الي حقيقة, داعية الله أن يكلل الجهود بالنجاح وأن يبارك سعينا المخلص من أجل الوفاء باحتياجات مجتمعنا وتحقيق امالنا لاهلنا وأبنائنا. كما توجهت بتهنئة من القلب بمناسبة ليلة القدر لكل أسرة تتسلم اليوم مسكنها الجديد, لتصبح فرحة العيد فرحتين ودعوة خالصة أن يجعل الله كل أيامنا أعيادا. واستمعت السيدة سوزان مبارك لعرض من السيد أحمد المغربي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية حول جهود الدولة في تطوير العشوائيات التي بدأت تظهر في مصر في أواخر الخمسينات حتي وصل عدد المناطق العشوائية إلي1221 منطقة عام2005, ويعيش فيها16 مليون نسمة40% منهم في القاهرة الكبري. واستعرض بعد ذلك الدكتور عبدالعظيم وزير جهود محافظة القاهرة في تنفيذ مشروع تطوير الدويقة وتوفير17 ألف وحدة سكنية. واستمعت السيدة سوزان مبارك والحضور إلي عرض من الدكتورة مؤمنة كامل عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر حول جهود الجمعية في عملية تطوير المنطقة بعد كارثة الدويقة. وقدم شباب الدويقة فقرة غنائية عبروا فيها عن شكرهم للسيدة سوزان مبارك, وجمعية الهلال الأحمر المصري علي جهودهم في رعاية أسر الدويقة. وفي نهاية الاحتفال قامت السيدة قرينة الرئيس بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المرحلة الأخيرة من مشروع تطوير منطقة الدويقة. شهد الاحتفال وزيرا التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي ومحافظ الجيزة ورئيس الجهاز المركزي للتعمير.