شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية أمس الاثنين الاحتفال باكتمال مشروع تنمية الدويقة الجديدة والذي تم تنفيذه تحت رعايتها وشمل 10 آلاف وحدة سكنية ليكتمل بذلك مشروع نموذجي للتنمية الحضارية لأكبر مجتمع عشوائي بالقاهرة فاقت تكلفته المليار جنيه وعمت منافعه وفائدته مايزيد علي نصف مليون مواطن. ووسط فرحة عارمة قامت السيدة سوزان مبارك بتوزيع عقود التمليك علي المنتفعين بمشروع اسكان الدويقة بمنشأة ناصر لتجعل من فرحة العيد لاهالي هذه المنطقة فرحتين.وأكدت السيدة سوزان مبارك خلال الاحتفال : "اننا تعودنا عبر السنوات الماضية ان تجمعنا هذه الايام المباركة من شهر رمضان المعظم لنعلي قيم التكافل والتراحم والعطاء ونفي بوعد قطعناه علي أنفسنا ان نكون دائما الي جانب المحتاجين نأخذ بأيديهم ونؤدي واجبنا تجاههم ونحقق لهم ولذويهم حلم اليوم والغد الآمن". وأضافت أن هذا اللقاء له منزلة ومكانة خاصة في نفسها لما تشعر به من سعادة وهي تري البسمة ترتسم علي وجوه من استطاعت أن تحقق لهم حلمهم في مسكن وحياة آمنة ..لافتة الي حرصها علي مدار ما يزيد علي 10 سنوات علي العمل علي تحقيقه في موقع جديد من مواقع العمل كل عام وفي منطقة جديدة من المناطق العشوائية أو المحرومة. نقلة نوعية وذكرت السيدة سوزان مبارك " اننا استطعنا عبر السنوات الماضية ان نحدث نقلة نوعية في مناطق زينهم والنهضة وعزبة وعرب الوالدة ومنشأة ناصر وحلوان وغيرها من المناطق نهضة شملت تأهيلا حضاريا وبيئيا جعلت من تلك المناطق مجتمعات آمنة متطورة تكفل لأهلها سبل الحياة الكريمة. وأشارت السيدة سوزان مبارك إلي أنها رحلة عطاء وعمل متواصل وفكر وجهد واجتهاد واخلاص تستمر علي مدار العام واكثر لنجني ثمارها في مثل هذا اليوم من كل عام في ليلة القدر التي اخترناها لكي نحتفل فيها بعمل جاد ينفع الناس ويعطي المثل والقدوة وقيمة العمل ومعناه ويؤكد ايماننا بأن العمل بحق عبادة من افضل العبادات. وقالت ان الوحدات السكنية التي نقوم بتسليمها كل عام هي تعبير عن ادراكنا للمسئولية الاجتماعية تجاه المحتاجين من ابناء المجتمع, مسئولية ادركناها وادركنا التحديات المرتبطة بها والمشكلات المتراكمة التي ادت اليها فقررنا الا نتردد في مواجهتها. وشرحت السيدة سوزان مبارك خلال الاحتفال باكتمال مشروع تنمية الدويقة الجديدة لماذا اختارت شعار "نحو مجتمع آمن" علي هذا المشروع .. قائلة " لكي اعلن للمجتمع اننا قررنا ان نخوض التحدي واننا اهل للمسئولية واننا سنعمل بكل تفان واخلاص لنكفل لابناء العشوائيات منظومة كاملة من الحقوق لا تتوقف عند حق المسكن الآمن ولكنها تمتد لحق الرعاية الصحية والتعليم والتأهيل للعمل والرعاية الطبية والثقافية وغيرها من حقوق الحياة وذلك من خلال المؤسسات الموجودة في هذه المنطقة". وأكدت أن الرسالة أعمق بكثير من مجرد بناء مسكن او مبني, فعلي الرغم من القيمة الانسانية والمعنوية للمسكن وما يمثله من أساس للحياة لاية اسرة إلا ان رسالتنا تتخطي هذا المعني واننا نستهدف بناء مجتمعات آمنة ومتطورة تكفل للطفل حق التعليم والطفولة والرعاية الصحية والفكرية والتربوية وتكفل للفتاة الحصول علي فرصتها المتكافئة وللام حقها في حياة اسرية مستقرة هادئة وتكفل لرب الاسرة الحق في ان يعيش بكرامة مرفوع الرأس وأن يكون قادرا علي الوفاء باحتياجات اسرته وفخورا بابنائه بما يحققه لهم. وأكدت السيدة سوزان مبارك ان هذا ما عملناه وسنظل نعمل من اجله في كل موقع يعاني من ظاهرة العشوائيات مدركين ان ما يصاحبها من ظواهر التهميش والانعزال الاجتماعي يجعل منها خطرا علي توازن المجتمع وتجانسه وأمنه وسلامته ولهذا فقد اعتبرنا مواجهتها ضرورة ومسئولية مجتمعية يتعين علي الدولة والمجتمع التضامن من أجلها. وأشارت الي ان الهلال الاحمر الذي ترأس مجلس ادارته كان المبادر بوضع حلول حاسمة للقضاء علي هذه الظاهرة , حلول قامت علي أسس علمية صحيحة لانها درست جذور الظاهرة وتحليل ابعادها المركبة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا واثارها التراكمية علي مختلف فئات المجتمع. اساليب المعالجة واضافت:" لقد نجحنا ان نضع لها سلسلة متكاملة من الحلول واساليب المعالجة والمواجهة وان نحشد الطاقات والامكانات الحكومية لتنفيذها وان نحشد المجتمع ليتضامن معنا في تحمل نصيب عادل من الاعباء الاقتصادية اللازمة لمواجهتها". وتحدثت السيدة سوزان مبارك عن تفاصيل الرحلة لاقتحام ظاهرة العشوائيات في منقطة الدويقة قائلة إنه في عام 1999 وضعت اللبنة الأولي لمشروع متكامل للتنمية الحضارية لمنطقة الدويقة ورغم التحديات الاقتصادية الرهيبة أعطت الدولة أولوية قصوي لتمويل هذا المشروع ووفرت له استثمارات لعمليات البناء فقط تجاوزت المليار جنيه. وأضافت أن عجلة العمل دارت بقوة متسارعة وبسواعد مصرية أصيلة وروح وطنية مخلصة ومتناغمة وعزيمة صادقة سابقت الزمن وتحدت طبيعة المكان وخصائص المجتمع لنحول واقعا اجتماعيا مؤلما إلي صورة انسانية مشرقة. وتابعت :" الفرحة الاولي كانت حين جئت في نوفمبر 2000 لنجني اولي ثمار عملنا ونحتفل بتسليم وحدات المرحلة الاولي من المشروع وفي نوفمبر 2003 جئت اليكم لنحتفل باستكمال المرحلة الثانية ثم استكملنا المرحلة الثالثة في نوفمبر 2004 وتوالت الانجازات عاما بعد عام" .وأكدت السيدة سوزان مبارك :" لقد وفينا بالوعد والتزمنا أمام أنفسنا وضمائرنا فصدقنا في التزامنا" , معربة عن ثقتها في أن أهل الدويقة يدركون قيمة العمل الشاق الذي قمنا به من أجلهم ويشعرون بالتغيير الذي طرأ علي حياتهم وأنهم لن يترددوا في الاسهام بكل طاقاتهم ليجعلوا من هذا المشروع نموذجا للنجاح وخطوة عملية في تحقيق التنمية البشرية بمفهومها الأشمل والأعم. وأكدت السيدة سوزان مبارك إيمانها بدور الإنسان في تحقيق التغيير المنشود باعتباره مفتاح التقدم إلي الأمام في الحاضر والمستقبل .. مشيرة إلي أن تنمية المجتمعات لا تتحقق فقط بالامكانات المادية رغم أهميتها ولكنها تتطلب جهدا مستمرا وإسهاما بشريا صادقا من كل القادرين علي المشاركة والعطاء, وهناك قائمة طويلة من المصريين المخلصين لهذا الوطن. مرحلة مصيرية وأوضحت :" اننا مقبلون علي مرحلة مصيرية تتطلب من الجميع الإيمان المتزايد بمفهوم المسئولية الاجتماعية التي تقوم علي إدراك كل فرد من أبناء المجتمع لمسئوليته تجاه نفسه ومجتمعه والآخرين لأنها تستهدف إستكمال بناء مجتمع يعتمد علي طاقاتها ويعظم الاستفادة منها ويحفز طاقات الخير بين أبنائه لتحقيق التكافل بين فئاته". ولفتت إلي أن هذا المجتمع قادر علي أن يكون شريكا فاعلا في مسيرة التنمية الشاملة. وأضافت أن لدينا من النجاح رصيدا نستند إليه بفكر وجهد وإجتهاد وعمل الإنسان المصري المعاصر القادر علي بناء المستقبل.. داعية إلي "العمل معا من أجل استكمال البناء وتحقيق الحلم والأمل لكل إنسان علي أرض مصر في مستقبل ينعم فيه أبناء الوطن بالأمن والاستقرار والأمان".وتوجهت بتحية من القلب لكل من ساهم في تحويل الحلم الي حقيقة , داعية الله أن يكلل الجهود بالنجاح وأن يبارك سعينا المخلص من أجل الوفاء باحتياجات مجتمعنا وتحقيق امالنا لاهلنا وأبنائنا. كما توجهت بتهنئة من القلب بمناسبة ليلة القدر لكل أسرة تتسلم اليوم مسكنها الجديد لتصبح فرحة العيد فرحتين ودعوة خالصة أن يجعل الله كل أيامنا أعيادا.وأكد الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال بأن المشروع يأتي في سياق منهج الدولة في تطوير وإحلال وتجديد المناطق العشوائية وتوفير سكن ملائم وآمن في عهد الرئيس مبارك وبرعاية كريمة ومشاركة فعالة ومراجعات مستمرة من السيدة سوزان مبارك. وقال ان المشروع بدأ عام 8891 منذ ما يقرب من 21 سنة لإنشاء 01 آلاف وحدة سكنية إلي جانب خدمات أخري كثيرة. وتوثيقا لاقتحام مشكلة العشوائيات، استمعت السيدة سوزان مبارك لعرض شامل حول جهود الدولة لتطوير العشوائيات وجهود محافظة القاهرة في تسكين قاطنيها ونشاط جمعية الهلال الاحمر في منطقة منشأة ناصر. وزير الاسكان ومحافظ القاهرة وتحدث المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية حول جهود الدولة في تطوير العشوائيات علي لوحات اليكترونية ، فقال إن السيدة سوزان مبارك انجزت بجهدها المستمر وتفانيها منظومة رائعة من مشروعات العمل الاجتماعي في كل المجالات تفخر بها مصر بالاضافة الي تطوير العشوائيات والاسكان وكافة المجالات التي ترتقي بالمجتمع ..مستعرضا جهود الدولة في تطوير العشوائيات التي تمثل ظاهرة عالمية في كافة الدول النامية وبعض الدول المتقدمة ويمثل سكانها 15٪ من سكان العالم (مليار نسمة). وأضاف في معرض شرحه لحجم المشكلة وأسبابها، أن ظهور العشوائيات بدأ في أواخر الخمسينيات لعدة أسباب من بينها قوانين الايجارات والهجرة الداخلية من الريف إلي الحضر وتهجير سكان مدن القناة وتجريم الامتداد خارج أحوزة عام 1985.وأوضح أنه طبقا لاحصاءات وزارة التنمية المحلية فإنه يوجد بمصر 1221 منطقة عشوائية في عام 2005 حيث يسكن 16 مليون نسمة المناطق غير المخططة بالحضر و40٪ منهم يقطنون القاهرة الكبري ..لافتا الي ان العشوائيات في مصر تختلف عن باقي الدول حيث ان 90٪ منها مخططة اهليا ومبانيها خرسانية فيما ينطبق علي 10 ٪ من مناطق التعريف الدولي للعشوائيات. ثم استمعت السيدة سوزان مبارك من الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة إلي جهود المحافظة في تسكين قاطني العشوائيات التي تم تطويرها والتي عرضها خلال فيلم استغرق 15 دقيقة علي لوحات اليكترونية.وأكد وزير اكتمال مشروع إنشاء الدويقة الجديدة بحضور السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية وقيامها بتسليم عدد من المواطنين عقود التمليك لوحدات سكنية بمشروع إسكان سوزان مبارك بالدويقة .وأضاف أن اليوم يشهد حدثا مهما يتحقق علي طريق التنمية الحضرية وهو المشروع الكبير الذي استغرق من العمل والجهد ما يزيد علي 10 سنوات.وأشار المحافظ الي ان هذا المشروع يأتي في سياق منهج الدولة في تطوير وإحلال وتجديد المناطق العشوائية وتوفير سكن ملائم وآمن في عهد الرئيس حسني مبارك وبرعاية كريمة ومشاركة فعالة ومراجعات مستمرة من السيدة قرينته.وأضاف المحافظ أن منشأة ناصر تبلغ مساحتها 2.7 كيلو متر مربع وتبلغ المساحة الآهلة بالسكان 2.5 كيلو متر مربع ويبلغ التعداد الفعلي مليون نسمة، وقد تركز المشروع في منطقة الدويقة التي ضمت مساكن عشوائية غير ملائمة فضلا عن وقوعها في مناطق الخطورة الجبلية. وأشار الي أن العمل بالمشروع بدأ عام 1998 أي منذ ما يقرب من 12 سنة من العمل المتواصل لإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية الي جانب الخدمات التي تم توفيرها.