افتتحت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع إسكان الدويقة الجديدة بحى منشأة ناصر كما قامت سيادتها بتوزيع عقود التمليك على المنتفعين من المشروع ليبلغ إجمالى الوحدات عشرة آلاف وحدة سكنية تم تسليمها على أربع مراحل متتالية خلال عشر سنوات من العمل والجهد الدءوب فى إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية والقضاء على العشوائيات لتحقيق مفهوم الرعاية الاجتماعية الشاملة فى عهد السيد الرئيس محمد حسنى مبارك. بدأت السيدة سوزان مبارك الاحتفالية ببضع كلمات أكدت فيها على قيم التكافل والتراحم والعطاء، وقالت: نلتقى فى مثل هذا الوقت من كل عام لتجمعنا هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم لنفى بوعد قطعناه على أنفسنا أن نكون دائما إلى جانب المحتاجين من أهلنا وأبناء وطننا نأخذ بأيديهم ونحقق لهم ولذويهم حلم اليوم والغد الآمن. وأضافت أن هذا اللقاء له فى نفسى منزلة ومكانة خاصة لما أشعر به من سعادة وأنا أرى البسمة ترتسم على وجوه كل من استطعنا أن نحقق لهم حلمهم فى سكن وحياة آمنة فى منطقة جديدة من المناطق العشوائية التى تشمل زينهم والنهضة وعزبة عرب الوالدة وحلوان وغيرها من المناطق التى استطعنا أن نحدث فيها نقلة نوعية من التأهيل الحضارى والبيئى لنجعلها مجتمعات آمنة متطورة تكفل لأهلها كل سبل الحياة الكريمة. وفى ليلة القدر التى اخترنا أن نحتفل بها بعمل جاد ينفع الناس ونعطى المثل والقدوة لقيمة العمل ومعنا ونؤكد أن إيماننا بأن العمل بحق عبادة من أفضل العبادات، وأكدت أن الوحدات السكنية التى نقوم بتسليمها كل عام تعبر عن إدراكنا للمسئولية الاجتماعية تجه المحتاجين من أبناء المجتمع، وبالفعل أطلقنا شعار «نحو مجتمع آمن» لأعلن على المجتمع أننا قررنا أن نخوض التحدى ونعمل بتفان وإخلاص لكى نكفل لأبناء العشوائيات منظومة كاملة من الحقوق. لا تتوقف عند حد المسكن الأمن ولكنها تمتد لحق الرعاية الصحية وحق التعليم والتأهيل للعمل والرعاية الفكرية والثقافية وغيرها من حقوق الحياة وأضافت أن رسالتنا أعمق بكثير من مجرد بناء مسكن أو مبنى. فعلى الرغم من القيمة الإنسانية والمعنوية للمسكن فإن رسالتنا تتخطى هذا المعنى والمغزى ونستهدف بناء مجتمعات آمنة متطورة تكفل للطفل حق التعليم والطفولة الهانئة والرعاية الصحية والفكرية والتربوية وتكفل للفتاة حق التعلم والحصول على فرصتها المتكافئة وتكفل للأم حقها فى حياة أسرية مستقرة هادئة وتكفل لرب الأسرة الحق فى أن يعيش بكرامة قادرا على الوفاء باحتياجات أسرته فخورا بأبنائه وبما يحقق لهم. وأضافت أننا فى الهلال الأحمر كنا المبادرين بوضع حلول حاسمة للقضاء على ظاهرة العشوائيات من خلال حلول قامت على أسس علمية صحيحة من خلال دراسة جذور الظاهرة وتحليل أبعادها اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وآثارها التراكمية علىمختلف فئات المجتمع من الأطفال والنشء والشباب والفتيات والأسر. ونجحنا فى أن نضع لها سلسلة متكاملة من الحلول وأساليب المعالجة والمواجهة كما نجحنا فى أن نحشد الطاقات والإمكانات الحكومية لتنفيذها. ففىعام 1999 وضعت اللبنة الأولى لمشروع متكامل للتنمية الحضرية لمنطقة الدويقة ورغم التحديات الاقتصادية الرهيبة فقد أعطت الدولة أولوية قصوى لتمويل هذا المشروع ووفرت له استثمارات لعمليات البناء تجاوزت المليار جنيه وفى عام 2000 كانت الفرحة الأولى بجنى أولى ثمار عملنا والاحتفال بتسليم وحدات المرحلة الأولى من مشروعنا. ثم جئت إليكم مرة أخرى فى يوليو 2003 لنحتفل باستكمال المرحلة الثانية ثم استكملنا المرحلة الثالثة فى 2004 واليوم نحتفل بتسليم 10 آلاف وحدة سكنية لتتوالى الإنجازات عاما بعد عام. ليكتمل بذلك مشروعنا للتنمية الحضرية لأكبر مجتمع عشوائى بالقاهرة الكبرى فاقت تكلفته المليار جنيه وعمت منافعه وفائدته على ما يزيد على نصف مليون مواطن. وأشارت سيادتها إلى أننا مقبلون على مرحلة مصيرية تتطلب منا جميعا الإيمان المتزايد بمفهوم المسئولية الاجتماعية التى تقوم على إدراك كل الفرد من أبناء المجتمع بمسئوليته تجاه نفسه ومجتمعه وتجاه الآخرين. مرحلة نستهدف فيها استكمال بناء مجتمع يعتمد على طاقاته ويعظم الاستفادة منها ليكون شريكا فاعلا فى مسيرة التنمية الشاملة. واختتمت سيادتها كلمتها بتوجيه تحية من القلب لكل من ساهم فى تحويل الحلم إلى حقيقة بمقر المشروع كما قدمت التهنئة بليلة القدر المباركة وتهنئة لكل أسرة تتسلم مكانها الجديد فى الدويقة لتصبح فرحة العيد فرحتين. وأضاف د. عبد العظيم وزير محافظ القاهرة أن هذا المشروع يأتى فى سياق منهج الدولة فى تطوير وإحلال وتجديد المناطق العشوائية وتوفير سكن ملائم وآمن فى عهد الرئيس محمد حسنى مبارك وأشار إلى أن منشأة ناصر تبلغ مساحتها 7.2 كم وتبلغ المساحة المأهولة بالسكان 5.2 كم2 ويبلغ التعداد الفعلى مليون نسمة. وأكد أن مشروع إسكان الدويقة يشتمل على عشرة آلاف وحدة سكنية بالإضافة إلى الخدمات التى تم توفيرها ليضم المشروع مجمع المدارس وإنشاء مركز صحى ومركز رعاية الأمومة والطفولة ومبنى الهلال الأحمر ودار مناسبات وتطوير مركز الشباب وإنشاء خمسة ملاعب متعددة وناد اجتماعى وكذلك إنشاء وتطوير قصر ثقافة ومسرح مكشوف ليسع 750 فردا وإنشاء نادى كمبيوتر ومسجد. ولتحقيق الأمن والأمان للمواطن تم إنشاء نقطة شرطة الدويقة الجديدة ووحدة إطفاء ومكتب السجل المدنى وقد تم تسكين عدد 12810 أسر بالدويقة. ووجه المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان كلمة تهنئة للسيدة سوزان مبارك باكتمال هذا المشروع أكد فيها أن ما أنجزته بجهدها وتفانيها المستمر فى منظومة رائعة من مشروعات العمل الاجتماعى تفخر بها مصر فى مجالات الطفولة والأمومة والسكان والصحة والثقافة وتطوير العشوائيات والإسكان وكافة المجالات التى ترقى بالمجتمع. وقدم شرح على فيلم تسجيل عن بدء ظهور العشوائيات فى مصر منذ أواخر الخمسينات بسبب قوانين الإيجارات وانسحاب صغار المستثمرين من السوق العقارى والهجرة الداخلية من الريف إلى الحضر وتهجير سكان مدن القناة. وأشار إلى وجود 16 مليون نسمة يقطنون المناطق العشوائية فى 1221 منطقة فى مصر 40% منهم فى القاهرة وذلك طبقا لإحصائيات وزارة التنمية المحلية عام 2005. وأكد أن جهود الدولة لتطوير العشوائيات مستمرة من خلال خطة قومية تنفذ على عدة مراحل متتالية تعتمد على استراتيجية متكاملة. وأشارت د. مؤمنة كامل عضو المجلس الأعلى للهلال الأحمر إلى أن منطقة الدويقة ليست منطقة سكنية فقط، وإنما أصبحت مجتمع حضارى متكامل. وأكدت أنه من خلال جمعية الهلال الأحمر ودورها الأساسى فى إغاثة المتضررين من الكوارث تقوم بدورها فى تقديم كافة المساعدات لأهالى المنطقة مؤكدة أن القيادة السياسية لم تتوان فى جمع جميع الجهات المعنية فى جمعية الهلال الأحمر لأداء دورها اللازم من مساعدة المتضررين وتقديم الدعم النفسى لكل من يحتاج إليه لخلق مناخ اجتماعى إيجابى.