الدويقة الآن .. عمارات سكنية حضارية وحياة جديدة للسكان منذ 21 عاماً فقط كان سكان حي منشأة ناصر أو منطقة الدويقة لا يعرفون معني الإحساس بالأمان، لأنهم مهددون ليلاً بسقوط صخور جبل الدويقة علي رءوسهم وهم نائمون كما أنهم مهددون نهاراً بالبلطجية وتجار المخدرات الذين كانوا يستوطنون المنطقة. أكثر من نصف مليون مواطن كانوا يعيشون في عشش صفيح وأكشاك خشبية تدمرها أمطار الشتاء وتحرقها الحرارة الشديدة في فصل الصيف.. لا توجد مدارس أو مستشفيات أو حتي »عمود كهرباء« يضيء لهم الشارع الوحيد بالمنطقة. وفي عام 8991 تنبهت الدولة لخطورة المنطقة التي يتزايد عدد سكانها يوماً بعد يوم، حتي وصل إلي مليون نسمة وتم البدء في تنفيذ مشروع تطوير الدويقة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك. واليوم.. وبعد مرور هذه السنوات، أصبحت »دويقة القرن ال 12«شكل تاني .. تغير شكل الحياة فيها.. وبمجرد الدخول لحي منشأة ناصر، ستشاهد آلاف الوحدات السكنية المتطورة وشوارع مضاءة ومرصوفة ومدارس ومراكز شباب ووحدات صحية، ومرافق وخدمات وكل مواطن تقابله وتسأله عما حدث يطلب منك في البداية والنهاية أن تبلغ رسالة شكر وتقدير علي لسانه للسيدة سوزان مبارك ولكل من ساهم في تطوير المنطقة وتقول لهم: »نورتم الدويقة«. ماذا حدث في منشأة ناصر والدويقة؟.. وكيف حدث؟.. وهل هناك خطة لاستكمال أعمال التطوير بالمنطقة؟. التفاصيل في السطور التالية.. علي طريق الأوتوستراد وبمجرد الوصول للمدخل الرئيسي لحي منشأة ناصر والدويقة سيلاحظ أي زائر للمنطقة التطوير الكبير الذي حدث.. كل مواطن كان لديه تفسير لما حدث ولكنهم اتفقوا علي سعادتهم بحياتهم الجديدة. مجدي علي - موظف بالتأمين الصحي - لديه 5 أبناء كان يسكن في شارع الخزان أسفل منطقة الحرفيين وهي من أكثر الأماكن التي كانت مهددة بالانهيار بالدويقة يؤكد والابتسامة تعلو وجهه أنه الآن لا يخاف أن يمشي ليلاً بالمنطقة التي يعيش فيها بمساكن السيدة سوزان مبارك بالدويقة الجديدة فالشوارع تم إضاءتها ورصفها وكان في الماضي يخشي علي نفسه وعلي أبنائه من السير ليلاً.. فالطرقات ضيقة ومظلمة وممتلئة بالبلطجية وتجار ومدمني المخدرات. و يضيف : كنا لا نشعر بالأمان ونحن داخل بيوتنا فما بالك ونحن خارجها.. أما الآن فالوضع مختلف تماماً..ووجه الشكر لكل من شارك في توفير منزل آمن له ولجميع المتضررين من أهالي الدويقة وخص بالشكر السيدة سوزان مبارك التي أولتهم رعايتها وقدمت لهم جميع أوجه المساعدة المادية والمعنوية.. وطالب بزيادة خطوط النقل العام والجماعي بالمنطقة الجديدة التي يسكنون بها.. وكذلك بإقامة سور حول المنطقة. عشة وشقة أنور محمد عثمان »85 سنة« بائع متجول متزوج ولديه 4 أبناء يقول: كنا نعيش بمنطقة أعلي الصخرة التي سقطت بالدويقة داخل عشة لا تتعدي مساحتها 02 متراً وكنا محرومين من معظم الخدمات فلا يوجد صرف صحي ونحصل علي الكهرباء بصورة غير مشروعة وكانت العشش متلاصقة ولا يوجد حرمة للمسكن، أما الآن فقد تم توفير مسكن لنا به جميع الخدمات من مياه وصرف صحي وكهرباء علاوة علي اتساع الشقة والتي تصل إلي 09 متراً وبها 3 غرف وصالة ومطبخ وحمام وتم تشطيبها علي أعلي مستوي. ويؤكد أنور محمد أن المشكلة التي يواجهها هي عدم قدرته علي توفير نفقات أسرته ويناشد المسئولين أن يوفروا له فرصة عمل.. حتي يتمكن من الإنفاق علي أولاده واستكمال دراستهم. الخدمات متوافرة أما علي علي محمد والذي يعمل »تباع« علي سيارة أجرة ومتزوج ولديه طفلان فيقول إنه الآن يستطيع أن يشعر بالخصوصية والراحة والأمن داخل مسكنه الجديد بعد أن كان يشعر أنه يعيش في العراء وسط أعمال البلطجة وغياب أبسط أنواع الخدمات.. وهو الآن يعيش منذ عام ونصف العام داخل الشقة التي استلمها من الدولة ومساحتها تبلغ 09 متراً وبها جميع المرافق.. وفي الشقة المقابلة له تسكن أخته وأسرتها ويقول زوجها عاشور رامي، يعمل بكافيتريا ولديه 4 أبناء إن أفضل ما في المكان الجديد هو توافر الخدمات الأساسية من مستشفيات ومدارس وتواجد أمني وطرق واسعة وبها أعمدة إنارة.. ووسائل مواصلات متوافرة علي مدار اليوم.. وهو ما كنا نفتقده في مساكننا القديمة بالدويقة التي كانت أقل ما توصف به أنها »خرابة«. لطيفة الخضري إحدي الحاصلات علي شقة في مساكن سوزان مبارك، وهي أرملة تعيش هي وابنتها الطالبة بالمرحلة الإعدادية.. تشكر الدولة علي توفير مسكن آمن ونظيف لها ولابنتها وكذلك توفير المرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات وتقول إنها تحظي برعاية طبية جيدة فهي تعاني من مرض السكر وهشاشة العظام.. وتتذكر المدة التي عاشتها بالدويقة والتي استمرت أكثر من 61 عاماً حيث تقول: لم يمر يوم دون مشاكل فالعشش ملاصقة لبعضها والخدمات معدومة وكنا نعيش في ظروف غير آدمية. وتضيف أنها تشعر بسعادة كبيرة لحصولها علي مسكن عالي المستوي ولكنها تحتاج الي بعض الأغراض الأساسية به فهي لا تستطيع شراء بوتاجاز أو غسالة أو ثلاجة فمصدر دخلها الوحيد هو معاش الضمان الاجتماعي وقدره 091 جنيهاً فقط. حياة مختلفة رمضان زايد »عامل بشركة بترول« متزوج ولديه 3 أبناء.. تزوج اثنان منهم وتبقي معه ابنته الصغيرة تعيش معه ومع زوجته وكذلك يعيش معه أحد أبنائه هو وزوجته وطفلهما.. أما ابنه الأكبر فقد حصل علي شقة هو الآخر ويعيش فيها هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة.. يقول »احنا مكناش نحلم بالعيشة النضيفة دي.. والمكان الواسع اللي احنا فيه دلوقتي« ويستطرد »أيام الدويقة كنت عايش في أوضة 4*4 أنا ومراتي وبنتي وابني ومراته وابني الكبير كان واخد أوضة جنبنا عايش فيها هو وأولاده وكان كله مفتوح علي بعضه وكنا ننام من المغرب عشان خايفين من البلطجية وتجار المخدرات اللي كانوا ماليين المنطقة، وكنت بخاف علي ابنتي أن تمشي لوحدها.. وكنا بنحفي علشان نلاقي دكتور لو حد تعب فينا« ويضيف »أما دلوقتي فكل حاجة زي الفل ومتوافرة«. نموذج للتطوير المسئولون بمحافظة القاهرة يؤكدون أن ما حدث في مشروع تطوير الدويقة هو نموذج لتطوير وتنمية المجتمعات العشوائية.. ويقول اللواء مصطفي عبادة رئيس حي منشأة ناصر إنه خلال رمضان الماضي تم الاحتفال باكتمال مشروع تنمية الدويقة الجديدة وتم تسليم باقي عقود الوحدات السكنية لحوالي 01 آلاف أسرة من المستفيدين وذلك في حضور ورعاية السيدة سوزان مبارك.. وذلك بعد 21 عاماً من العمل الشاق في أصعب الأحياء العشوائية بالعاصمة.وأضاف مصطفي عبادة أن الحي منذ 21 عاماً كان عبارة عن منطقة عشوائية مزدحمة بالسكان الذين يعيشون في عشش وأكشاك خشب وصفيح ومع زيادة الهجرة للقاهرة زاد عدد السكان بالمنطقة وتعدوا علي أملاك الدولة.. ونظراً لظروف التربة والصخور حدث انهيار تام للبنية التحتية بالمنطقة بالإضافة لعدم توافر أي مرافق أو خدمات..ولكن مع بداية مشروع التطوير بدأت الحياة تتغير شيئا فشيئا، وعقب انهيار صخرة الدويقة في 6 سبتمبر 8002، زادت معدلات التنفيذ بالمشروع وتم تسكين جميع المضارين، كما تم إزالة مساكن من يسكنون أسفل جبل الدويقة وفي المنطقة الخطرة وتسكينهم في مساكن سوزان مبارك، حيث تم توفير 01 آلاف وحدة سكنية بمساكن الدويقة الجديدة، كما تم الانتهاء من توصيل جميع المرافق بنسبة 001٪ ووصلت الكهرباء والمياه والصرف الصحي لجميع المساكن علاوة علي رصف جميع الطرق وإنارتها. مواصلات وفرص عمل وأوضح رئيس الحي أنه تم التنسيق مع هيئة النقل العام لزيادة خطوط أتوبيسات الهيئة وشركات النقل الجماعي بالمنطقة بالإضافة لزيادة أكشاك بيع الخبز ومحلات الخضراوات. كما تقوم جمعية الهلال الأحمر برئاسة السيدة سوزان مبارك بتقديم المساعدات العينية للأهالي خاصة الأجهزة الكهربائية والأثاث للشقق الجديدة..كما أنه يتم التنسيق مع الجمعيات الأهلية لإيجاد فرص عمل لأبناء الدويقة وهو ما بدأ يؤتي ثماره بالفعل حيث نجحت إحدي الجمعيات في تشغيل 051 شاباً وفتاة من أبناء الدويقة الجديدة. مراجعة دقيقة ويقول المهندس مختار الحملاوي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية: أهم ما يميز مشروع تطوير الدويقة هو تكامل المرافق والخدمات حيث تم إنشاء مراكز صحية ونقاط طبية ومستشفي وسجل مدني وسنترال ووحدة مرور ومجمع مدارس لخدمة السكان الجدد ومراكز شباب.. وهو ما خلق إقبالاً كبيراً من المواطنين علي الحياة بالدويقة الجديدة..وأكد نائب المحافظ أنه تم عمل مراجعة دقيقة لجميع الحالات التي تم تسكينها بمساكن سوزان مبارك بالدويقة الجديدة عقب حادث سقوط الصخرة، كما تم تشكيل لجنة لفحص طلبات المتظلمين، وضمت اللجنة في عضويتها كلا من رئيس حي منشأة ناصر ورئيس مباحث شرطة المرافق ووكيل المجلس الشعبي المحلي ورئيس المجلس الشعبي المحلي بالحي ومدير بحوث الإسكان بالمحافظة، وكل شكوي يتم فحصها بدقة لإعطاء كل مواطن حقه. وأضاف المهندس مختار الحملاوي أنه تم تشكيل لجان علمية لفحص المناطق الخطرة بالدويقة ومنشأة ناصر وتم إخلاء المواطنين بالفعل وتوفير مساكن لهم كما تم إعادة تخطيط المناطق التي تم إخلاؤها والاستفادة منها بإنشاء طرق واستغلالها كمحاور تربط الأوتوستراد بالطريق الدائري، وقد تم فعلياً فتح محور يربط شارع الطيران بمنشأة ناصر إلي امتداد رمسيس وربطه بمحور المخيم الدائم بطول 2 كيلو متر وهو ما يؤدي إلي تخفيف الكثافة المرورية علي الأوتوستراد وإنهاء عزلة منشأة ناصر، حيث كان لا يوجد بها سوي طريق واحد للدخول والخروج من الحي وهو شارع الطيران.وأشار مختار الحملاوي إلي أنه توجد متابعة مستمرة وإزالة فورية للعشوائيات الجديدة التي تبني حديثاً وذلك للقضاء علي المخالفات في مهدها والحفاظ علي ما تم إنجازه من تنمية وتطوير بالمنطقة. رعاية ومتابعة ويؤكد د. عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أن الانتهاء من مشروع الدويقة الجديدة هو حدث مهم جداً علي طريق التنمية الحضرية وقال: في 01 سنوات فقط تغيرت حياة مليون مواطن في منشأة ناصر وأكثر من 01 آلاف أسرة بمنطقة الدويقة الجديدة. وأوضح د. وزير أن المشروع جاء في إطار برنامج الدولة لتطوير المناطق العشوائية وتوفير مسكن ملائم لكل مواطن في إطار توجيهات الرئيس مبارك وقال: كان للمتابعة الدائمة والرعاية المتواصلة للمشروع من السيدة سوزان مبارك الدور الأساسي في نجاحه وخروجه بصورة تجعله نموذجا للتطوير والتنمية ومواجهة العشوائيات. إخلاء 571 فداناً وأضاف محافظ القاهرة أنه علي مدي 21 عاماً ومنذ بداية العمل بالمشروع تم إنشاء 01 آلاف وحدة سكنية وتسكين أهالي الدويقة القديمة ومنشأة ناصر فيها.. وبلغ إجمالي عدد الأسر التي تم تسكينها حتي الآن بالدويقة 21 ألفاً و018 أسر حيث تم توفير عدد من الوحدات السكنية الإضافية. كما تمكنت المحافظة من إخلاء 571 فداناً عبارة عن عشوائيات ومناطق خطرة كان يعيش فيها سكان الدويقة، وقد تم تسليم القوات المسلحة 52 فداناً منها لتقيم عليها ملاعب مفتوحة وساحات للطلائع ومشروعات شبابية، وتقوم المحافظة حالياً بالتعاون مع جهاز التعمير بوزارة الإسكان بشق طرق طولية وعرضية وتوسعة وتدعيم الطرق الحالية حتي تخرج هذه المنطقة من عزلتها، مشيراً إلي أن أعمال التطوير والتنمية مستمرة ولن تتوقف في حي منشأة ناصر ومنطقة الدويقة.
فعلاً »الدويقة منورة« بأهلها ومشروعاتها التي نقلتها إلي آفاق القرن الحادي والعشرين.