عزت أبو عوف ومحمود عبدالعزيز فى باب الخلق يقول المثل الشعبي الجواب يبان من عنوانه وينطبق هذا المثل علي مسلسلات رمضان هذا العام فالعمل الجيد بالتأكيد تظهر ملامحه مع عرض الحلقات الاولي فإما أن يجذبك او يجعلك تمسك بالريموت لتبحث عن عمل آخر ؛ وأنا لست من انصار الانتظار 23 ساعة درامية حتي يتم تقييم العمل بالنجاح أو الفشل وأعتقد ان تسع حلقات تم عرضها حتي الآن كفيله بالحكم علي معظم الاعمال الدرامية .. ورغم ذلك فإنني أؤكد ان السطور التالية ما هي الا انطباعات أولية للاعمال التي تابعتها منذ بداية رمضان وحتي الآن أعترف أنني من عشاق هذا الممثل الموهوب من شعر رأسه الي اخمص قدمه "محمود عبد العزيز" الذي يبهرك أداؤه مع كل مشهد يقدمه في اي عمل درامي وقد جاءته طلته علي شاشة رمضان هذا العام في مسلسله"باب الخلق " لينفض من خلالها غبار الكسل وينهض ك"تسونامي" عنيف في موهبته يبتلع من حوله ليقدم لنا دورا ومسلسلا سيحتل صدارة المشهد الدرامي رغم الغياب الطويل ليجعل من مسلسله "باب الخلق " الحصان الاسود في سباق دراما الشهر الكريم فالمؤشرات الأولي للمسلسل تؤكد أن محمود عبدالعزيز يرتدي شخصية جديدة لم نره فيها قبل ذلك؛ وبفضل موهبته المتفردة تجذبك تفاصيل الشخصية التي يقدمها والتي ملأ من خلالها الشاشة بتفاصيل انسانية اضافت للسيناريو المتميز الذي كتبه الشاب محمد سليمان ومن خلاله يقترب مما حدث في أفغانستان وجوانتنامو، وهي مناطق لم تقترب منها الدراما المصرية قبل ذلك استوعبها جيدا مخرج واع بالاحداث والتفاصيل "عادل اديب " الذي استعرض عضلاته في تقديم صوره سينمائية مبهرة وفي نفس الوقت ممتعة اما يسرا في مسلسلها " شربات لوز" الذي كتبه تامر حبيب فهو ينقل الدراما من حالة الرتابة والملل إلي حيوية وتلقائية الأداء وبأسلوب السهل الممتنع الذي خطفت به يسرا إعجاب الناس،منذ الحلقة الاولي لتقدم مباراة في الاداء بينها وبين سمير غانم وبارزته اداءا كوميديا باداء لترسم بسمه علي وجوه الصائمين رغم انها تقدم مسلسلا ليس للتسلية فقط بل يناقش قضايا اجتماعية ساخنة مسلسل"الهروب" الذي يعود من خلاله النجم السينمائي الشاب كريم عبد العزيز للظهور علي الشاشة الصغيرة ويعد "الهروب"من الأعمال الضخمة والمشوقة، ويتميز بأداء مبهر من كريم والذي اضفي حس الكوميديا والفكاهة علي العمل واستطاع من الحلقات الاولي أن يثبت للنقاد وللجمهور انه يمتلك مواهب كثيرة جعلته يتميز عن باقي أبناء جيله في تقديم شخصيات متنوعة بنفس الجودة والتميز ولكن يعاب علي كريم لجوئه للصوت العالي في الاداء في بعض المشاهد . اسم احمد السقا ونجوميته فرضت علي جمهور الشاشة الصغيرة متابعة مسلسل"خطوط حمراء" والذي ظهر واضحا انه بذل مجهودا كبيرا فيه ومن الواضح أن تكون عودته للدراما مثلما يعرفه جمهور السينما بالأكشن والأحداث المشوقة والعمل يحمل الكثير من الإسقاطات عما عاشته مصر في الفترة الماضية وواضح أن المسلسل أخذ مجهودا كبيرا من النجم أحمد السقا وفريق العمل المشارك معه، خاصة أنه تطلب تصويراً خارجيا في الكثير من مشاهده حتي يحقق المصداقية عند المشاهد وقد ظهر واضحا المجهود الذي بذله المخرج أحمد شفيق الذي قدم صورة سينمائية رائعة كما ظهر تميز في الاداء لبعض الابطال المشاركين في العمل مثل احمد رزق الذي يقدم شخصية جديدة عليه وهي شخصية "المرشد" الذي تجنده الداخلية وتزرعه وسط من تريد التجسس عليهم لينقل لها ما يحدث من أخبار، كما أنه شخص انتهازي يحصل علي أموال من الغلابة بحجة أنه سيساعدهم من خلال وظيفته في وزارة الداخلية وهذا الشخصية مختلفة عن الدور الذي يقدمه في مسلسل آخر "الاخوة أعداء " وهي شخصية "وحيد" الابن غير المعترف به في عائلة "الدقاق " وهو نفس الدور الذي لعبه محيي اسماعيل في الفيلم السينمائي ؛ وايضا هناك النجم الاردني منذر رياحنة الذي يكتب شهادة ميلاده في الدراما المصرية بدور متميز يبدو ان النجم السوري جمال سليمان اصبح يستهوي الشخصيات الصعيدية فهو يعود اليها بمسلسل "سيدنا السيد" وشخصية "فضلون الديناري" تلك الشخصية المصبوغة ببعض من القيم والأخلاقيات الشكلية ؛ وربما يكون العرض الثاني للمسلسل بعد انتهاء رمضان فرصه لمشاهدة المسلسل بصورة افضل لما يجمله من قيمة كبيرة تحتاج لقدر من التركيز الفنان يحيي الفخراني دائما يبهرك بقدرته علي تقديم شخصيات جديدة ومع كل عمل تراه له تجده في شخصية جديدة حتي ولو اختلفت مع المستوي الفني للمسلسل وفي مسلسل "الخواجة عبدالقادر" تشاهد الفخراني كأنك تراه لأول مرة علي الشاشة يقدم عملا من العيار الثقيل وكان من الظلم عرضه وسط هذا الكم الكبير من الاعمال فهو عمل يحتاج قراءة متأنية جدا عمرو سعد في مسلسل "خرم إبرة" ربما يكون موضوعه رصد دقيق لحياة المهمشين في الحارة المصرية التي عانت من ظلم انظمة حكم عبر سنوات طويلة فانتشر الفقر والمرض والجهل ولكن يعاب عليه اداء بطله الذي لم يستطع التخلص من روح وشخصية عبد العزيز التي قدمها في مسلسله السابق "شارع عبدالعزيز" مسلسل "الإخوة الأعداء"ظهرا واضحا من الحلقات الاولي اننا امام موهبة في كتابة السيناريو تحمل بصمة سيناريست شاب وهو احد ابطال العمل "شريف حلمي" فرغم تعدد الاعمال التي تم تقديمها ومأخوذة عن رواية للأديب الروسي "ديستوفسكي" الا أن النسخة الجديدة ظهرت مختلفة ليقدم رؤية معاصرة علي ما يدور حاليا من أحداث في مصر وخاصة بين ابنائها الأخوة الذين أصبحوا أعداء واستطاع المخرج محمد النقلي ان يترجم تفاصيل السيناريو من خلال رؤية بصرية وصورة سينمائية ممتعة. اما مسلسل "الزوجة الرابعة"لمصطفي شعبان فاذا استمعت لمشهد دون ان تنظر للشاشة فتعتقد أنك تشاهد أداء مصطفي شعبان في مسلسل "العار" بنفس طبقة الصوت والأداء الاستعراضي واذا تابعت الحلقة علي الشاشة فتكتشف أن العمل نسخة حديثة من مسلسل "الحاج متولي"الرجل المزواج المحب للنساء . يبدو ان حالة الانفلات الاخلاقي التي حدثت في الشارع المصري خلال الفترة الماضية انعكست بشدة علي صناع المسلسلات التي خرجت عن قواعد اللياقة والادب وقدمت مفردات والفاظا خارجة، لم تشهدها أو تألفها شاشة التليفزيون من قبل أو حتي شاشات السينما التي تعد أكثر انفتاحًا ومن بين هذه الأعمال التي تضمنت مثل هذه الألفاظ مسلسل "الهروب" فخلال مشهد ظهرت من خلاله الفنانة رانيا محمود يس أثناء تحدثها في التليفون وبجوارها أبناؤها، ظلت تنطق لفظ "ياولادالكلب "، و"يابنت..." أكثر من 6 مرات بصفة مستمرة رغم أن الأمر لا يستدعي لنطق اللفظ أكثر من مرة، فصحيح أنها تمثل فئة معينة من طبقات المجتمع إلا أنه لا يوجد شخص يظل "يشتم" طوال الوقت مثلما ظهرت رانيا في المشهد أما مسلسل "البلطجي" والذي تدور أحداثه في الحارة الشعبية، فالألفاظ الخارجة تتردد وكأنها حديث عادي، ومن بين الألفاظ التي ترددت فيها "روح أمك"، "رمة" "ناس وسخة" وفي مسلسل "مع سبق الاصرار"، من خلال مشهد جمع بين طارق لطفي وروجينا حيث ظل يردد ألفاظ "سفلة..سفلة"، "صايعة..صايعة"