سيد الطرابيشى: نحن نقوم بدور تثقيفى تنويرى ونريد تقنين أوضاعنا فى البيع على الرصيف لا أذكر وقتا محددا امتهنت فيه بيع الكتب.. ما أذكره انني عملت منذ فتحت عيناي مع ابي الحاج سيد الطرابيشي في بيع الكتب علي سور الأزبكية.. السور كان أشهر وأقدم مكان لبيع الكتب القديمة وابي كان من اقدم المتعاملين في هذه النوعية من الكتب. هكذا بدأ سيد سيد الطرابيشي- بائع الكتب علي رصيف ميدان الجلاء- حديثه معنا عن احترافه مهنة بيع الكتب.. وقال : تعلمت المهنة من أبي ووقفت معه علي السور منذ خمسة وثلاثين عاما تشربت المهنة منه.. طبعا مهنة . يعني لابد ان تعرف كيف تجلب الكتاب وكيف تبيعه وترمم الكتاب اذا كان قديما جدا وتعرف كيف تربي زبونا وان هناك زبونا يهوي كتبا محددة.. وأخيرا واهم شيء تعلمته من ابي ان بيع الكتاب رسالة وأمانة ومساهمة في بناء عقل وليس تجارة فقط.. تركت سور الازبكية بعد هدمه بسبب المترو وحين أعادوا السور لم يعد بشكله القديم ولا مكانه القديم والدولة لم تحرص علي اعادته كما كان.. تحول السور إلي تجارة للكتب «المضروبة» وهي كتب تصور ويصنع لها جلدة مقلدة تماما وتباع.. وكأن الزبون أيضا هجر السور وجاء زبون جديد.. لم يعد هناك غير الزبون اللي جاي يطلب كتاب بالاسم ولا يهمه التعرف علي كتب جاءت للسور يستفيد منها اغلبهم طلبة او زبون «طياري». في بيعي للكتاب لا انظر للعنوان ولا للمؤلف حتي لا أغالي في بيعه كما قلت انا اعمل فيها كرسالة الكتاب عندي ببيعه بجنيه واتنين واغلي حاجة يمكن عشرة جنيهات.. علي فكرة زبون الكتاب الحقيقي ليس لديه عادة فلوس.. واشعر احيانا ان هناك زبائن تطلب شنطة سوداء لوضع الكتب خوفا من الدخول به في بيته لان هناك بعض الزوجات تعتبرن شراء الكتاب ترفا في ظل موجة الغلاء التي نعيشها.. المكان هنا علي رصيف الجلاء ورمسيس يعد ملتقي مؤسسات صحفية وثقافية وسط البلد يعني مكان للمثقفين يعني «المكان بياع».. لكن في الآونة الأخيرة حين هجم باعة الملابس «البالة» احتلوا الميدان ثم تم اخلاؤه.. حاولنا تقنين اوضاعنا في بيع الكتب علي الرصيف واشتركنا في نقابة الاعلاميين بتاعة الشاذلي عملنا كارنيهات واعطونا جوابا عشان نمضيه من رئيس الحي نريد تقنين وضعنا لكن مش عارفين نقابل رئيس الحي وكأننا لسنا بني آدمين ولا نقوم بعمل مهم للدولة نحن نبيع كتبا تنور عقول الناس وتحارب الارهاب ونريد ان نقف بطريقة مقننة. اظن عملنا في بيع الكتاب ثقافيا ويحارب الجهل والارهاب.. طبعا الجهل يولد ارهاب.. الشباب حاليا خاصة طلاب الجامعة لايقرأون كان الطلاب قديما هم زباين سور الازبكية.. للاسف لايقرأون حاليا لأن فيه حاجة غلط في التعليم.. اظن الاعتماد علي النت تسبب في البعد عن القراءة والنظام التعليمي ايضا.. النت جعل الطلاب لا يلجأون للكتب حتي في الابحاث ونقل وخلاص ويضرب عنوانين تلاتة في البحث وخلاص كان زمان ايام الازبكية الطلاب كتير عشان الابحاث رغم وجود مكتبات في الجامعة لكن الطالب كان بيحب اقتناء الكتاب.. هناك زباين اعرفهم بالاسم.رغم وجود حوالي اكثر من 143 مكتبة في الأزبكية لكنهم مثل 143 اجزاخانة الذهاب اليهما للسؤال عن اسم كتاب معين وليس للبحث عن كتب جديدة لقراءتها او كتاب نادر يتم البحث عنه.. وحاليا يوجد حوالي خمس مكتبات فقط أصحابها هم من يتاجرون في الكتب القديمة ويتحكمون في السعر.. طبعا الحمدلله متزوج وعندي «مريم» في ثانية معهد ازهري.. ابويا كان عنده 14 طفلا.. الافضل عيل او اتنين اغلي بيعة كسبت فيها ستة آلاف جنيه وبعتها لتاجر ب 22 الف جنيه والتاجر باعها بحوالي 120 الف دولار للخارج.. اكثر كتب مبيعا الكتب الدينية والكتب الثقافية لسه «بتقاوح».