فوضى وزحام فى سور الأزبكية "سور الأزبكية" أشهر مكان لبيع الكتب القديمة بوسط القاهرة و أهم مرجع للمثقفين المصريين باختلاف أعمارهم كان من المترددين عليه في الماضي نجيب محفوظ والعقاد وكبار الصحفيين والمثقفين ولكن كثرة نقل السور بالإضافة إلي الأحوال الأمنية المتردية عقب ثورة يناير 1102 أعطي الفرصة لوجود دخلاء علي السور فمحيط سور الأزبكية تحول إلي منطقة لبيع ملابس الوكالة بالإضافة إلي انتشار بائعي الأجهزة الإلكترونية الصغيرة والألعاب النارية الممنوع بيعها أصلا وعلي الرغم من الشكاوي التي تقدم بها أصحاب المكتبات بالسور إلي محافظة القاهرة ومديرية أمن القاهرة إلا أنه لاحياة لمن تنادي وأصبح أصحاب المكتبات والبالغ عددهم أكثر من (031) يضعون أكفهم علي وجوههم في انتظار من يجيء ينقذ أهم الأماكن الثقافية والتراثية المصرية. في قلب القاهرة تقع منطقة العتبة وبين تفرع حواريها وشوارعها تصل إلي سور الأزبكية إنه منجم من الذهب علي صفحات من الورق ووسط عشرات الأكشاك المعدنية التي تختلف أسماؤها تجد أكواما من الكتب الإ ان طريق الوصول الي الكتاب في تلك المرة كان مرورا بعدد من بائعي الملابس والإلكترونيات والألعاب وصواريخ العيد والشماريخ إلي أن وصلت إلي أقدم صاحب مكتبة داخل السور. في البداية يقول الحاج حربي وهو من أقدم أصحاب المكتبات بسور الأزبكية أنه ورث هذه المكتبة عن والده وجده مشيرا إلي أن المعلومات المتوافرة لديه تؤكد أن السور أنشيء في منتصف فترة ولاية الخديو عباس حلمي الثاني سنة 7091. وأضاف "كان جدي رحمة الله عليه يقول لي أن أصعب شيء علي الإنسان التعرض للتهديد في أكل عيشه وكان أصعب خبر نسمعه هو أننا سننقل عنوة واقتدارا فنحن رضينا بنقلنا أكثر من مرة فعلي مدي ال 82 عاما الأخيرة تنقلنا 5 مرات بسبب سوء التخطيط. وأكد أن سور الأزبكية فقد بريقه المعروف عنه منذ ان تم إنشاء كوبري الأزهر في الثمانينيات فبعد أن كان يأتي إلينا الأدباء والمفكرون من جميع دول العالم العربي والإسلامي أصبح حتي المثقفين المصريين يعزفون عن السور نظرا لسوء المنطقة الموجود بها حاليا. وأوضح أن إحاطة السور بالباعة الجائلين شيء مهين إلي الدرجة التي جعلت الفنان هاني رمزي قال في إحدي حلقات برنامجه "الليلة مع هاني" إنه أصبح سور المطاوي والسنج ونحن اعترضنا بشده علي ذلك فليس هذا من قيمنا ولا أخلاقنا و"السنجة" الوحيدة التي نعرفها هي رواية أحمد خالد توفيق. وأكد أنه للأسف أصبح السور يباع فيه كل شيء دون أي رقابة أو تنظيم وهذه مسئولية الدولة فجميع الشوارع محتلة من الباعة الجائلين وفي زباين كتير كما أن بائعي الكتب بمنطقة وسط البلد أثرت علينا لقربها من وسط البلد ولرخص الكتب وأصبح زبون سور الأزبكية يأتي إليه مضطرا حينما يريد أن يبحث عن كتاب معين. ووجه عم حربي نداء للدولة قائلا " لو الدولة مش محتاجة لسور الأزبكية تفور المكان وتدينا معاشات ولكن هناك دول كتير تتمني يبقي عندها سور الأزبكية احنا بنتعامل مع المحافظة وهي ليست مقدرة لأهمية السور وأتمني ان يكون لنا تبعية لوزارة الثقافة". وتابع " للأسف الشديد لا أحد يعرف قيمة سور الكتاب ولا يتم التخطيط له بشكل صحيح في الماضي والحاضر ويتعاملون بعشوائية فالسور تراث مصري وزبائننا من آسيا وافريقيا تحديدا من مدينة البعوث الإسلامية من أفريقيا وشرق آسيا ففي السوق يوجد كل شيء الروايات الكتب المتخصصة الكتب المقررة نبيعها بنصف الثمن. وقال حربي "بالطبع تؤثر الحالة الاقتصادية علينا فعندما تشهد سوق الكتاب تراجعا نحاول وقتها أن نحافظ علي ما في جيوبنا من مال لنواجه متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وعندما يكون هناك انتعاش نقتني الكتب لتزخر بها مكتباتنا وتتنوع المكتبات في السوق فمنها المتخصص في كتب القانون أو الكتب الإسلامية والمجلات الأفرنجي أما أنا فأتجه اتجاها آخر وأفضل كتب التاريخ والسياسة والآداب والمجلات القديمة وأحيانا أبيع كتابا قديما ثمنه ثلاثة قروش مقابل 03 جنيها. وأكد أن الأزبكية منطقة مشعة بالثقافة مثل المسرح القومي ومسرح العرائس والطليعة وسور الأزبكية وكشك الموسيقي ولم يغب عن بالي وذاكرتي أبدا الزمن الجميل الذي عشناه ولا ولن أنسي عندما اصطحبني أبي وإخوتي إلي مسرح العرائس لمشاهدة مسرحية لصلاح جاهين عنوانها "صحصح لما ينجح "وكانت تناول موضوع الأطفال غير المرتبين والمنظمين في حياتهم وأيقنت بعدها كيف حفر أصحاب الفكر بداخلنا رسائل غير مباشرة لنتعلم الانضباط في حياتنا واستطاع صلاح جاهين أن يرسخ ويؤسس بداخلنا لفكرة الانضباط وكيف استقامت حياة صحصح بعد أن تعلم النظام في الحياة وقد تبلورت هذه الفكرة بداخلي منذ نعومة أظفاري وربيت أبنائي وأحفادي أيضا علي دروس استفدتها من الحياة. وتابع : لابد أن نبتعد عن الأفكار الهدامة ومحاسبة البشر للبشر فكرة مرفوضة فإلي الله مرجعنا وسيحاسبنا جميعا من اهتدي فلنفسه ومن ضل فعليها وقد حدث المولي عز وجل رسوله الكريم ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا أمر إلهي واذا خرجت مصر من هذا التنوع لن يكون لها طعم ولا معني لمصر درة الشرق الأوسط. وفي أثناء تجولي بسور الأزبكية سمعت صوتا غريبا لا يمت للسور ولا للكتب ولا للثقافة بصلة فكان هناك هتاف متكرر يخرج من سماعة ضخمة " أي حاجة بتلاتة ونصف والتلاتة بعشرة" وهذا بالطبع لم يكن صوتا صادرا من أصحاب المكتبات ولكن البائعة الجائلين الذين شوهوا جميع معالم السور. وبعدها التقيت بمحمد عبدالرحمن صاحب إحدي المكتبات والذي قال صارخا "الزبائن مبقتش تعرف توصل للمكتبات عشان لازم يمروا وسط زحمة البياعين ومضايقاتهم وده أثر علينا مش كفاية بنتنقل كل شوية من مكان لمكان.