تحولت منطقة الإسعاف بوسط البلد إلي سوق كبيرة لبيع الكتب علي الرصيف, والتي تمتد من نقابة المحامين وصيدلية الإسعاف حتي سنترال رمسيس علي جانبي الرصيف, ورغم ان وجودهم ليس جديدا لكن الجديد هو المساحة الكبيرة التي سيطروا عليها وأصبح البيع طوال أيام الاسبوع, بعد ان كان يوم الأحد هو يوم بيع الكتب, ظن البعض انها سوق موازية لبيع الكتب بسور الأزبكية أو أنهم مجموعة من البائعين انتقلوا لهذا المكان, وهذا ما رفضه البائعون الذين التقت الاهرام المسائي بهم قال جمال نصر الدين اقدم بائع في المنطقة إن وجودنا هنا قديم جدا وليس جديدا كما يظن البعض ولاتوجد لنا علاقة بسور الأزبكية القديم أو الجديد. وأضاف نصر الدين أن هناك كثيرين من البائعين انتهزوا الفرصة بعد الثورة وقاموا بفرش بضائعهم علي الرصيف بشكل عشوائي, مما تسبب في مشاكل مع اصحاب المحلات الموجودة الذي بدوره سيجلب مشاكل مع الأمن, لذلك قدمت علي كشك لبيع الكتب منذ اكثر من ستة أشهر لكي يكون البيع بشكل قانوني لكن حتي الأن مازال الطلب معروضا علي الجهات المختصة ولم يبت فيه. وتابع نصر الدين: أبيع كتبا في القانون والسياسة والأدب وقصص الأطفال والكتب المترجمة من اكثر من لغة, لكن اكثر كتب تباع هي كتب القانون نظرا لقربها من نقابة المحامين ودار القضاء, موضحا انه لا يعمل في الكتب المضروبة لأن زبونه لم يعتد علي ذلك. ولفت نصر الدين ان هناك كتبا مثل أعمال إبراهيم الفقي تباع بإصدارات من دور تحت السلم ومنها كتب كثيرة لم يكتبها الفقي لكن توضع عليها اسمه لكي تباع, مؤكدا انه يشتري كتبه من الاسواق علي مستوي الجمهورية من الإسكندرية والفيوم والشرقية وغيرها, وأحيانا يكون للزبون طلب لكتاب محدد أعطيه مهلة عشرة ايام لكي ابحث عنه في الأسواق, لكن كثيرا الأن يستعيض القارئ بالكتب الموجودة علي الإنترنت بدلا من شراء الكتاب الورقي والذي يتحدد سعره وفقا لثمن شرائه من تاجر الجملة وثمن النقل. وقال سيد ابو السعود بائع كتب منذ أكثر من15 عاما لم نعمل في سور الأزبكية لأنه يحتاج لترخيص, حتي أيام السور القديم كانت هناك رخص جديدة عند كل بائع, لذا نحن نحتاج هنا لترخيص نستطيع ان نمارس عملية بيع وشراء الكتب دون تخط للقانون, لأنه من بعد الثورة أصبح البيع بطريقة أوسع وهناك بائعون جدد. وقال عمرو ابراهيم بائع شاب أعمل منذ عامين في مهنة بيع الكتب في سور الأزبكية وفي رمسيس وأخيرا في منطقة الإسعاف وفي البداية وقفت بالكتب امام معهد الموسيقي لكن أمن المعهد طردني, ومن بعدها قمت بالبيع امام صيدلية الإسعاف لكن من حين إلي آخر تأتي البلدية وتطاردنا. وأضاف عمروالطالب بالثانوي الصناعي انه قبل ان يعمل في مهنة بيع الكتب كان محبا للقراءة خاصة كتب العلوم الشرعية, لكن والدي منعني من قراءة تلك الكتب خوفا علي من أمن الدولة, فقررت أن أعمل في بيع الكتب لكي أكون بجوار الكتب التي احبها. وعلي جانب أخر قال محمد علي من السعودية وهو قارئ دائم الشراء للكتب من الرصيف عندما آتي للقاهرة اذهب لشراء الكتب من علي الرصيف لأنها أرخص ولا أحدد عناوين للكتب قبل أن اشتري فهناك جديد دائما, في السياسة والأدب والدين واقرأها ثم اتركها قبل ان اعود للسعودية لأنها ممنوعة لدينا, وبسبب ثمنها القليل تتيح لي ان اتركها قبل السفر ولا تمثل لي عبئا وأري ان بيع الكتب بعيدا عن المكتبات وتوفير كتب قديمة ومتنوعة بسعر قليل شئ جيد لأنه معمول به في اوروبا. أضاف سيد ممدوح قارئ من قراء الكتب التي تباع علي الرصيف لا يوفر الباعة هنا كل الكتب التي احتاجها بالطبع لكني دائم الشراء لأن سعرها رخيص وهذه ميزتها الوحيدة, لكن الكتب لا تعرض في معظم الأحيان بشكل جيد فتجدها كومة فوق بعضها ويقوم القارئ هو بفرز ما يريد من وسط تلك الأكوام. وأكد عدد من القراء ان عرض الكتب يحتاج إلي رؤية أكثر تنظيما, لتسهل علي القارئ الوصول للكتب التي يريدها, فيما أشار البائعون إلي حاجتهم لتصريح يوفر لهم وجودا شرعيا لا يخلق بينهم وبين الأمن مشاكل, وحتي يحدث شئ من تلك الطلبات تستمر عملية البيع والشراء للكتب علي الرصيف في ظل حاجة كل من البائع والقارئ للأخر.