أشفق علي الجيش من طول مهمته في شوارع المدن، الحرب ضد الارهاب في سيناء لا يمكن أن يتصدي لها إلا قواته لطبيعة المعارك والمنطقة ولتوفر الخبرة الطويلة عبر التاريخ القديم والحديث، عندما أري دبابة أو مدرعة علي ناصية شارع أو أمام مبني حكومي أتمني انتهاء هذا الوضع. الفكرة التي طرحتها مرات ليست جديدة علي مصر وكثير من دول العالم، عرفت مصر تجربة الحرس الوطني منذ عام ستة وخمسين. ليست ميليشيات، إنما قوة عسكرية احتياطية، ظهير للجيش المصري، تتولي حراسة المنشآت وتتصدي للتخريب وتساند عند وقوع كوارث طبيعية أو إرهابية. بعد عام سبعة وستين عرفنا تجربتين، الجيش الشعبي، وكان قادته من القوات المسلحة، كذلك تسليحه وتدريبه، أيضا ما عارف بمنظمة سيناء الحربية وتلك تجربة أكثر خصوصية، إذ قامت المخابرات الحربية بإنشاء منظمة مقاومة تعتبر رائدة في تجربة حروب العصابات بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، إذ تم تجنيد عدد من الشباب الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية وتم تدريبهم علي الأعمال الفدائية وكنت قريبا من المجموعات العاملة في القطاع الجنوبي وكانت الأخبار هي الجريدة الوحيدة التي قدمت عدة تحقيقات عن هذه العمليات ومجموعة السويس تحديدا التي لعبت دورا أساسيا في صد الهجوم علي مدينة السويس في الرابع والعشرين من ديسمبر 1973، هاتان التجربتان من الممكن احياؤهما معا. بحيث تنشأ قوة حرس وطني تكون تابعة للجيش ويتم تدريبها وتمويلها من قيادته، علي أن تسند اليها العمليات الداخلية مثل حراسة المنشآت والمؤسسات الهامة، أما تجربة منظمة سيناء فيمكن استعادتها من خلال تشكيلات قائمة علي التطوع أو ممن لم يلحقهم التجنيد للقيام بعمليات خاصة جدا ضد الإرهاب الذي تركز عناصره علي مصر الآن مدعومة بقوي متنفذة في العالم. بإنشاء هاتين القوتين يتفرغ الجيش المصري لمهامه الأساسية، حراسة الحدود المقدسة لمصر والمهددة الآن من جميع الجهات. واضح ان هذا من أولويات القائد العام الفريق أول عبدالفتاح السيسي، التجربتان مستمدتان من تاريخنا القريب، ولكن المدقق العارف بتاريخنا سيجد أن مصر عندما كانت تهددها الأخطار كان الشعب مساندا قويا لجيشه، في كل العصور لم يكن الجيش معزولا عن أولئك الذين جاء منهم، أهله وقوامه، الشعب المصري.