ربما تبدو الصورة من البعد أكثر تحديدا، خاصة مع وسائط الاتصال الحديثة التي تجعلني أعيش أدق التفاصيل، يمن القول إن الأولوية المطلقة للدولة المصرية الآن التصدي للإرهاب المسلح العنيف الذي يعشش في سيناء ويبدأ تحركه إلي الوادي مع مساندة الإخوان وبقاياهم وعناصر أخري فاعلة في المجتمع. من خلال متابعة ما ينشر عن مصر في الولاياتالمتحدة خصوصا يمكن القول أن هناك بداية ماتزال مثل قبس ضوء صغير في ليل دامس يشير إلي تفهم الوضع علي حقيقته. غير أن النشاط الاخواني يسانده التنظيم العالمي والأسلحة المتطورة التي تم ضبطها مؤخرا تكشف عن أطوار جديدة من العمليات الإرهابية المتوقعة والتي قد تتخذ أشكالا ودرجات لم تعرفها مصر. حتي الآن يتصدي الجيش لهذه العمليات. الجيش وحده لا يكفي. لابدم استنفار الدولة بالضبط كما كان الوضع خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر واستنادا إلي تاريخ الجيش نفسه، في عام 6591 وخلال العدوان الثلاثي دافعت المقاومة الشعبية عن بورسعيد وضمت في صفوفها قوات الجيش والمتطوعين المدنيين وضباط المخابرات، بعد يونيو 7691 وخلال حرب الاستنزاف تكونت منظمة سيناء العربية من أبناء السويسوسيناء وتشكلت ملامحأول حرب عصابات في صحراء متسعة. قام أبناء المنظمة بعمليات هامة وراء الخطوط ومازال عدد من أعضائها البارزين في السويس،أتمني الاصغاء إليهم وإلي ما حققوه فتح الباب أمام الشعب لمواجهة الإرهاب ولحراسة المنشآت يتيح لقوات الجيش التفرغ التام لمواجهة عصابات الإرهاب الدولية التي تتوقعه الآن علي سيناء. من ناحية أخري لابدمن إعادة النظر تماما في السياسة الإعلامية. خلال تواجدي في الأسابيع الأخيرة بالخارج. خاصة الولاياتالمتحدة وقفت علي الأثر الخطير للحملة الإعلامية التي بها التنظيم العالمي وتدعمها قطر. تتردد الأكاذيب والتفاصيل التي يقوم تزيف الواقع ولا تعبر عن الحقيقة ليتلقاها الرأي العام في الدول الغربية وتستقر الافتراءات عن المذابح اليومية لاتي يقتل فيها آلاف من الاخوان، والاعتداءات الجنسية منذ ان أطلق العريان كذبته وتبعه البلتاجي، تصريحهما المشين غطي العالم، الحكومة لم تقم بعمل ضروري وهو الكشف الطبي عليهما وإعلان النتيجة في مؤتمر صحفي دولي، اعترف الاثنان بعدم وقوع اعتداء جسدي عليهما ولكن في صوت خافت لم يسمعه أحد في العالم، الحرب تشن علي جميع الجبهات والمواجهة يجب الا يتحملها الجيش بمفرده لأنها حرب مصيرية تستهدف تدمير البيت الذي يضم كل المصريين »الوطن«.